قهوة البورصجية علي بعد أمتار قليلة من بورصة القاهرة للاوراق المالية، تشهد يوميا تجمع المئات من محترفي التداول في سوق الأوراق المالية، ومعظمهم من الموظفين السابقين علي المعاش، أو الذين فضلوا ترك الوظيفة و"تقليب عيشهم" في البورصة. وفي المقهي ثلاث شاشات لمتابعة عملية التداول مباشرة، حيث تبث طلبات وعروض البيع والشراء مثلما تبث مباريات كرة القدم علي الهواء مباشرة، والفارق هنا ان جماهير البورصة من مشجعي الاسهم الكسبانة، مهما كان شكلها أو طبيعتها، وهناك بالتالي لحظات قليلة للفرح هذه الايام عندما يرتفع سعر سهم، أما معظم الايام فالجميع في حالة اكتئاب لان الشاشة دائما حمراء وهي ما تعكس حالة التداول هذه الايام حيث الاسهم في هبوط دائم. وفي قهوة البورصجية انطلقت مظاهرات الغضب ابان الانهيارات الحادة في شهر مارس والايام القليلة الماضية، حيث انضم إلي المحترفين الهواة الذين ساقهم حظهم لشراء الاسهم دون توقع امكانية الهبوط الكبير وضياع مدخراتهم عبر وسائل استثمار غير آمنة. وإلي جانب الشاشات التي تبث التداول علي الهواء مباشرة، هناك الحلقات النقاشية اليومية حول احوال الشركات المدرجة في البورصة وحول مؤشرات اداء الاقتصاد وتصريحات الوزراء ومسئولي البورصة. وردود الفعل لذلك كله يمكن ملاحظته في مقهي البورصجية، فمع تصريحات وزارية من عينة (لاداعي للقلق) ونصائح بعدم اتباع سياسة القطيع في بيع الأسهم و"أهمية دراسة التحليل المالي"، يشعر رواد قهوة البورصجية أن الحكومة تقول كلاما واحوال الشاشات تعكس كلاما آخر، وهم غير مقتنعين بأنهم السبب في هرولة الناس لبيع الاسهم بأي سعر، ولديهم نظريات اخري حول تفسيرات هبوط البورصة، مثل قيام الحيتان الكبار بالشراء والبيع في نفس الجلسة، وصولا إلي تدخل الاخوان للهبوط بالاسعار تحديا للحكومة، وصولا إلي العاب دنماركية في البورصة علي مقاطعتنا لها وإلي تدخل اسرائيلي أمريكي لخنق مصر اقتصاديا.. في قهوة البورصجية تحليلات يثير العجب اخطف رجلك واستمتع!