في افتتاح خلا، كالعادة، من النجوم وحرص علي حضوره الإعلاميون والصحفيون، افتتح فاروق حسني وزير الثقافة في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فاعليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي للسينما، بحضور رئيس المهرجان الناقد علي أبو شادي؛ الذي حظي بتصفيق كبير لحظة صعوده إلي خشبة المسرح حتي كادت الدموع تقفز من عينيه تقديرا وامتنانا لهذا الحب الجارف الذي لمسه من جانب الحضور. باستثناء هذه اللمسة الإنسانية غاب الفنانون، الذين يقام المهرجان من أجلهم، وهو الأمر الذي أغضب وزير الثقافة من قبل، وكاد يلغي المهرجان بسببه، حيث لم يحرص علي حضور حفل الافتتاح سوي النجوم أوالفنيين الذين يشاركون بأفلام في هذه الدورة أو الذين "راحت عليهم" أو يبحثون عن الأضواء. من ناحية أخري فوجيء الحضور بإعلان اختيار الفنان القدير محمود ياسين ضمن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهو الأمر الذي لم يتم الكشف عنه من قبل، بينما تغيب المخرج سعيد مرزوق، لظروف خاصة كما قيل في تبرير غيابه، وكالعادة أيضا وبمجرد انتهاء مراسم التكريم واستقبال لجنتي التحكيم علي خشبة المسرح غادر الجميع القاعة في الاستراحة، ولم ينتظر أحد، خصوصا النجوم، عرض فيلم الافتتاح، وانهمكوا في التسجيل للقنوات الفضائية والإعلاميين، وقد لفت انتباه القلة التي شاهدت فيلم الافتتاح "شيء من لا شيء" (إنتاج 1938) أن الترميم لم ينقذ النسخة من عثرات كثيرة، خصوصا في شريط الصوت بينما كان أهم ما لفت الانتباه أن الفيلم قدم الفتاة المصرية في ثوب الإنسانة القادرة علي أن ترفض الزواج مادامت لا تجد في المعروض عليها مواصفات الشريك المناسب، في رؤية شديدة الجرأة، استغرب البعض أن تكون سمة لتلك الفترة نهاية الثلاثنيات من القرن العشرين. من كواليس الحدث اقتصر الحضور علي الفنانين: ليلي علوي، محمود حميدة، إلهام شاهين، فردوس عبدالحميد، وسميحة أيوب، وشهيرة، والمخرجين: أحمد البدري وعلي إدريس وزوجته كاتبة السيناريو زينب عزيز. الباحثات عن الشهرة والأضواء تواجدن في حفل الافتتاح أيضا؛ حيث لوحظ وجود غادة إبراهيم وياسمين النجار.