تصرفات (بيشوي) غير المسئولة تهدد الوحدة الوطنية أصدر مجمع البحوث الإسلامية في جلسة طارئة أمس السبت بياناً شديد اللهجة أعرب فيه عن صدمة الأزهر الشريف بما نشر مؤخراً منسوباً إلي أحد رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن علي القرآن الكريم وتزييف علي علماء المسلمين، الأمر الذي أثار غضب جماهير المسلمين في مصر وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين في مصر، والمجمع إذ يؤكد أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد في المقام الأول الوحدة الوطنية في وقت نحن في أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها فإنه ينبه إلي أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة علانية علي الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم مما يوجب علي أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلي مستوي المسئولية الوطنية وأن يراجعوا أنفسهم، وأن يثوبوا إلي رشدهم. هذا وإن رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسئولة إنما ينبع أولاً من حرصه علي أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التي يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التي تهدد أمن الوطن واستقراره. ويؤكد الأزهر حقيقة أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي بين أهلها، ومن هنا فإن حقوق المواطنة التي علمنا إياها رسول الله صلي الله عليه وسلم في عهده لنصاري نجران والذي قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما علي المسلمين هذه المقولة مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التي نص عليها الدستور. إذا كان عقلاء العالم قد استنكروا في استهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين، مطالبين بالتصدي لأي محاولة تسيء للأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها كما أنهم مطالبون باليقظة وتفويت الفرصة علي المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها وأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو من بعيد. وقد صرح المتحدث الرسمي لشيخ الأزهر السفير محمد رفاعة الطهطاوي بأنه جرت اتصالات غير رسمية ببعض مستشاري الكنيسة وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية وكشفت تلك الاتصالات عن توجه إيجابي عاقل لدي الإخوة المسيحيين واستنكارهم لتلك التصرفات المثيرة.