ذكرى عاشق الفن .. محمد محمود خليل متحف محمد محمود خليل وحرمه اليوم الاثنين الموافق 31 من ديسمبر تحل الذكرى الرابعة والخمسين لرحيل الفنان المصري الكبير محمد محمود خليل الذي اشتهر بعشقه للفنون, واقتنائه لوحات أشهر فناني العالم التي يضمها متحفه الشهير بالجيزة "متحف محمد محمود خليل وحرمه" والتي تقدر بملايين الجنيهات. محيط - رهام محمود تقلد خليل في حياته مناصب متعددة, كان وزيراً للزراعة في عام 1937, ورئيساً لمجلس الشيوخ عام 1939, كما أدى دوراً هاماً في الحياة الثقافية في مصر, حيث كان راعياً للحركة الفنية التشكيلية بها, فهو أول من شارك في تأسيس جمعية محبي الفنون الجميلة مع الأمير يوسف كمال عام 1924, والتي تولى رئاستها عام 1925. كان محمود خليل يجول بلدان العالم باحثا عن لوحات أشهر الفنانين لينتقى منها ما يشتريه ويجلبه لمصر, ففي النصف الأول من القرن العشرين, كان له دورا هاما في التبادل الثقافي والفني بين مصر وفرنسا, جعله ينال في ذلك الوقت أرفع الأوسمة والنياشين الفرنسية اعترافا بدوره في هذا المجال, حيث كان كوميسيرا عاما للجناح المصري في المعرض الدولي للفنون الذي أقيم بباريس عام 1937, وساهم في إقامة معرض فرنسي للفنون الجميلة وفن الديكور بالقاهرة في عام 1938, وفي أكتوبر 1948 أنتخب مراسلا للأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة, وأصبح عضوا بها عام 1949, كما أشرف عام 1949على إقامة معرض بباريس لفن الديكور تحت عنوان "مصر – فرنسا". ولد محمود خليل في القاهرة عام 1877 م, وتوفى بباريس في 31 ديسمبر عام 1953 م , كان من عائلة ثرية تمتلك أراضيَ زراعية شاسعة؛ ولهذا درس الزراعة، لكنه سافر إلى باريس لدراسة القانون في جامعة "السوربون" عام 1897، وهناك تزوج "إميلين هيكتور" الفتاة المنتمية إلى الطبقة الفرنسية المتوسطة في عام 1903، والتي كانت تدرس الموسيقى, وقد عرف هواية جمع روائع الأعمال الفنية عن طريق زوجته. كان خليل خبيرا في الفنون، وصاحب ذوق كلاسيكي لا يميل كثيرًا للتجارب الجديدة في الفن, ففي الوقت الذي كان يقتني فيه لوحات الفنانين الرواد الذين اقترنت أسمائهم بميلاد الاتجاهات والتحولات الفنية المتلاحقة التي شهدتها الحركة التشكيلية في أوروبا خاصة في فرنسا خلال القرن التاسع عشر, والذي ينتمي أكثرها إلى المدرسة التأثيرية ل"بول جوجان, وفان جوخ, ومونيية، ورينوار، وسيزلي، وبيارو" وغيرهم، كان الفن الفرنسي قد ثار منذ فترة على مدرسة القرن التاسع عشر، حيث كان يتبع الفنانون مدارس تشكيلية جديدة كالتكعيبية والتعبيرية والوحشية, لكن خليل لم يسمح لهذه الاتجاهات بأن تقتحم مجموعته، والتي ظل يدعمها حتى رحيله عام 1953. حين أراد الملك "فؤاد" إقامة متحف للفن الحديث عَهِد بذلك إلى محمود خليل الذي كان يسافر للخارج لاقتناء اللوحات للمتحف الجديد الذي استقر به المطاف حاليًا بمتحف الجزيرة الواقع بأرض الأوبرا. تمثال نصفي لفيكتور أما القصر الواقع على نيل الجيزة، والبالغ مساحته حوالي 8 آلاف متر فيرجع تاريخ بناءه إلى عام 1915م, يضم 208 لوحة ومجموعة قيمة من الفازات النادرة من فرنسا والصين واليابان وإيران, إلى جانب مجموعة كبيرة أخرى من المشغولات الفنية صغيرة الحجم, التي أتقن الفنان الصيني صنعها من الأحجار الثمينة كالكريستال دي روش والجاد والزمرد