برلين : في سابقة تُعد الأولى من نوعها، سعت حكومات الولايات في ألمانيا إلى إقرار تقديم الهيروين مجانا إلي المدمنين، الذين لا أمل في شفائهم، حيث يتلقى مئات المدمنين حاليا ما يصل إلي ثلاث جرعات مجانية من الهيروين يوميا في سبع مدن ألمانية بموجب ما يعرف رسميا بخطة إرشاد تجريبية. وأكدت برجيت شنيبر بسترام وزيرة التنمية الاجتماعية في هامبورج، كما ورد بجريدة الأهرام، أن تقديم الهيروين في ولايتها أسهم في تخفيض معدل الاستهلاك العالي للمخدرات, كما ساعد المدمنين علي إنهاء اتصالهم بمروجي المخدرات. جدير بالذكر أن مشروع هذا القانون، الذي تبنته 13 ولاية من بين الولايات ال16, من المقرر إحالته إلي البرلمان الألماني بوند ستاج لإقراره. وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد مؤخرا أن مؤشرات ايجابية سجلت في مكافحة الإدمان في العالم، لكن الانتصار في الحرب على المخدرات لا يزال بعيد المنال وخصوصا في أفغانستان أبرز مصدر للهيرويين. واعتبر مدير مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة انطونيو ماريا كوستا في مقدمة هذا التقرير "أن معطيات حديثة تشير إلى أن السرعة الجنونية لقطار الإدمان تتباطأ" . وقال كوستا "هناك مؤشرات استقرار عام في مجالات زراعة وإنتاج أو استهلاك كافة أنواع المخدرات تقريبا". لكنه حذر قائلا "هذا لا يعني أن المشكلة وجدت حلا لها أو انه بات يتعين تخفيف الرقابة" . وهكذا فان زراعة الخشخاش زادت بقوة في أفغانستان التي باتت توفر 92% من الهيرويين المستهلك في العالم. وقال التقرير أن مصير أسواق الهيروين العالمية يتوقف على المدى القصير على الأقل على ما سيحصل في جنوبأفغانستان، وبالنسبة إلى الكوكايين الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث الاستهلاك في العالم فان كولومبيا والبيرو وبوليفيا تبقى ابرز الدول المنتجة . وقد سمحت حملات استئصال زراعة المخدرات بتراجع ملموس في المساحات المزروعة بالخشخاش والكوكايين في العالم، لكن مداها ظل محدودا بسبب تحسين الإنتاجية الزراعية ومختبرات التحويل كما لفت معدو التقرير أثناء عرضه في جنيف . أما بالنسبة للهيروين وعلى الرغم من التراجع الإجمالي للمساحات المزروعة بالخشخاش بنسبة 10% منذ عام 2005 وخصوصا في "المثلث الذهبي" لجنوب شرق آسيا فان الإنتاج العالمي بلغ رقما قياسيا من 6610 أطنان في عام 2006 "43% أكثر مما كان عليه في 2005" . ويعتمد الإنتاج بصورة كبيرة على جنوبأفغانستان حيث إنتاجية الحقول أفضل بكثير. ولفت معدو التقرير إلى أن شفاء ولاية هلمند الأفغانية من سرطان المخدرات والتمرد سيخلص العالم من المصدر الأكثر خطورة للمخدرات. أما الكوكايين فان المساحات المزروعة به تراجعت بنسبة 29% بين 2000 و2006 وخصوصا في كولومبيا "انخفض بنسبة 52% بين 2000 و2006" في حين تزداد في البيرو وبوليفيا، وتبقى كولومبيا الدولة المنتجة الأولى مع حوالي 600 طن في 2006. وعلى الرغم من الانخفاض الإجمالي في المساحات المزروعة فان الإنتاج فيها بقي مستقرا "1008 أطنان في 2004 و984 طنا في 2006" . وبالفعل فان استخدام الأسمدة والمبيدات وتحسين تقنيات الإنتاج في السنوات الأخيرة زادت الإنتاج كما أوضح خبراء الأممالمتحدة .