أرادوها نوَافذ مَفتوحة للتنفيس بمُسمي الحُرية.. فأصبحت انفلاتاً ضاراً ما يحدث الآن من إغلاق بعض القنوات الفضائية وتوجيه الإنذار للبعض الآخر.. جاءَ متأخرا كعادتنا.. بعد تَرك حِبال الإعلام علي الغارب دون مِيثاق لحدود آمنة لتناول القضايا بِدعوي إعطاء مِساحة للحرية دونما وجود للثقافة الحقيقية للحرية.. إن مايحدث يعزي إلي محاولة إعطاء إنطباع للعالم ان الحرية في مصر تُنافس الحرية في أعتي الديمقراطيات في العالم وهي في حَقيقة الأمر بهدف الإلهاء مُستغلة وجود مَجموعات مُتفرقة من المُعارضة حَناجرها أقوي بكثير من قُدراتها وتواجدها وتأثيرها في الشارع المصري فحينما بدأت هذه البرامج اتسمت بجُرأه حَسيسة سمحَ بها النظام في خُطوة لم يستوعبها لا الإعلاميين ولا المجموعة دائمة الاستضافة علي هذه البرامج ووجدت فيها المحطات الفضائية الخاصة فرصة لجذب الإعلانات وبالتالي ِزيادة المكاسب المادية مازداد البحث عن الموضُوعات الأكثرسخونة.. أوموضوعات لاتستحق ويقوم مُعد هذه البرامج ومُقدموها بخلق الإثارة باختيارالضيوف بعناية من مُختلف الآراء حتي يكون الاشتباك بينهم إحد أساليب التشويق.. ونجحت لحد ما هذه البرامج في جذب المُشاهدين الذين سَاعدوا دون أن يدروا في تكوين فِئة من ثوارالحناجر.. لم يكن لهم تأثير في حل مشاكل المواطنين.. بل زادوا من مُعاناتهم.. كما زادوا من خِدمة مكاسبهم ومصالحهم.. لدرجة قيام بعض المحطات بالتعاقد مع ثوارالحناجرعلي الإنتقال من مِقعد الضيف الي مِقعد مُقدم برامج فزادت أسعار مُقدمي هذه البرامج لدرجة كبيرة لا توازي ثقافتهم أوالمامهم بالموضوعات التي يقومون بإثارتها في برامجهم.. المهم بدأت بالقيام بالهجوم علي أطراف أي مشكلة ولكن بحدودية يشاركهم فيها الضيوف الدائمين.. ولم يستمر الحال علي ذلك طويلاً فمن جهة زاد الطلب علي ثوار الحناجر من المحطات الفضائية العربية الموجهة منها ومن يبحث عن الشهرة وأُغدق عليهم من الأموال مما جعلهم يهاجمون بلدهم بشكل مُقزز في أغلب الأحيان ولان الحزب الحاكم فرض سيطرته علي الشارع السياسي سَيطرةٍ كاملة لذا تُركت هذه النوافذ الفضائية والأرضية مَفتوحة لكل صوت طامع في مكاسب ارتفاع الصوت في هذه القنوات التي تجزل العطاء لكل من يحقق إندفاعه زيادة حصيلة الإعلانات بعدأن تسببت الدولة بسياستها الإعلامية الخاطئة في ارتفاع أسعار كافة الوسائل الإعلامية والإعلانية بالرغم أن قنوات إعلام الدولة تحقق الخسائر بالمليارات.. هذاعِلاوة علي قُدرة واهتمام الدولة علي إعادة الرُشد لكل من يسئ لأشخاص مُعينة خلال تخيله إن الحرية الممنوحة لحنجرته بتناول كافة القضايا تسمح له بالسهو.. هذه الحرية المُتغاضي عنها جعلت الكثيرين يطمعون في التهام جزء من تورتة الحرية.. حتي أصبح التجاوز في كل شئ سمة الطرح.. ولأننا لم نَستوعب الثورة التي حدثت في الاتصالات والتي جعلت العالم كله علي شَريحة الفحص الميكروسكوبي يراه كل من ينظر في عدسة التليسكوب.. من خِلاله يعرف تفاصيله ويطلع علي أحداثه.. يتابع إنجازاته وإنتكاساته.. يتباري في تأثيراته.. لذا فالفوائد عظيمة فيما لواستخدم الفضاء في المعرفة ودعم التقارب بين الشعوب وإرساءالمبادئ والقيم والأخلاق وبالذات للمُجتمعات النامية والمُتطلعة للتطورواللحاق بركب التقدم.. لذا تَصاعد التنافس الإعلامي بين كافة الدول لتوجيه الرأي العام الدولي لمَصلحة قضايا الدول الإقليمية والدولية.. ولتوجيه الرأي العام الداخلي في اتجاه مَصلحة تنمية المُجتمعات ودعم الديمقراطية وإرساء العدالة الاجتماعية وتطوير القُدرات العلمية والثقافية والاجتماعية لشعوبها. اما عندنا ولدواعي الاثارة.. تتنافس القنوات الفضائية في سباق محموم علي بث البرامج الجنسية.. في سبيل جذب المشاهد ولا مانع من التحريض باستغلال مَشاكل المواطنين الطاحنة بطرق مستفزة خالية من تقديم الحلول.. اما اخطر القنوات التي تحرض علي الفتنة الطائفية وهذا كله افراز لحرية غيرمَسئولة لم نَتدرب عليها.. هذه القنوات يجب أن تخضع للرقابة ويجب الا تُترك تحت دعوي حرية الإعلام.. حرية الإعلام يجب أن تكون مَسئولة.. والا تُصبح فوضي إعلامية.. وهي علي وشك.. نتمني أن ينصلح حال مَرافقنا ومنها الإعلام لدوره وتأثيرة.. نتمني ذلك.. ولن نفقد الأمل.