لم تحسم لجنة شئون الاحزاب ازمة حزب الوفد علي خلاف المتوقع من خلال القرار الذي اصدرته امس واعتبره محمود اباظة يصب في صالح جهة الاصلاحيين التي يقودها، في وقت اعتبره نعمان جمعة ايضا في صالحه ويؤكد علي شرعيته كرئيس للحزب. وبدا قرار اللجنة يحمل نوعا من الغموض حيث اكد علي امرين الأول في صالح اباظة عندما اكد ان النزاع علي رئاسة الحزب هو شأن من شئونه الداخلية، والثاني في صالح جمعة حينما ناشد جميع الاطراف تجاوز خلافاتهم والاحتكام الي النظام الداخلي للحزب الصادر في يونيو 1996 بإعطاء سلطة اختيار رئيس الحزب للهيئة الوفدية التي تمثلها الجمعية العمومية. واعقب اباظة قرار اللجنة باجتماع للهيئة العليا استمر لنحو ثلاث ساعات خرج بعدها ليعلن خلال مؤتمر صحفي علي تأكيد الجمعية علي قرار فصل الدكتور نعمان جمعة مؤكدا ان الهيئة انتهت بالاغلبية للتصديق علي قرارها السابق الصادر في 18 يناير وذلك بحضور 34 من اعضائها.واعلن اباظة ان جدول الاعمال انتهي الي اعداد مشروع نظام لتعديل اللائحة الداخلية واعادة صياغتها في الاجتماع المقبل المقرر له 6 فبراير القادم مشيرا الي ان اهم بنود اللائحة تحديد وتقليص صلاحيات رئيس الحزب وان تكون مدة رئاسته 5 سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة. واكد اباظة انه تمت الموافقة علي دعوة الجمعية العمومية الطارئة لانتخاب رئيس الحزب يوم 2 مارس القادم مشيرا الي انه اذا لجأ جمعة للقضاء فهذا حق لأي مواطن مصري ولكن الوفد يعمل وفق لائحته الداخلية ونظامه الداخلي. وحول مطالبة جمعة بسحب الحصانة من اباظة وسرحان رد اباظة بأن هذا اغرب من الخيال واصفا جمعة بأنه الرئيس المخلوع وانه ملتزم بتصحيح كافة الاخطاء التي ارتكبها جمعة خلال سنوات رئاسته. من جانبه اعتبر نعمان جمعة قرار اللجنة لصالحه وقال سوف نبني علي هذا القرار في تحركنا القادم لمواجهة البلطجة التي شهدها الحزب علي يد مجموعة الانقلابيين مؤكدا انه سوف يلجأ اليوم الي مكتب النائب العام وسوف يخوض اجراءات قانونية ضد من وصفهم بمغتصبي الشرعية. وكان جمعة ارسل امس خطابا الي المجلس الاعلي للصحافة وصحيفة الاهرام يطلب فيه عدم رفع اسمه من ترويسة الصحيفة كما حدث باعتباره الرئيس الشرعي للحزب بينما ترددت انباء عن وجود مفاوضات بين اباظة وسعيد عبد الخالق ومجدي مهنا لرئاسة تحرير صحيفة الوفد. علي جانب آخر اصدرت 4 أحزاب ممثلة في مجلس الشوري بيانا وجهته الي الامة، طرحت فيه مبادرة لانهاء ازمة الوفد حفاظا علي الجذور التاريخية للحزب تضمن 4 مقتراحات. وشملت المبادرة التي وقع عليها ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، واسامة شلتوت رئيس حزب التكافل، ومحمد زكريا عن حزب الاحرار، وعبد المنعم الاعصر عن حزب الخضر، اقتراحا بتجميد الموقف علي ما هو عليه بحيث يستمر نعمان جمعة رئيسا للحزب، ومحمود اباظة زعيما للحزب ونائب اول للرئيس والغاء جميع القرارات الصادرة لتعديل تشكيلات الهيئة العليا وقيادات المحافظات واللجان النوعية، وان يتولي سكرتير عام الحزب ادارة شئون الحزب الادارية والمالية ويدعو لاجتماع طارئ للهيئة الوفدية لانتخاب رئيس الحزب والقيادات الرئيسية خلال 45 يوما، واعلان النتيجة تحت اشراف القضاء.