بعد ظهور أكثر من 140 حالة تتصاعد حدة المخاوف من الإصابة بالإنفلونزا المستجدة كلما اقتربنا من فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بما يسمح بوجود بيئة صالحة لتصاعد حدة وشراسة الفيروسات المسببة للإصابة بالأنواع المختلفة من الإنفلونزا. وقد أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف عدد الحالات المصابة بفيروس H1 N1 المسبب لإنفلونزا الخنارير التي أطلق عليها الإنفلونزا المستجدة 136 حالة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر. ومع تزايد الإصابة بهذه الفيروسات اعيد للأذهان ما شهده العام الماضي من حالات هلع استمرت شهوراً طويلة توقفت خلالها الدراسة وأصيبت البيوت بحالة من الخوف الشديد وتأجلت العديد من مظاهر الحياة اليومية للناس خلال الشتاء الماضي فهل تعاود فيروسات الإنفلونزا شراستها من جديد? وما الاستعدادات اللازمة لمواجهتها خلال الفترة المقبلة? منظمة الصحة العالمية: الفيروس قد يتحول إلي إنفلونزا موسمية د.عبدالهادي مصباح جهاز المناعة خط الدفاع الأول ضد الفيروس د.مجدي بدران: النظافة الشخصية ضرورة للوقاية من المرض تحقيق: فاطمة زكريا بداية أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا لم تعد في مرحلتها السادسة وأن الفيروس قد يتحول إلي فيروس إنفلونزا موسمية لعدة سنوات مقبلة. ما بعد الوباء وفي هذا السياق يؤكد د.عبدالهادي مصباح استاذ المناعة أن انفلونزا الخنازير لم تظهر لأنها لم تختف من الأساس، فهي موجودة منذ أن أعلنت عن وجودها منظمة الصحة العالمية إلا أنها دخلت في مرحلة تسمي ما بعد الوباء وهذه المرحلة تعني أن الانفلونزا نفسها لم تعد جديدة علي الجهاز المناعي لجسم الإنسان ولم تعد قادرة علي أن تولد وباء قاتلاً للبشر وأصبح اسمها الجديد الانفلونزا المستجدة، وما يحدث لمواجهة هذه الأنواع من الأمراض هو فحص الفيروسات المنتشرة المتوقع أن تأتي كل عام، ومتابعة التقارير العالمية في هذا المجال وذلك لإنتاج اللقاح المناسب لاستخدامه في مواجهة المرض إذا ما عاود الظهور مرة أخري. ويربط د. عبدالهادي مصباح بين خطورة الإصابة بالمرض وبين مناعة الإنسان نفسه، فالأشخاص ذوو المناعة الضعيفة والمصابون بالأمراض المزمنة مثل الايدز والفشل الكلوي أو الحوامل أو الأطفال فهؤلاء يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات. ويطالب د.مصباح بالتعامل مع فيروس الانفلونزا بدون أن تكون هناك تهوين أو تهويل في الأمر وملاحظة الأعراض التي يمكن أن تصيب الشخص من ارتفاع درجات الحرارة لمدة يومين وعدم نزولها مع استخدام المخفضات وكذلك الآلام التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والشعور بكرشة التنفس والصعوبة في التنفس والتهاب الأغشية المخاطية والميل إلي النوم الكثير.. فعند ظهور هذه العلامات علي الشخص أن يتوجه فوراً للطبيب ويحاول أن تكون هناك حالة وعي لدي الشخص بأن الإصابة بهذه الأعراض تجعله عرضة للإصابة بالمرض بصورة حادة. المعدل الطبيعي وحول أهمية إعطاء التطعيم يقول د.مصباح: إن التطعيم يوفر حماية خلال ثلاثة إلي أربعة أسابيع من الحصول عليه ويجب تطعيم الأطفال أقل من سنتين والحوامل والأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا. ومن جانبه يؤكد د.عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن معدل انتشار إنفلونزا الخنازير والتي أطلق عليها الإنفلونزا المستجدة مازال في حدود المعدلات الطبيعية للإنفلونزا الموسمية. وعلي هذا فإن وزارة الصحة مستمرة في توعية المواطنين باتباع الإجراءات الوقائية السليمة وقواعد النظافة الشخصية للوقاية من الإنفلونزا بالإضافة إلي النظافة العامة في أماكن العمل والمعيشة والحرص علي النظافة المستمرة للأسطح والأرضيات. ويقول د. مصطفي أورخان بمنظمة الصحة العالمية إن شهري أكتوبر ونوفمبر هما أفضل وقت للحصول علي لقاح الإنفلونزا والاستفادة من نتائجه وينفي د. أورخان إمكانية ظهور إنفلونزا الخنازير بشكل وبائي إلا أنه مع احتمالات تزايد معدلات انتشار فيروس الإنفلونزا من سلالة بيرث وهو فيروس ضعيف ولا يشكل مخاطر كبيرة عند الإصابة به. التوعية والوقاية ومن جانبه يشير د.مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلي أن رفع المناعة في فصل الشتاء كفيل بتجنيب الأشخاص الإصابة بالإنفلونزا من خلال اتباع تعليمات معينة أهمها ضرورة غسل الأيدي باستمرار بالماء الدافئ والصابون، واستخدام المناديل الورقية لمرة واحدة بالإضافة إلي تناول الأعشاب الطبيعية مثل اليانسون وورق الجوافة والبردقوش. والاعتماد علي منتجات الألبان وتناول الجبن والزبادي. بالإضافة إلي تناول فيتامين سي الذي يتواجد بكثرة في الجوافة والكيوي والبروكلي والبرتقال والليمون وفيتامين د وفيتامين أ وهو موجود في الجزر ويتوافر فيتامين د في البيض والأسماك وتعتبر خضراوات مثل الكرنب والفلفل والفجل من أهم الأطعمة التي يجب تناولها لتجنب الإصابة بالإنفلونزا. وتؤكد د. صفاء شلبي وكيل وزارة التعليم سابقاً أنه لا داعي للهلع والخوف علي أطفال المدارس من الإنفلونزا فالأمور حتي الآن مستقرة بناءً علي خطة موضوعة من العام الماضي، إلا أنه لا يجب التراخي في التعامل مع أي مستجدات، وتطالب د.صفاء أولياء الأمور بأن يكونوا أكثر حذرآً في التعامل مع أبنائهم وملاحظة أية تغييرات للطلاب بشكل جماعي بالإضافة إلي التنبيه علي الطلاب بضرورة عدم التهاون في التعامل الصحي داخل الفصل وداخل المدرسة. الاهمال ويقول د. محسن محمد عدنان إخصائي طب الأطفال: إن الإنفلونزا المستجدة علي الرغم من كونها مازالت في معدلات الإصابة العادية إلا أن المشكلة تكمن في إصابة الأماكن التي بها تجمعات كبيرة مثل المدارس.. فالأطفال فيما دون الخامسة عشرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس خاصة في الفصول ذات الكثافة العالية لذلك يجب العمل علي عدم انتشار هذا الفيروس بين أطفال المدارس وذلك عن طريق وجود فرق للمتابعة باستمرار في كل مدرسة حتي يمكن اكتشاف الحالات المصابة مبكراً وعزلها عن باقي التلاميذ للحد من انتشار المرض إن أمكن ذلك. ويشير إلي أن الاهمال واللامبالاة هما أشد خطراً من الفيروس نفسه فكل شيء قابل للسيطرة عليه إذا تم وضعه موضع الجد والتعامل معه بجدية أم إذا أهملنا وتكاسلنا فإن الأمر سيكون خطيراً. وطالب محسن وزارة الصحة بتشكيل لجنة لمتابعة الموقف وجمع المعلومات عن انتشار الفيروس خاصة في المدارس والقيام بحملة تطعيم ضد المرض إذا تطلب الأمر ذلك.