أساليب فنية متنوعة في صالون الأتيليه محيط - رهام محمود صلاح المليجي افتتح الفنان صلاح المليجي رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض 'صالون الأتيلية في دورته السادسة والخمسين' الذي اختتم به الأتيلية موسمه الفني 2007/ 2008، حيث اقيم الصالون في جميع قاعات أتيلية القاهرة، وامتد العرض أيضا ليقدم على جدران الأتيلية في صالته العريضة التي يجتمع فيها الأعضاء. ضم الصالون حوالي 176 فنانا وفنانة في مجالات الفن التشكيلي المختلفة من تصوير، رسم، نحت، جرافيك...، كل منهم يعرض عمل واحد يحمل أسلوبه الخاص في اختلاف وتنوع بين موضوعات الأعمال المعروضة، ومن بين الفنانين المشاركين الفنان طارق زايد، عبدالوهاب عبدالمحسن، إبراهيم عبدالملاك، صبحي جرجس، محسن شعلان، رهام محمود، تغريد الصبان، سوزي شكري، أحمد سميح، مجدي الكفراوي، كريم عبدالملاك، حازم فتح الله، حسام سكر، حسن عثمان، حسين الجبالي، مصطفى الرزاز، عزالدين نجيب، صلاح المليجي، والفنان أسامة ناشد قوميسير عام الصالون، أما أحمد كمال الدين فهو القوميسير المساعد للصالون. يقول الفنان وجيه وهبه رئيس مجلس إدارة الأتيلية ' في ختام الموسم الفني يقيم أتيلية القاهرة هذا الصالون الذي تمثل فيه مختلف الأعمار والاتجاهات الفنية السائدة على الساحة التشكيلية المصرية. وغني عن القول أن طموحنا لإقامة معرضا يعد أفضل تمثيل وإنعكاس للحركة التشكيلية، فهو طموح تجده عوامل كثيرة لعل أبرزها هو محدودية مساحات قاعات العرض بالأتيلية. كما لا يفوتنا في هذه المناسبة أن نسعد ونحتفي بأعمال الفنان صبحي جرجس كواحد من أهم الفنانين المصريين ذوي الإنتاج المتميز والمتفرد كما ونوعا. وهو مهيمن على مكان ومكانة في عالم الفن منذ ما يقرب من نصف قرن. كما أن جائزة الدولة التقديرية قد دعمت صدقيتها أخيرا – ومتأخرا – بحصوله عليها من العام المنصرم وهو الذي توهله أعماله – بأصالة تفردها – للجائزة الكبرى قبل غيره ومنذ إنشائها'. جمع المعرض بين أساليب الفنانين المختلفة وموضوعاتهم وكذلك الخامات التي استخدمت، فمنهم من يهتم باظهار الواقع وتفاصيله الدقيقة، وآخرون تأتي أعمالهم مجردة في زهد من تلك التفاصيل، فنرى في المعرض البورترية تارة واقعي وأخرى يتحور فيه النسب الأساسية للوجه ليتدخل خيال الفنان في رسمه، كما نجد اهتمام البعض باستخدام الرموز في أعمالهم. عبرت بعض الأعمال عن البيئة المصرية بأحياءها القديمة، وبلدانها التي تتمتع بالطبيعة البكر من بيوتها القديمة المبنية من الطوب اللبن، منها النوبة التي صور أحد الفنانين مراسم الإحتفالات والغناء فيها، كما استلهم بعض من الفنانين الفن الشعبي ورموزه في أعمالهم، ورسم آخرون البحر برؤى متعدده، وكان للتشخيص دور كبير في الكثير من أعمال المعرض، وأيضا شاهدنا الطبيعة الصامتة والفواكة والورود في قليل من الأعمال المعروضة. تميزت أعمال النحت أيضا بتنوع أساليب فنانيها، واختلاف الخامات المستخدمة من حجر وخشب ووجبس وغيرها، ولكن التشخيص غلب على الكثير من هذه الأعمال وإن كان يختلف تناوله من فنان لآخر، فالجسد يظهر بشكله الواقعي في بعض الأحيان، كالطفل الذي يجلس على صخرة، في حين تختفي ملامح الجسد في أحيان أخرى لتظهر مجردة من جميع التفاصيل مهتمة بحركة الجسد وإيمائاته، وإلى جانب ذلك يتناول أحد النحاتين موضوعات مختلفة للنحت كالسمكة والطائر. عز الدين نجيب ترجم الفنان الدكتور صلاح المليجي مشاعره تجاه البحر الذي يتعايش مع تفاصيله وألوانه الزرقاء بدرجاتها المختلفة، وألوان السحب المتدرجة، فهو يعرض لوحته التي كانت ضمن مجموعة 'زبد البحر' التي عرضها في معرضه الأخير، فالزبد هو فقاعات الفوم التي تظهر ولا نستطيع الإمساك بها، فهي عبارة عن لون أبيض متنافر من تصارع الموج مع الهواء الذي يصطدم بالصخور أو الشاطيء فيدفع كميات كبيرة جدا من هذا الزبد، لتكون حالة من الحلم المستحيل يصورها الفنان بصدق شديد. أما الفنان طارق زايد فيصور العالم والطبيعة الخاصة به في إطار التجريد التعبيري بلوحته 'الكولاج'، مضيفا إليها لمسة سريالية، فالفيجر الرئيسي داخل العمل يصور جسد امرأه عاري يتحول زراعيها إلى أجنحة، ويلتف حولها مجموعة من الخيوط تعطي أنطباعات مختلفة فتارة نراها وكأنها قيود، وتارة أخرى وكأنها هالة، فاللوحة التعبيرية تعتمد على أن يراها كل مشاهد حسب ثقافته ورؤيته الخاصة. بينما يعد المكان هو البطل في لوحات الناقد عزالدين نجيب، فهو يبحث عن أبعد مكان يحتضر بالفطرة الأولى ولم تدخله المدينة الحديثة بشكلها الميكانيكي المشهوه والملوثات البيئية؛ كي يعبر عنه في لوحاته بل ويلتقي بها لقاءا حسيا، فهو يؤنسن الطبيعة من صخور وجبال وجدران لنستشعر رحيق الإنسان بداخلها.