خبرة أسامة الشيخ كإعلامي مخضرم اصطدمت بالأسلوب الروتيني لإدارة المنصب الكبير .المسائية. تكشف أسرار علاقته ب(الفقي) من قمة الثقة إلي مرحلة الغموض!! { الضرب تحت الحزام وإيقاف قراراته ومنع سيطرته علي وكالة الإعلانات وتطوير المتخصصة ( رباعي) يصب في مصلحته { الاستغناء عنه خسارة إعلامية ومنحه فرصة جديدة ضرورة وتنقية المحيطين بمنصبه عصا سحرية في عدد السبت الماضي استعرضنا الدور الذي قام به انس الفقي وزير الاعلام خلال عام 2010 والدور الذي قام به للم شمل الفضائيات الخاصة لتقديم اعلام هادف خال من اثارة الفتن والرأي العام وتوقعنا اهدافه خلال عام 2011 والخطط التي قد يسعي لتنفيذها00واشرنا خلال العدد الي ضرورة تقييم تجربة المهندس اسامة الشيخ كضلع ثان ومهم في تنفيذ خطط وزير الاعلام خصوصا وانها تجربة جديدة علي اتحاد الاذاعة والتليفزيون بأن تتم الاستعانة بإعلامي من القطاع الخاص حتي لو كان ينتمي في الاساس الي اتحاد الاذاعة والتليفزيون00واستعراض تجربة الشيخ هنا الهدف منها هو النظر الي سياسة الفقي في الداخل بعد ان كانت اولوياته خلال العام الماضي منصبة علي الفضائيات الخاصة. استعان الفقي بالشيخ منذ ثلاثة اعوام لتقويم قطاع القنوات المتخصصة ونجح الشيخ في هذا الامر الي حد بعيد ورغم الانتقادات التي تعرض لها واتهامه بالانحياز للقادمين من الخارج الا انه نجح في ان يضع هذه القنوات علي طريق المنافسة مع فضائيات القطاع الخاص وكانت له ضرباته الدرامية من حيث خطة العرض مع قنوات الدراما الخاصة وبالتالي نجح في اعادة التوازن الاعلاني الذي كانت تستحوذ عليه الفضائيات الوليدة حينها00علي مستوي الشاشة حينها احدث الشيخ تطورا ملحوظا ولكن ظل اعتماده علي مجموعة محددة يتردد انها استحوذت علي خيرات خزائن الاتحاد شبحا يطارده ورغم نجاح بعضهم في تنفيذ خطة الشيخ الا ان الاخرين لم يقدموا أي شيء يذكر لتبدأ مرحلة من التصادم بين ما يقال انهم فريق الشيخ وبين ابناء المبني الاصليين ومنهم بالطبع القيادات.. وفي وقت سعي فيه الشيخ لفرض المجموعة المحسوبة عليه في مناصب قيادية لتحقيق ظنه في ضرورة تكوين فريق عمل متجانس كفكر اصيل في القطاع الخاص نشبت الخلافات بين ابناء هذا الفريق حيث بدأ كل منهم ينظر لما يحصل عليه الاخر وهنا بدأت تظهر الميزانيات الخيالية ليتدخل وزير الاعلام لتصحيح المسار ويرفض الاستجابة لقائمة التغييرات بشكل تام واستجاب لبعضها فقط فهو يعلم ان للشيخ افكاره الحميدة ويثق في قدراته ومنحه الفرصة كي يستوعب مهام المنصب كمنصب حكومي تختلف استراتيجيات ادارته عن الحال في القطاع الخاص00تقييم تجربة الشيخ في المتخصصة تتلخص في اتجاهين الاول انه نجح في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تقويم هذه القنوات في حين كانت الحقيقة الثابتة انه خلق دون قصد فوارق واضحة بين العاملين في القطاع وانتشرت كمرض شديد العدوية حرب مستمر بين المحسوبين عليه وبين من هم دونهم. يصدر قرار تولية الشيخ رئاسة اتحاد الاذاعة والتليفزيون خلفا للواء احمد انيس الذي سعي الفقي للمد له بكل الطرق 00الشيخ نفسه رغم استشارة الوزير له في كثير من الامور خلال رئاسته لقطاع المتخصصة لم يحصل علي وعد في وقت من الاوقات بالوصول لمنصب رئيس الاتحاد بدليل انه كان المرشح رقم ثلاثة بين المرشحين للمنصب حينها وهم علي الترتيب عبد اللطيف المناوي وحمدي منير00وترجحت كفة الشيخ في اللحظات الاخيرة.. وصعوده لمنصبه الجديد الذي لم يهيئ نفسه له عند حضوره