شذوذ جنسي على "الهواء مباشرة" محيط - أمل المصري عواصم: بدأت عدة فضائيات عربية في الأوانة الأخيرة الاهتمام بملف الشاذين جنسيا في العالم العربي ضمن حملات تبدو متشابكة مع ضغوط غربية على بعض الحكومات العربية لعدم اضطهاد هؤلاء الشواذ أو محاكمتهم بتهم أخلاقية باعتبار أن الشذوذ حرية شخصية. كما يؤكد العديد من الخبراء الإعلاميين أن هذا الاهتمام الإعلامي العربي ما هو إلا بدء تنفيذ مقررات مؤتمر "بكين10" الدولي والتي جرى تدشينها في مؤتمر نيويورك الذي عقد في الفترة من 28 فبراير حتى 11 مارس 2005، وهو تقديم ما يسمى ب "خدمات الصحة الإنجابية للأطفال والمراهقين" والذي فرض على دول العالم تدريس الجنس لأبنائها في المدارس. وقد تلقت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت اليوم طلباً لتأسيس جمعية خاصة بالمثليين والمتحولين إلى الجنس الثالث، خصوصاً بعد تزايد أعدادهم وقد دفعت هذه الحالات المتزايدة الحكومة الكويتية لتخصيص نحو مليوني دولار لتمويل حملات إعلامية خاصة لمكافحة هذه الظاهرة، وخاصة فئة المسترجلات. وجاءت الحملة، نتيجة بعض شكاوى من أهالي طالبات، أكدوا تعرض بناتهم لاعتداءات وتحرشات جنسية .وفي الوقت الذي بدأت فيه عدة فضائيات عربية تتناول قضايا الشواذ العرب في بعض البرامج، تدرج بشكل دوري منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والأوربية مسألة محاربة الشذوذ الجنسي ضمن تقاريرها عن "الحريات وحقوق الإنسان" في العالم العربي. كما بدأت حملة ثالثة إعلامية على الفضائيات العربية وقد سبق بث البرامج الفضائية العربية التي تناقش حرية العلاقات الجنسية ومشاكل النساء في العالم العربي مثل برنامج "الحياة" بقناة دريم، وبرنامج "كلام نواعم" و"آدم" و"اليوم السابع" على قناة MBC ، وبرنامج "المساواة" على قناة الحرة والتي ركزت في هذا البرنامج على "حقوق المرأة في منطقة الخليج العربي" ومناقشة قضايا مثل حقوق المرأة الجنسية، والعلاقات الجنسية الآمنة للمراهقين والشواذ. ومع أن بعض هذه الحملات الإعلامية التي ركزت ظاهريا على معان تبدو أخلاقية، مثل تحذير الفتيات من الحمل أو الزواج المبكر، وتحذيرهن من أمراض الإيدز إلا أن هناك خبراء تربويين كان لهم رأيا أخر في أن بعض هذه الحملات الإعلامية لها هدف أكبر ربما لا تدركه هذه الفضائيات التي تشارك في الحملة وهو الترويج لمقررات "بكين" بشأن الجنس الآمن والإجهاض وحرية الشذوذ بدعوى حرية المرأة والمساواة في "الجندر" بمعنى إلغاء كل الفوارق بين "الرجل والمرأة" أيا كانت. شواذ على "الهواء"! وعلى حين تجنبت غالبية الفضائيات العربية التطرق لقضية الشذوذ الجنسي ضمن المشكلات الجنسية، إلا أن هناك محطة فضائية لبنانية اتخذت نهجا أكثر جرأة في التطرق لهذا الأمر عبر برنامج تم فيه استضافة أحد الشواذ ليتحدث عن تجربته على الهواء، وهو يرتدي ملابس أنثوية لامعة، ويلطخ وجهه بمساحيق التجميل، في إشارة واضحة إلى الرسالة التي يريد توصيلها للجمهور. وبرنامج أخر على الهواء مباشرة لمدة ساعة يتلخص في تساؤل غريب طرحته مقدمة البرنامج، وهوهل تقبلون مثليي الجنس "الشواذ"؟ لتترك الجمهور يرد على السؤال عبر الاتصال الهاتفي والفاكسات والبريد الإلكتروني. ومع أن رد الفعل الشعبي جاء منتقدا ومهاجما للبرنامج بنسبة 92% لمجرد طرح هذا الموضوع للنقاش.السينما العربية والشواذ وتشارك بعض سيناريوهات أفلام السينما المصرية في توضيح صورة للشواذ في مشاهد يستهدف بعضها إضحاك المشاهدين، سواء بمشاهد كاملة أو تلميحات أو "أفيهات" أو حوارات ، مثل المشاهد التي ظهرت في دورة المياه في فيلم "الإرهاب والكباب"، و"فول الصين العظيم"، و"عريس من جهة أمنية". كما لوحظ حرص بعض الأفلام على إبراز شخصية الشاذ في أدوار هامة في العديد من الأفلام كمساعد أو سكرتير لبطل أو بطلة الفيلم، كما حدث في فيلم "قطة فوق صفيح ساخن"، ولا ننسى "عمارة يعقوبيان" والتي قدمت لنا صورة الشاذ الضحية للمجتمع . ووفقا لبحث أعده الكاتب الإيطالي "جاراى مانكوشي" عام 1998 تحت عنوان "الشذوذ في السينما المصرية"، جاءت أفلام يوسف شاهين في مقدمة الأفلام التي تحتوي على مشاهد لشواذ، إلا أن الكاتب الإيطالي يؤكد على أن شاهين أبرع من أخفى هذه المشاهد. ويمكننا أن نؤكد للمشاهد أن هناك بعض الفضائيات والبرامج والأفلام السينمائية التي تناولت مثل هذه القضية كانت بهدف زيادة وعي المشاهد وليس كل الحملات الإعلامية كانت بغرض تنفيذ مقرارات "بكين" الدولي .