أحمد حامد إعلامي مع قرب انتخابات مجلس الشعب القادمة والاستعداد لها علي الجميع أن يرشح الأصلح وعلي الأحزاب أن تعلن مرشحيها علي أساس مصلحة المجتمع لا فرق بين رجل وسيدة.. ولكن الاختيار لمن هو أفضل في القدرة علي العطاء وخدمة المجتمع.. والشعب المصري أصبح يعرف جيداً كيف يعطي لنفسه فرصة اختيار الأفضل من مرشحيه ليمثلوه في مجلسه مجلس الشعب سواء رجل أو امرأة. وإذا نظرنا إلي دور المرأة في المجتمع المصري سنجد أنه تعتبر المرأة المصرية أول امرأة عربية تحصل علي عضوية البرلمان وذلك بالفوز الساحق الذي حققته بالانتخاب النائبتان راوية عطية عن الجيزة وأمينة شكري عن الإسكندرية عام 1957 ومنذ ذلك التاريخ والمرأة المصرية تفخر بما تقدمه للمجتمع من خلال العديد من النساء اللاتي يتولين مناصب قيادية مرورا بعضوات البرلمان إلي وجودها كوزيرة في الحكومة المصرية ولذلك فإن المرأة المصرية استطاعت بعد كفاح طويل أن تحقق نجاحاتها وكيانها ومشاركتها في المجتمع حتي وصلت إلي العديد من المناصب المهمة لمجتمعها وأصبح لدينا أكثر من 32% من سفراء مصر الذين يمثلونها بالخارج من بنات حواء اللاتي أثبتن نجاحاتهن باعتراف العالم وبعد كل هذه الجهود التي قدمتها وتقدمها بحب كل بنت مصرية وكل أم مصرية علي كل المستويات البسيطة والراقية فالمرأة تتفاني في القيام بكل مسئولياتها داخل بيتها مع أبنائها وزوجها وحتي عملها من أجل مجتمع أفضل للجميع سواء رجل أو امرأة ولذلك جاء تأييد السيد الرئيس حسني مبارك للمرأة المصرية لتنال مكانتها اللائقة بها بتخصيص 64 مقعداً إضافياً من مجلس الشعب مما عرف بكوتة المرأة تتنافس به مع بنات جنسها وبنسبة لا تتعدي 11% حتي تتحقق لها ما وقفت العادات الاجتماعية عائقاً أمامه طويلاً. لهذا بقي أن نسأل هل استفادت المرأة من التجارب السابقة لتكسب جولتها الانتخابية المقبلة وماذا ستقدم هل اتخذت خطوات جادة وحقيقية ليزداد تواجدها واقترابها ليشارك في صنع مستقبل مجتمعها وحاضره وهل تعلمت كيف تخوض التجربة لكسب تأييد الناخبين? وهل استفادت من تجارب من سبقتها في الانتخابات بصفة عامة وحققن نجاحات باهرة بما سجلنه من خدمات للمجتمع بكل فئاته وتقديم الحلول لما يمس حياتهم ليكون الطريق لكسب تأييد وحب الناخبين من الرجال والسيدات? هل استفادت من الدورات السياسية التي قدمها المجلس القومي للمرأة الذي ترأسه السيدة الفاضلة سوزان مبارك والذي يعتبر علامة في تاريخ المرأة المصرية لتكون قادرة كسياسية وتعرف كيف تخوض معركة الانتخابات بكل القوة والمهارات. وهنا والأهم أن تكون المرشحات واجهة مشرفة وقوية وقادرة علي خدمة المجتمع وليس مجرد الترشيح فقط للمرأة حتي لا تأتي الأمور بعكس ما نريد وهنا أيضاً ندعو الأحزاب المصرية أن تقدم التأييد الحقيقي للمرأة.. وترشيحها بالشكل اللائق بها وبكيانها وما حققته من نجاحات لمجتمعها في عملها وعلي كل المستويات فليقدمن أكفأ العناصر النسائية المشرفة. ولكن لابد أن نلتفت أن لأجهزة الإعلام والصحافة دوراً كبيراً في توعية الناخبين بأهمية أصواتهم ومن اختيار الأصلح والأكفأ دون تمييز ولعل الحملة التي أطلقها التليفزيون المصري في انتخابات مجلس الشوري بعنوان شارك انتخب ليست كافية في انتخابات مجلس الشعب فالتليفزيون المصري يجب أن يتخذ خطوات جادة وليست من خلال حملات دعائية اسمية يشارك بها فنانون فهذه ليست الصورة التي يريدها شعب مصر بل يريد حملات عن الانجازات التي تحققت فلنبتعد عن الحملات الدعائية التي لا يشاهدها معظم الشعب المصري وأملنا من هذه الحملات الجادة أن نصحح هذه الصور الخاطئة عن المرأة التي تقلل من شأنها وأن نظهر هذه النماذج الجادة الناجحة التي يمتلئ بها مجتمعنا في كل مكان بمصر وليست علي نطاق القاهرة أو المحافظات الكبري بل تمتد إلي القري والريف والصعيد. فيجب علي الإعلام أن يظهر ما قدمته البرلمانيات في الدورات الماضية من العديد من القضايا الجادة فلنترك للمرأة الفرصة وندعمها ثم نحكم علي تجربتها الجديدة بعيداً عن أحكام مسبقة قد لا تفيد ليس فقط المرأة بل تضر بمجتمعنا ومبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق للجميع.