بجد.. أصبح للمصريين الآن رائحة وطعما ولونا بعد أن أجبروا العالم علي مراجعة ما دونته كتب التاريخ والموسوعات السياسية، وحفظوه عن ظهر قلب من أن الديمقراطية تبدأ من الصندوق الانتخابي وتنتهي عنده، وانه لا تغيير للحاكم ولاعزل للرئيس المنتخب إن فشل في إدارة دفة الحكم أو ورط البلاد في الفتن السياسية أوأشعل الخلاف والاختلاف مع مؤسسات الدولة العميقة وأجهزتها أو هددت سياساته الأمن القومي للبلاد. أظنك كنت تعرف، أنني كنت من المؤمنين بالشرعية الدستورية للرئيس المنتخب من الشعب سواء كان اسمه مرسي أو موريس، منحنيا للديمقراطية التي أتت به في انتخابات حرة نزيهة حتي نهاية مدة ولايته، لكن حين كشف الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع عن ان "رئيسي " عرض الأمن القومي لمصر للخطر برعونة قراراته، لكن وحين استحل " رئيسي" دماء المصريين شبابا وشيوخا..رجالا ونساء وأطفالا رضع لتأييده بالشرعية الدستورية، فيما حرم " رئيسي " إزهاق أرواح الخاطفين لجنودنا في سيناء قبل شهرين بتوظيف حديث نبوي" دم المسلم علي المسام حرام " في غير موضعه، لعنت الديمقراطية التي أتت ب" رئيسي" في ثلاث مقالات متتالية، بعنوان" "ولا زلنا نتعلم " و" بائعو الديمقراطية" و" مرارة الديمقراطية". تراك تسأل: وما الموضوع؟ الحكاية أن المصريين في ثورة 30 يونيه قلبوا موازين الفلسفات السياسية المدونة في أمهات الكتب التي تضمها أشهر مكتبات العالم من "الإسكندرية" في مصر إلي "الكونجرس" في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، حين حررت إرادتهم الشعبية الحكم من طغيان تنظيم الإخوان المسلمين وإرهابه، وخلصت مصر من أسباب انهيارها في ظل حكم المرشد والخلافة الموعودة، لتمنحها قبلة الحياة مرة أخري وفرصة استعادة توازنها. هذا عن المعلم المصري أو بمعني أدق: المارد المصري، أما عن شعوب الدول العظمي في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها إفريقيا وأمريكا الجنوبية والصين وروسيا إن أرادوا، فمن يدري ، ربما تراجع جميعا فهمها للديمقراطية وآلياتها العجوزة التي جعلتها تتحمل رذالة حكامها وسوء إداراتهم وخواء أجنداتهم الرئاسية من أي ملامح لبرامج قادرة علي الوفاء بعهودهم الانتخابية، مستحضرة التجربة المصرية في 30 يونيه وقدرة الارادة الشعبية علي تحطيم كل التابوهات أو المقدسات السياسية القديمة والعقيمة ما لم تحقق المستهدف، بل وإزالة عروش الأنظمة الفاسدة و المرتعشة و غير القادرة علي تحمل مسئولياتها تجاه شعوبها وبلادها وحمايتهم من أخطارتهدد امنهم القومي، دون الالتفات لمدد الحكم، اكتملت أو لم يمض عليها عام أو حتي أقل كما حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسي. فعلها المصريون بالفعل في 30يونية، ودعوا شعوب العالم الي مراجعة التاريخ المصري القديم وريادة هذا الشعب منذ الحضارة الأولي حين كان يصدر العلم الي كل بلاد العالم ، ونبهوا الكافة الي ان عقارب الساعة لن تعود الي الوراء مرة أخري، وأن الإرادة التي غابت عقودا ودهورا طويلة عصية الآن علي التراجع،وأنهم جاهزون لتحمل أي ثمن في سبيل استعادة توازنهم علي كافة الأصعدة وفي كل نواحي الحياة. أدرك المصريون بالفعل خطورة المرحلة وأعلنوا تحديهم لتداعياتها ، وقد تجلي ذلك حين راهن المعزول وفصيله الارهابي علي المجتمع الدولي وقدرته القديمة بالضغط علي صاحب القرار المصري، لانصاف غباءهم السياسي واعادتهم الي المشهد الرئاسي وبشروطهم مرة أخري ، فكسرت ارادة المصريين شوكة الإذعان المعتاد للتدخل الخارجي في داخلها، معلنة تحديها لأي ترهيب او تلويح بورقة المعونات العسكرية، ورفضها بداية لأي ترغيب بدعم اقتصادي في المستقبل. كان المشهد واضحا للكافة بتجلياته ، وباختصار .. لم يساوي في الاهتمام المصري جناح بعوضة، فلا اكتراث بقرار الاتحاد الاوروبي قبل أيام بتعليق تصدير المعدات العسكرية لمصر، ولا التفات لنية بعض دول الاتحاد التراجع عن تقديم منح او قروض لمصر، بعدما عاد الوفاق المصري العربي الي سابق عهده وربما أقوي بعد المواقف الايجابية للسعودية والامارات والكويت والأردن بدعم مصر ومساندتها معنويا وماديا في مواجهة الصلف الاوروأمريكي. كل ذلك ما كان من الممكن أن يحدث لولا الارادة المصرية المتعافاة بعد طول رقاد، ولولا اصرار القرار المصري علي استرداد استقلاليته دون الخضوع لأية ضغوط خارجية. ومن تابع أحمد المسلماني المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية وتصريحاته بمقر حزب الوفد الاربعاء الفائت من أن 99% من أوراق اللعبة السياسية الدولية أصبحت في يد الشعب المصري وليس غيره، يدرك علي الفور أن في مصر الآن ارادة شعبية مختلفة عن ذي قبل، ربما تكون سببا في مراجعة مفاهيم و آليات و فلسفات سياسية عتيقة انتشرت كالوباء باسم الديمقراطية، حان الآن وقت اعادة النظر فيها بعد ان سطرالمصريون حروفها الأولي في 30 يونيو، وصدق علي أوراق اعتمادها عبد الفتاح السيسي ابن جيش مصر في 3يوليو 2013. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.