"فيس بوك" يدعو لمقاطعة الدراسة بمصر وإنذار على يد محضر ل"نظيف"
محيط احمد عطية
موقع فيس بوك ساعات وسيحل ضيف ثقيل على الأسرة المصرية خاصة وان هذا الضيف يأتي في ظل تزايد معاناة الأسرة من تزايد الأعباء المادية نتيجة لاستقبال شهر رمضان الكريم والاستعداد لشراء احتياجات ومتطلبات عيد الفطر المبارك والتي تتزامن مع الارتفاع الرهيب لأسعار السلع والملابس.
ويبدو أن كلا من الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء والدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم والدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي كانوا حريصين على أن يبدأ العام الدراسي الجديد بالتزامن مع بدء الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان الكريم حيث الاعتكاف والاستعدادات للعيد بعدما ضربوا بعرض الحائط بمطالب العديد أولياء الأمور وبعض أعضاء مجلس الشعب والنشطاء السياسيون بتأجيل الدراسة إلى ما بعد عيد الفطر مباشرة لتخفيف الأعباء المادية عن كاهل الأسرة المصرية والمطالبة بشراء احتياجات العيد والمدارس بعد ان أنهكتها مصاريف شهر رمضان!
وقد واجه قرار بدء الدراسة قبل انتهاء رمضان دعوات عديدة للطلاب بضرورة الإضراب عن الذهاب للمدارس ومنها قيام نشطاء على موقع ال "فيس بووك" للدعوة للإضراب عن الذهاب للمدارس والجامعات يوم السبت القادم فضلا عن ان الحركة المصرية من اجل التغيير " كفاية " دعت طلاب الجامعات والتلاميذ بالمدارس للإضراب عن الذهاب الى المدارس اعتراضا على القرار القراقوشي الذي اتخذه وزير التربية والتعليم على حد وصف الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث باسم الحركة الذي اتهم الوزير بعد الاكتراث بالأوضاع المادية الصعبة التي تواجه الأسر المصرية نتيجة لموجة الغلاء.
ولم تقتصر لمطالبة بتأجيل الدراسة حملة نشطاء الفيس بوك ودعوة حركة كفاية فقط وإنما قام كل من عادل بدوي ومحمود ثابت المحاميان بتوجيه إنذار على يد محضر لرئيس الوزراء ووزيري التربية والتعليم العالي للمطالبة بتأجيل بدء الدراسة واصفين القرار بالصدمة لجميع أولياء الأمور الذين أصبح قدرهم دفع فاتورة الحكومة والسياسات والقرارات الخاطئة وما تبعها من غلاء واحتكار وفساد طال كل شيء مؤكدين انه وبدلا من أن يخفف من وطأة الغلاء وقسوته أصر رئيس الوزراء ووزيرا التعليم إعطاء جرعة تعذيب للشعب المصري وسلبهم فرحة العيد.
مما يؤكد أن رئيس الوزراء وحكومته في واد والشعب في واد آخر ووجه الإنذار اتهاما لرئيس الوزراء والمسئولين بعدم الإحساس بمشاكل وهموم المواطنين وإنهم لا يشعرون بحالة الحزن الدائمة التي طالت بيوت المواطنين جراء افتقادهم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
ويرى الكثير من المراقبين أن حجة وزارة التربية والتعليم لرفض التأجيل للحفاظ على فترة العام الدراسي لتكون 34 أسبوعا هي حجة واهية إذا يمكن تعويض هذا الأسبوع بعدد من المقترحات ومنها مثلا تقليص مدة إجازة نصف العام لتصبح أسبوعا واحدا فقط بدلا من أسبوعين أو إلغاء العطلة الرسمية يوم السبت من كل أسبوع لتصبح يوم الجمعة فقط وبالتالي يمكن للوزارة توفير 34 يوما وليس سبعة أيام فقط. د. احمد نظيف
ويشير الواقع إلى أن المشكلة لا تقتصر على زيادة الأعباء المادية فقط على الأسرة المصرية وإنما بدء العام الدراسي في هذا التوقيت سيؤدي إلى تكدس وعرقلة حركة المرور والمواصلات والتي ستصاب بالشلل خصوصا عند وقت الذروة وخروج العمال والموظفون من عملهم كما أن بدء العام الدراسي سيسبب إرهاقا بدنيا ونفسيا للتلاميذ بسبب الذهاب للمدارس واستذكار الدروس في أجواء الصيام.
ويتوقع البعض أن تتغيب اعدد كبيرة عن الدراسة مدللين على كلامهم بحالة السخط التي أصابت أولياء الأمور والطلاب بسبب عدم استجابة المسئولين لتأجيل الدراسة وأيضا استطلاع للرأي أجراه احد مواقع الانترنت كشف عن ان أغلبية الطلبة لن ينتظموا في الدراسة خلال شهر رمضان حيث رفضت الأغلبية بنسبة 62.8 % من المشاركين فى الاستطلاع الذهاب إلى المدارس أو الجامعات قبل نهاية شهر رمضان وهو ما يؤكد اعتراضهم على قرار الدكتور نظيف بعدم تأجيل موعد بدء الدراسة إلى ما بعد أجازة عيد الفطر.
من جانبه يؤكد الدكتور عبدا لحليم قنديل المتحدث الإعلامي للحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" ان بدء الدراسة في أواخر شهر رمضان وعدم الاستجابة لتأجيلها الى ما بعد عيد الفطر وهو امر غير مفهوم على الإطلاق ويثقل كاهل الأسرة المصرية نظرا لتضاعف المصاريف خلال هذه الفترة مضيفا انه من الغريب ان يتمسك وزير التربية والتعليم ببدء الدراسة في هذا التوقيت بحجة انه لابد من اكتمال فترة العام الدراسي القانونية وهى 34 أسبوعا.
في الوقت الذي شهد عهده بتسريب اكبر عدد ممكن من أسئلة امتحانات الثانوية العامة وفساد في تكوين لجان الامتحان الخاصة لأبناء الكبار وتفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية ثم بعد ذلك يظهر نفسه بأنه حريص على مصلحة الطلاب وعدم الإضرار بفترة العام الدراسي رغم انه عمليا فان أعداد كبيرة من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات سيقاطعون الدراسة في أيام شهر رمضان ورغم انه كان من الممكن تعويض هذا التأجيل بشتى الطرق.