8 ملايين جنية تكلفة التخلص من الشحنة .. والوكيل الملاحى اختفى فى ظروف غامضة السويس حسام صالح كان الطقس مناسبا لحركة الملاحة .. دخلت السفينة الى الميناء بسلام .. لكن شيئا ما لم يرصده خبراء الطقس فى ذلك كان يختبي على متن احدي السفن التى بدات تتراكي على رصيف ميناء الادبية وتربط الشميات استعدادا لانزال الحمولة المقرره، يتحرك ونش " جانتري " فيرفع 15 حاوية من على ظهرها، لينزلها على الارض.. كان المعلوم لدي الوكيل الملاحي والشركة المضيفة للشحنة ان الحاويات ستنزل للميناء " ترانزيت " وكل حاوية منها تضم 12 طنا من المبيدات الحشرية .. ليتم شحنها مجددا الى السنغال.. فى نفس الاسبوع او الشهر .. او على أسوا تقدير فى نفس العام 1999 لم يعلم أحدهم ان تلك المبيدات تحتوي على مادة " اللندين " المسرطنة المحظور تداولها دوليا والمحرم دخولها مصر بقرار أصدره وزير التموين والتجارة الداخلية وحمل رقم 55 لسنة 1996 لم يعلموا أن 5 منها فقط ستغادر.. وتبقي 10 اطنان تحتل بقعة كبيرة من ارض الميناء الحكومات المتعاقبة عجزت عن التخلص منها.. تارة لزيادة التكلفة المقدرة ب8 ملايين جنية وتارة اخري بسبب بطء الاجراءات والتخازل فى انهاء الازمة فى 24 مارس الماضي خرج علينا وزير البيئة د. خالد فهمي ليعلن ان مصر ستقوم بعمل مناقصة عالمية بتمويل من البنك الدولى للتخلص من شحنة اللاندين الموجودة بالحاويات داخل ميناء الأدبية قبل نهاية العام الجاري، معتبرا ان الحرق افضل من الدفن، وانه تقليد متبع عالميا، على اعتبار ان عمر مادة اللاندين المسرطنة هي 120 عاما، وان عمر المدفن 30 عاما . وذكر فى مجمل تصريحاته انه من المنتظر ان تتلقى الوزارة عروضا من شركات دولية متخصصة، وسوف تاخذ المناقصات بعض الوقت ويبدوا ان سيادة الوزير لا يعلم أن د. مصطفى حسين كامل، ووزير النقل د. حاتم عبد اللطيف وزيرى النقل والبيئة السابقين قدما فى مارس 2013، مقترح لرئيس الوزراء الاخواني هشام قنديل لتخليص مصر من 226 طنا من المواد المسرطنه، بينها 220 طن منها داخل 10 حاويات بالادبية، و6 اطنان اخرى مبيدات مسرطنه بمدينه الصف بالجيزه، مع طرح مناقصة عالمية للتخص منها وبالتالى فلم يقدم جديدا وفى يوليو 2014 تم تشكيل 4 لجان استشارية لبحث كيفية التخلص من تلك الحاويات، وخلصت اللجان انه بفحص العينات تبين ان مادة اللندين الموجودة بها من النوع الردي سريع سريع التحلل، وهو ما يشكل خطورة على حياة العاملين بالميناء وتكرر الحال فى اكتوبر 2014 حيث وضعت هيئة موانى البحر الاحمر الترتبات النهائية لطرح مناقصة عالمية بالتنسيق بين وزارتى شئون البيئة و الزراعة ولم تتم ايضا ويشير عبد الرحيم مصطفى المتحدث الرسمي باسم الهيئة ان الحاويات تقع فى منطقة ترابية خاصة باحدى الشركات التى تستأجر مساحة من الهيئة، ومنذ 16 عاما وتلك الساحة مغلقه و تم وضع سلك شائك حولها، ولافته تحذيرية مكتوب عليها " ممنوع الاقتراب وقائيا "، كما تم وضع لحامات على الحاويات العشرة، وفقا لقرار النيابة العامة بعزل المنطقة وتحذير العمال من الاقتراب منها وأوضح ان الهيئة بذلت مجهودات مضنية مع كافة الجهات المعنية للتخلص منها، دون جدوى وهذه الشحنات تثير قلق المستثمرين بسبب الشائعات وكشف مصدر ملاحي بميناء الادبية ان هذه الحاويات فى الاصل مستورده من فرنسا، ومصدرة لدول جنوب افريقيا إلا ان الوكيل الملاحى المسئول عن دخولها مصر ويدعى "كمال انطوان" أختفى عقب ذلك، وتوقفت معه اجراءات التخلص من باقى الحاويات العشر المسرطنة المتبقية حتى الان، ولم يعرف احدا ان تلك المواد مسرطنه إلا بعد فتح الحاويات ومعاينه الأكياس المحتوية على تلك الماده وكانت المفاجئة انها مدون عليها " هذه المبيدات تحتوي على مادة اللندين وتمثل خطره على صحه الانسان" تلك المادة التى تم منع استخدامها عالميا قبل وصول الشحنه بثلاث سنوات وتمثل هذه الحاويات مخاطر حقيقية بوجودها داخل الميناء سواء على العاملين، او علي البضائع، وذلك الخطر لا يمكن احتسابة او تفنيده بالكشف عن العاملين، فلا يمكن لخبراء الصحة ان يجذموا بعدم اصابة ولو عامل واحد، فالمواد المسرطنة لا تظهر فى حينها وانما يكشف عنها التقدم فى السن