لقد تم اغلاق العديد من القنوات الفضائية بحجة اذاعة فتاوى دينية متشددة وتم عرض مثل هذه الفتاوى عقب قرار الاغلاق لاقناع الحكومة للراى العام بسلامة ونزاهة قراراتها التى لاتتعارض مع الديموقراطية اذ تم عرض ما اذاعته القنوات المذكورة عن فتوى عن الختان واخرى عن احقية من عثر على اثار بأرضه بامتلاكها وقد يكون بالفعل هناك من القفتاوى المتشددة وقنوات دون المستوى المنشود ولكن لو كانت الفتاوى هى السبب الحقيقى لكان السؤال الم تكن قناة النيل الثقافية - التابعة للتليزيون الرسمى للدول - اكثر القنوات التى روجت فى حديثا المتكرر والملح مع الشيخ عزت صقر فى فتواه عن ارضاع الكبير بل واعادة اذاعة اللقاءات السابقة حتى بعد عدول الشيخ عن فتواه وبعد التحقيق معه وكانت صحيفة الوطنى اليوم - صحيفة الحزب الوطنى الحاكم - اكثر الصحف اثارة فى نشرها ذات الموضوع والذى اساء لصورة الاسلام والمسلمين ؟ الم تكن تلك الفتوى اشد خطورة واساءة للاسلام من فتوى الختان والتى هى رواية اقرب من الحديث اى واقعة منسوبة لحضور النبى صلى الله عليه وسلم فى بيت وتصادف فيه هذا العمل وكان امره اقرب للعمل بالحديث الشرف انتم اعلم بشؤن دنياكم وبالاية الكريمة اسألوا اهل الذكر فما يصلح لفتاه قد لا يصلح لاخرى وهو ما يعنى بلغة اليوم ترك الامور للاطباء المتخصصين فى اتخاذ القار ولكنها المعونات الاجنبية للجمعيات النسائية والتى لايمكن الصبر على من يقف فى طريقها او يهدد حجمها لماذا لم يتم ايقاف قناة النيل الثقافية -ونحن ضد الايقاف - عند اذاعة فتواها منذ عامين وتم ايقاف عدد من القنوات بسبب فتوى قد تكون اقل خطورة من الفتوى السابقة؟ لماذا تم استبعاد قناة الزوراء من مدار النايل سات وبالتالى اغلاقها ابان اذاعتها لافلام تسجيلية عن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكى؟ ان توقيت اصدار القرارات هو الاقرب للاقناع ولذا من المنطقى ان يصدق الناس ان السبب الحقيقى لاغلاق القنوات هو الخوف من استضافة القنوات المذكورة للاخوان المسلمين وغيرها من التيارات المعارضة اثناء الانتخابات ويلاحظ انه تم انذار قناتى الفراعين واو تى فى دون اعلان السبب المقنع والاقرب للمنطق وهو كثافة ماتنشره هذه القنوات وماتعرضه من احداث المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات السياسية ولذا ليس ببعيد تهديد قناة دريم خاصة بعض البرامج الجادة وغيرها من البرامج فى قنواتا خرى اذ تجدر الاشارة الى استبعاد الاعلامى عمرو اديب لاسباب متقاربة لقد قرأنا ميثاق الشرف الاعلامى والذى يعتمد عليه التحكم فى الفضائيات العاملة فى مدارى النايل سات والعرب سات وقرأناه مرات ومرات وندعو لنشره تفصيليا حتى يكون الحكم عليه عن بينة مقدمة الميثاق المذكور تتصدرها عبارة تنفيذا لميثاق التضامن العربى الصادر عن مؤتمر الدارالبيضاء عام 1965 اى استعانوا بفترة لم يكن فيها ظهور للفضائيات والانترنت ووسائل الاعلام الالكترونية الحديثة بالمنطقة وكان التطور السائد هو الراديو اى المذياع ومعه التلفاز الابيض واسود ولم يكم متواجدا فى معظم دول المنطقة وحتى الدول الكتواجد بها كان قاصرا على طبقة الاثرياء وحتى التضامن العربى الذى اقتبسوه واستعانوا به من تلك الفترة فى الستنيات من القرن الماضي هى ذات الفترة التى اهالوا عليها التراب فى مجال الحريات وفى مجال التضامن العربى ولكنهم يخرجون ما يريدون الاستعانة به على طرقة مخزون تحت الطلب ا اما المبادئ العامة للميثاق المذكور فتكاد ان تكون جميعها عبارات انشائية - والعبارات المطاطية دائما يمكن تطويعها حسب الحالة فمواد الميثاق تتحدث عن المسؤليات بالالتزام بتقديم الحقيقة الخالصة الهادفة فى خدمة قضايا الوطن وتكامل شخصيته القومية وعدالة قضاياه الاساسية وهذه المعانى قد يتحدث الاعلام الرسمى فى عكسها فى بعض القضايا من وجهة نظر المعارضين مثل الحديث عن الانكفاء الذاتى او اخلاف مع بعض الدول العربية والاسلامية فى وقت يتم فيه التقارب مع العدو الامسرائيلى ومن يسانده ويؤكد ميثاق الشرف الاعلامى على المشاركة فى تشكيل الذوق العام تشكيلا سليما وعدم اذاعة ما يدعو للانحلال فى الوقت ذاته يشاهد فى العديد من الفضائيات التى تم غض الطرف عنها وفى برامج فى القنوات بالتليفزيون الرسمى للدولةتعربد فى تشكيل الذوق العام وتسىء لمكانة المواطن المصرى سواء بالداخل او الذى يعمل بالخارج خاصة فى الدول العربية الشقيقة فمعظم هذه البرامج تحولت الى - مراقص - - خليعة- لاتماشى مع الهوية او الذوق العام وللاسف يتم تكثيفها ظنا ضمان غض الانظمة عنها مادامت بعيدة عن الدين والسياسة اما عن القواعد التنفيذية للمتعاملين مع الاذاعة والتليفزيون - كما اوردها ميثاق الشرف الاعلامى - فتشير الى ضمانة ايجاد مناخ الحرية لنمو الملكات المبدعة والمواهب الجديدة فى جميع المجالات ولا نعرف اين الابداع وامامنا ظاهرة هروب المبدعين للخارج او تركهم ليعلوهم اليأس والصدأ ثم ان البرامج الجادة والتى يمكن ان تقدم ابداعا حقيقيا اصبحت - كما يقول المثل الشعبى - تمشى جنب الحيط حتى لايتم التربص بها؟ ا ويختتم ميثاق الشرف المذكور بنوده بمحظورات منها عدم جواز اذاعة هجوم على الانظمة العاملة للدولة وبالقطع هذه العبارة الفضفاضة يمكن من خلالها التحكم فى التيارات المعرضة بل ويمكن ان تظل اى موظف حكومى وتحميه واعتبار ان انتقاد شاويش هو الهجوم على امن البلد ونفس العبارات الفضفاضة نجدها فى قائمة لامساس ب ----وب----- الخ وحتى السطر الاخير ببنود الميثاق وهو البند رقم 43 جاء به - لا يجوز ابراز ما يخالف الحقائق العلمية من خرافات وهو شىء عظيم ولكن الامر لايتوقف عند الخزعبلات باستغلال الغيبيات والخلط بين الايمان والخرافات ولكن يجب ان يمتد الى خرافات ترك الجهل وحجب المعلومات وغياب الشفافية فكلها تولد من الخرافات من هى اشد خطرا وخطورة