إن المسئول عن حادث العبارة في الأول والآخر هو شخص واحد معروف واسمه كثيراً ما كان يترد علي صفحات الجرائد والمجلات، وكذلك حادث القطار المنكوب الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء. النسيان نعمة من الله أنعم بها علينا، فبعد كل مصيبة تحدث نلطم الخدود ونشق فيها الجيوب ونندب حظنا العاثر نستغفر ونتوب، وسرعان ما ننسي أو نتناسي فداحة الخطب. وحقيقة الأمر أن جرعة النسيان عندنا أصبحت شيئاً مخيفاً ومؤرقاً جداً وقلوبنا بيضاء جداً وبنفس القسوة في أسرع وقت ممكن أو قل بسرعة الصاروخ، يمكن هذه نعمة اختص الله بها شعبنا بالذات، فعندما غرقت العبارة .سالم. لبسنا السواد وأعلنا الحداد في القري والمدن، وزهدنا الطعام والشراب، واسودت الدنيا في أعيننا وظننا أن القيامة قاب قوسين أو أدني ولكن بعد قليل من الوقت زادت الأحزان في الحكاوي وحل الصبر والسلوان بسماع الأغاني وأنا مصري وأبويا مصري بسماري ولوني مصري، وعدنا إلي حظيرة الضحك والمرح واندمجنا مرة أخري وهكذا دواليك، أنا لست متعرضاً علي تلك الروح التي يتحلي بها الشعب المصري ولكن امتعاضي واعتراضي علي الاستغراب في التناسي وشطب الأحداث من الذاكرة وكأن شيئاً لم يكن هذا كل ما عندي، فهل هذه نعمة أم إنها نقمة بكل المعاني، هل الصبر علي النوائب والسكوت علي المصائب من كمال الإيمان، أم هو نوع من اليأس المر الذي يكبدنا ويقيد أذهاننا من عجز عن الرد المناسب، إنني فكرت كثيراً أن أرسل لفضيلة الشيخ محمد حسان ربنا يبارك لنا فيه لأستفتيه في الأمر، لأننا في الحقيقة نعيش عصر المصائب والنوائب بما فيه من معاني الأسي والحزن، غرق وحرق وهدم وتصادم وتسمم والناس مع هذا كله لا تتعلم ولا تتكلم وتظل تصرخ آهات مكبوتة ويطلع المتسبب في كل هذه الآلام والأحزان أفراد من المجتمع لا أخلاق لهم من الفضائل ولا نصيب لهم من التقوي. أصبح هؤلاء نقاوة مصر وأصبح يشار إلينا بأصابع الاتهام والخيانة وحسبنا الله ونعم الوكيل، إن المسئول عن حادث العبارة في الأول والآخر هو شخص واحد معروف واسمه كثيرا ما كان يتردد علي صفحات الجرايد والمجلات، وكذلك حادث القطار المنكوب الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء ومركب النيل الغارق في الأعماق، وكثير من المصائب التي تصاب بها مصر تكون بسبب إهمال البعض إما بسبب الكسب المباشر أو بفرض تقاضي رشوة لمصلحة آخرين، والمهم أن هؤلاء تجردوا من الإحساس والضمائر وكانوا سبباً في فقدان العائل والابن والطفل الصغير، اعتبروا كلامي هذا فضفضة لأن الكيل فاض والروح تورمت وكل ما سبق ما هو إلا زوبعة في فنجان وستنتهي، أما السهم الناقع والحمل الثقيل الذي لا يرحل أبداً هو ما يفعله قتلة البشر الفئة التي تسمم الناس بالأطعمة الفاسدة، إن إعداد الطعام لرواد المطاعم شيء خطير للغاية، ويجب أن يوضع تحت الميكروسكوب لأن الناس تثق بالمكان والشكل والديكور والنفخة الكدابة ويجهلون ما يحدث داخل الكواليس، وبعد قليل تري الحمير تخرج مسحوبة في أيدي رجال البوليس أو مباحث التموين، ويا للحسرة ماذا يفعل الناس بعد أن أكلوا قطيعاً من الحمُر؟ أكرر الله أعلم بالطعام المطبوخ ونوع اللحوم المستخدمة وهل يا تري الشيف لائق صحياً؟ هل يحمل شهادة صحية أم هو مصاب بالالتهاب الكبدي .2. بعبع العصر؟ وأؤكد لكم أن معظم مطاعم جمهورية مصر العربية تعمل بالنظام .البراني. شيلني وشيلك والنتيجة آلاف من المصريين يموتون بسبب التسمم والالتهاب الكبدي الوبائي، أتمني أن يقول الاستاذ والدكتور حاتم الجبلي كلمته وأن يكثف حملات وزارة الصحة علي المطاعم وأن يستوصي خيراً بمطاعم .دمياط. التي كانت في عهود سابقة من أجود وأحسن الأماكن وها هي الآن صارت أشبه بالم، فلم يعد أحد يهتم بالشهادة الصحية أو بارتداء القفاز بهدف حماية الإنسان من نقل العدوي ولم يعد هناك اهتمام بأماكن إعداد الطعام علي الوجه الأكمل كما كان في العهود السابقة، إنها حقاً بؤر فساد وأوكار تعمل دأب لقتل الآلاف وأخص مطاعم الفول والطعمية التي تستخدم الزيت المسمم وهنا لا يخفي علي جهاز البيئة إننا نهيب بالأستاذ الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط هذا الرجل الذي ما عهدنا عليه إلا حب أبناء دمياط والعمل من أجل رفعتهم وحمايتهم أن يقف لأصحاب المطاعم بالمرصاد وأن يعيد اللقمة الدمياطية إلي سابق عهدها من النظافة والخلو من الأمراض، اتقوا الله يا أصحاب المطاعم، اتقوا الله يا أصحاب المزارع السمكية، اتقوا الله أيها العاملون بالأجهزة الرقابية، ستحاسبون علي أعمالكم، وبكل شجاعة ووفاء لكلمتي أقول وأعترف بأن ما نحن فيه يكفل علينا، فنحن شعب أحب الاهمال فأحبه، وعشق التقصير المتعمد، يحزن جداً من النظام ويكره الصبر عند قضاء المصالح ويهوي احتراف الشطارة والجدعنة، وياويل الذي يمشي بنظام أو يؤكد في إلقاء القمامة في الصندوق المخصصة لها، يصبح سبة بين الناس ويعيد بشذوذ الفلك يا ناس اعملوا كما تعمل بلاد الخليج لقد أصبحت رمزاً للتحضر بعد أن كانت تعيش بين النوق والغنم، ويعبدون الأوثان والصنم، وها هم الآن يتغلبون في النعم من جراء احترام الإنسان وإشارة المرور وتقديس الوقت وأؤكد لكم بالمشاهدة أنها بلاد لا تتعرف بنظام الطوابير المعمول به في بلدنا، وليكن خوفكم من الله هو الوازع والرادع وبعدها، لن تغرق عبارة ولن تحدث كارثة بسبب إهمال فكل شيء قضاء وقدر والمفروض أن نعمل ما علينا والباقي علي ربنا سبحانه وتعالي، وتذكروا معي قوله تعالي .قل متاع الدنيا قليل والأخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون قتيلاً. صدق الله العظيم. حرام يا أصحاب الحضارة نمشي بين الأمم كمثل الحمار يحمل أسفاراً. ما فعلته الحكومة ما هو إلا نوع من التكافل الاجتماعي الذي يخلق الانتماء وذلك بالأخذ من المكتفي لغير القادر علي التعايش ويحركني أن أقول لابد أن يحدث هذا ومرحباً به ولكن بموازنة تحمي الأفراد بحيث لا تطغي مصلحة علي مصلحة ولا يكون هنا إهلاك شخص بسبب إحياء آخر، فلننظر إلي مصلحة الوطن من خلال المحافظة علي مصلحة المواطن، وأن ندرس جيداً ماذا يحدث لو حدث كذا وماذا لو لم يحدث كذا، وهنا نتفادي إهدار الحقوق وخلق اليأس القاتل الذي يحذو بشبابنا إلي فكرة الهجرة والابتعاد عن الوطن، وأخيراً أقول لكم إذا كان أصحاب الأراضي أصحاب حق ومعهم عقود وواضعوا اليد يدورون في فلك الباطل أما آن للكم أن تنصروا الحق علي الباطل، أما آن لكم فالحق أحق أن يتبع وفيه صدق من المؤمنين رجال.