للمبني بدليل انه كان يفكر قبل صدور القرار بالعودة للقطاع الخاص بعد الانتقادات التي تعرض لها واصطدامه بأسلوب اداري مختلف وكثافة عمالية ضخمة مختلفة عن القطاع الخاص. بالطبع سعي الشيخ للتأقلم مع المنصب الجديد بأسرع وقت ممكن حتي تظهر بصماته مثلما ظهرت علي قطاع القنوات المتخصصة.. فهو اعلامي يهوي التخطيط اكثر من اهتماماته بالامور الادارية وبالطبع سيطرت عليه النزعة الاعلامية دون النزعة الادارية رغم ان هذا المنصب الخطير تكون الامور الإدارية لها الاولوية الاولي لانها تعني المسئولية الكاملة عن حوالي ال40 موظفًا داخل ماسبيرو. ظروف تولي الشيخ للمنصب احيطت بحالة كبيرة من اثارة الجدل فعلاقته بأغلب قيادات المبني لم تكن علي مايرام حيث سرت اقاويل تشير الي انه ينظر لابناء المبني علي ان عقولهم بعيدة عن التطوير وتحقيق اهدافه وزاد من هذا الشعور ان الشيخ تولي رئاسة الاتحاد وسط حركة تغييرات قيادية اكدت الكواليس انه لم يكن راضيا عنها00بدليل انه سعي اكثر من مرة لاحداث بعض التغييرات وتم الربط بين رغبته هذه وبين تولية المحسوبين عليه مناصب اكبر00وهو ما نما الي علم رؤساء القنوات والقطاعات ولكن يرجئ الفقي كافة هذه التغييرات بعدما ادرك ان هناك حالة احتقان شديدة داخل المبني وبعدما تم اشارة البعض الي ان هناك مجموعة بعينها محسوبة علي الشيخ بدأت تتخطي حدود رؤساء القنوات والقطاعات التي يعملون بها لدرجة حصولهم علي الموافقات بصورة شخصية من الشيخ مما اشعر بقية القيادات بأن دورها مهمش وبعدما كان الشيخ متهما بأنه يفرض مجموعة بعينها لتطوير المتخصصة زاد الاقاويل حول قيامه بفرض نفس الجموعة علي بقية القطاعات ويحدث هذا في توقيت زادت فيه الازمة المالية داخل المبني ومعها بدأ الحديث عن التهام المحسوبين علي الشيخ للميزانيات الكبيرة. بالطبع كان لدي الشيخ طموحه في تحقيق طفرة علي كافة المستويات ولم يكن يهدف من فرض مجموعة التطوير لخدمة افرادها كأفراد مقربين ولكن كان الهدف من وجهة نظره هو التطوير ولكنه فقط لم يدرك ان بعض هذه العناصر قد وصلت الي حد التوحش والغرور والتكبر فأصبحوا مثل الحمل الثقيل عليه ورغم ذلك كان من الصعب الاعتماد علي غيرهم ايمانا منه بخبراتهم00ولكن تظهر انتفاضة الفقي خلال العام في اكثر من موقف قبل ان تصل الامور الي حد الاشتعال وهنا يصاب رئيس الاتحاد بالارتباك وهو الواضح من قراراته فيما بعد ومن كم الشائعات التي احيطت به حول تركه للمبني او ايقافه عن اتخاذ القرارات 00وهنا نستطيع القول ان حملة الانتقادات الموجهة اليه في اعقاب دفع 120 مليون جنيه لنقل بطولة كأس العالم وحوالي 700 مليون جنيه لشراء مسلسلات برامج رمضانية وما اثير حول قناة التليفزيون العربي وظهور بعض الميزانيات المبالغ فيها جعلت الشيخ في موقف لا يحسد عليه ولا يدري ان كان يسير في طريقه لتحقيق اهدافه نحو التطوير او التوقف لانتظار المصير وهي مرحلة شديدة الصعوبة خصوصا وانه زادت خلالها عمليات الضرب تحت الحزام بقوة تجاهه سواء من بعض القيادات وعلاقاته الخارجية او من خلال القيادات اصحاب الثقل الكبير الذين كانوا ينتظرون اية كبوة للشيخ. وفي الطريق يظهر فريق اخر يقال انهم فريق وزير الاعلام لانقاذ ما يمكن انقاذه الذين لم يصطدم بهم الشيخ بالطبع ولكن جاءت نتائج ظهورهم بمثابة ايقاف كل خطط الشيخ نحو التطوير وبالتالي زيادة الهجوم عليه ونشر ما يفيد بأنه لم يقدم أي جديد بل زاد من مديونيات الاتحاد وتنتشر شائعات التغيير. صعوبات واجهت الشيخ هنا فرض السؤال نفسه: هل كان الفقي هو سبب ما تعرض له الشيخ من انتقادات؟ وهو سؤال لا يدين احد بقدر اهميته فالفقي كان يدرك ان الشيخ قادم من قطاع خاص وهو قطاع يتسم بالقرارات السريعة ويحتاج الي فريق عمل متناسق ويكون لمن يقوده كافة الصلاحيات حتي تتم محاسبته في النهاية وكان يدرك ايضا ان القطاع الحكومي يختلف جذريا وجزئيا عنه خصوصا وانه مال عام. الفقي بالطبع ساعد الشيخ وترك له الفرصة سانحة في البداية لتحقيق التطوير ولم يتدخل في عمله في البداية ولكن ظلت اشكالية عدم التفريق بين التصرف في اموال القطاع العام والقطاع الخاص قائمة ولم يفلح الشيخ في عمل دمج بينهما00فمن يصرف كان من الضروري ان تتاح له كافة الصلاحيات للسيطرة علي الوكالة الاعلانية والامور التسويقية بحيث لم تتح للشيخ لا هذا ولا ذاك حتي تكون هناك رؤية متكاملة لعمل دراسة بين ما يتم صرفه علي الانتاج وبين العائدات واذا كانت هذه الامور قد تم حسمها كان من الممكن ان تكون الصورة افضل بالنسبة للشيخ او كان يمكن محاسبته من خلالها. من الثقة المطلقة للعلاقة المبهمة اذا بحثا عن نتائج التجربة علي المستوي الداخلي في ماسبيرو نستطيع وصفها بأنها بدأ بثقة فائقة بين الفقي والشيخ ثم شهدت صعودا وهبوطا ووصلت في النهاية الي مرحلة مبهمة 00ونرصد ايضا حقيقة مهمة تشير الي الشيخ كإعلامي له خبراته تعامل في سنة اولي رئيس اتحاد بشكل متسرع لاحداث اكبر قدر من التطوير رغم ان اهدافه كان من الافضل تقسيمها الي اكثر من مرحلة وليس العمل دفعة واحدة فتكون النتيجة ازمات علي مختلف المستويات00فشبكة ان تي ان مؤجلة وشركة الدراما متوقفة وقطاع المحروسة لم يطلق بعد00ونرصد ايضا عدم الوصول الي مرحلة من الثقة والتعاون بينه وبين اغلب القيادات داخل المبني بسبب رغبة الشيخ في احداث التطوير بأكمله في اسرع وقت. اما ابرز ما يمكن رصده فيتمثل في ان اغلب الانتقادات التي تعرض لها الشيخ جاءت بسبب المحسوبين عليه. ولكن ومع نهاية العام أعاد الشيخ حساباته وبدأ يعيد تقييم التجربة ويدرك الكيان الحكومي الذي يعمل فيه فعاد من جديد ليتعاون مع بقية القيادات00ويدرك ان احلامه من الصعب ان تتحقق علي ارض الواقع الا في حدود المسموح في ظل وجود قيادات لها ثقلها ترفض التعاون ولا تسمح لاي احد من الاقتراب بالكيانات التي تديرها تساؤلات تنتظر إجابة الفقي الفقي وضع نقطة (نهاية ) منذ شهور قليلة ولا شك انه سيضع نقطة من اول السطر خلال المرحلة المقبلة00لا احد يعرف ما ستحمله السطور00ولكن يظل السؤال العريض وهو هل يستحق الشيخ الحصول علي فرصة لتصحيح المسار خلال العام الجديد وهل سيدرك الفقي انه خبرة اعلامية تستطيع ان تحقق كثيرا من الطموحات للاعلام المصري اذا ما تم استعراض الاسلوب الاداري الخاص به واعادة دراسته في جلسة مصارحة؟ ثم هل يتدخل الفقي لانقاذ الشيخ بإصدار قرارات وزارية بإبعاد من سببوا الضرر للشيخ وبالتالي للاتحاد ككل ممن تم حسابهم علي الشيخ مع ترك الفرصة له لاختيار شركاء العمل بالاتفاق مع الفقي ؟ هي تساؤلات مطروحة وتحتاج نظرة من الفقي الذي يعي ان كثيرا من قيادات ماسبيرو لا يستحقون مواقعهم بالفعل وهو ما قد يعطي بعض الاعذار للشيخ 00اما المفاجأة غير المتوقعة فقد تأتي من جانب الشيخ نفسه ليعلن رغبته في عدم القدرة علي الاستمرار في ظل حروب يتعرض لها واخطاء حسبت عليه لم يسع لارتكابها. تجربة الشيخ في ماسبيرو خلال 2010 يمكن ان نطلق عليها تجربة تصادم الخبرة الاعلامية بالأساليب الادارية هشام زكريا