تستعد إسرائيل بشكل مكثف لمواجهة عسكرية قادمة في الشمال مع حزب الله اللبناني أو سوريا، أو في الجنوب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو شنّ عدوان علي الجبهتين معًا، إلي جانب احتمالات شن حرب علي إيران. تعكس ذلك التوجه لغة التهديد في تصريحات القادة الإسرائيليين علي المستويين السياسي والأمني، والتوعد بسحق لبنان، في حال اندلاع الحرب وتدمير بنيته التحتية، وفي الجنوب التهديدات بسحق حركة حماس في قطاع غزة. ويلاحظ أنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية كثفت من تدريباتها داخل المدن الإسرائيلية، لإعداد الجبهة الداخلية لمواجهة أي حرب، كما كثف الجيش الإسرائيلي تدريباته للقوات الخاصة، بعد الاستفادة من الحرب علي لبنان في صيف 2006. ويقوم الطيران الحربي الإسرائيلي بتدريبات مكثفة فوق أراضي الضفة الغربيةالمحتلة، شاركت فيها طائرات استطلاع بدون طيار، نفذت هجمات وهمية علي أهداف، علي الأرض وفي الجو. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: هناك خطة حكومية لبناء مجمع في القدسالغربيةالمحتلة تحت الأرض، يلجأ إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي وباقي أعضاء وزارته، في حال اندلاع حرب، علي صعيد آخر قررت الحكومة الإسرائيلية القيام بعدة خطوات علي الأرض لتحضير الجبهة الداخلية لمواجهة حرب غير تقليدية، ومن تلك الخطوات توزيع الكمامات الواقية علي جميع المواطنين. في نفس السياق كشفت بعض المصادر الإسرائيلية النقاب عن إرساء أسس بناء أكبر مستشفي تحت الأرض في العالم، سيقام في XحيفاZ لخدمة احتياجات حالات الطوارئ. وفي خطوة أخري يجري العمل علي قدم وساق لتجهيز وتوسيع مستشفي الجليل الغربي الواقع في مدينة نهاريا الشمالية، ومن المقرر أن ينتهي العمل المكثف في المستشفي في غضون بضعة أشهر، بحيث سيكون جاهزا، بحسب المصادر الإسرائيلية، لمواجهة حرب غير تقليدية. وتجدر الإشارة إلي أن مستشفي نهاريا كان قد أصيب بصواريخ حزب الله خلال الحرب علي لبنان، ولحقت به أضرار مادية، لكن لم تُسجل أي إصابات في الأرواح. وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت النقاب عن خطة حكومية لبناء مجمع في القدسالغربيةالمحتلة تحت الأرض، يلجأ إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي وباقي أعضاء وزارته، في حال اندلاع حرب وقصف بأسلحة غير تقليدية. وتشير هذه الاستعدادات إلي مخاوف إسرائيلية حقيقية إزاء ما يمتلكه حزب الله وما تمتلكه قوي المقاومة الفلسطينية في غزة. ووفق محللين سياسيين ومنظمات فلسطينية، فإن إسرائيل تعمل علي تضخيم قدرات قوي المقاومة لتبرير حجم الدمار الذي تنوي أن تحدثه في حربها القادمة إن شنتها. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية، قد ناقش في جلسة خاصة التهديد الذي تشكله الصواريخ المضادة للطائرات الإسرائيلية من جهة قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات. زاعما علي الملأ لأول مرة خلال افتتاح جلسة حزب الليكود قبل أسبوع- عن امتلاك حماس لمثل هذه الصواريخ، وشرح مخاطرها علي حركة الطيران. وفي السياق نفسه أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه تم القبض علي 13 حاوية سلاح في نيجيريا كانت قادمة من إيران وهي في طريقها إلي قطاع غزة.