والمرجان, وضم أيضا المتحف مجموعة كبيرة من التماثيل البرونزية والرخامية والجصية لكبار مثالي القرن التاسع عشر, كأعمال رودان, وكاربو, وكوردييه, وباري, وهودون, ويشمل المتحف مجموعة نادرة من علب "الأنرو" ذات الطراز الياباني. وقد شيدت واجهه المتحف الشرقية المطلة على نهر النيل على طراز " آرنوفو ", ويتجلى هذا الطراز بروعته في الهيكل المعدني والزجاجي الذي يعلو مدخل القصر من تلك الواجهة. أما الواجهة الغربية للمتحف فيغلب عليها طراز " الكلاسيكية الجديدة " الذي يتيح الجمع بين زخارف من طرز مختلفة في صياغة فنية تتسم بالبهاء والثراء. وعن الواجهة الشمالية للقصر فتتصدرها نافذة كبيرة من الزجاج الملون المعشق بالرصاص, تمثل منظراً طبيعياً خلاباً وتبدو للزائر وهى تعلو السلم الداخلي بحيث يمكن رؤيتها من الطابقين الأول والثاني وهى موقعه باسم الفنان الفرنسي " "LUCIEN METTE " – PARIS 1907. وتستغل الأدوار الأرضي والأول والثاني في عرض مقتنيات المتحف والذي يبلغ عدد قاعاته عشرين قاعة, خمسة بالدور الأرضي, وثمانية بالدور الأول, وسبعة في الدور الثاني, أما الدور تحت الأرضي فتشغله الإدارة والمكتبة ومركز المعلومات وقاعة كبيرة لمناقشة البحوث, وذلك تحت إشراف الفنانة ريم بهير مديرة المتحف. وقد ظل القصر منذ إنشاؤه حتى عام 1960مسكنا لأسرة محمد محمود خليل, ومقرا لمجموعته الفنية الثمينة, إلا انه بناءا على رغبته وتنفيذا لوصية زوجته تحول هذا القصر في 23 يوليو 1962 إلى هذا المتحف, إلا أن المتحف تم إخلاؤه عام 1972، ليلحق بمسكن الرئيس السابق أنور السادات، وتم تخزين الأعمال العظيمة التي كان يحتويها، ثم أُعيد افتتاح المتحف في سبتمبر 1995 بعد تطويره، وقد أُنفق عليه حوالي (20 ) مليون جنيه مصري. لمشروع المتحف تمت الاستعانة بخبراء من بينهم اليهودي "ريشار موصيري" ، الذي كان يحتفظ بجميع وثائق حصول مقتنيات محمد محمود خليل, وقد استعانت الدولة -حين آل المتحف إليها- بالناقد والمؤرخ "عبد الغني محمد صدقي الجباخنجي" الذي أصدر أول دليل لمجموعة محمد محمود خليل خلال حياته، وب"موصيري" الذي كان قد شارك في شرائها.
ومن أشهر الأعمال الموجودة بالمتحف تمثال "نداء السلاح" من البرونز, والذي يوضع في القاعة المستديرة بالدور الأرضي, وهو للفنان رودان الذي يعد من رواد المدرسة التأثيرية في النحت.
لوحة زهرة الخشخاش للفنان فان جوخ ولكن الأشهر هي لوحة زهرة الخشخاش "آنية وأزهار" للفنان الهولاندي فان جوخ والتي أثيرت حولها ضجة عندما سرقت في عام 1978, وأعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة غامضة، وهي توضع في الدور الأول بقاعة بمفردها؛ وذلك لأهميتها, ولقد تم طلاء هذه الغرفة باللون الداكن, ووضع مجموعة من المقاعد لإتاحة الفرصة لرؤيتها والاستمتاع بها. كما وضعت لوحة "الحياة والموت" للفنان جوجان أيضا بفردها في غرفة واحدة, وقد أختيرت لتكون البوستر الأساسي لمعرض أورساي بفرنسا عام 1994.
أما الفنان كورو "جان باتيست كامي" فقد عرض له تسعة لوحات في قاعة بالدور الأول, معظمها مناظر طبيعية بالألوان الزيتية, وهو يتميز بألوانه الفضية والرماديات في معظم لوحاته, وكذلك وضع نقطة حمراء تلفت نظر المشاهد.
تم تجميع معظم الإسكتشات والرسم بالقلم والألوان المائية والفحم والباستيل في قاعة بالدور الثاني, كما تحوي هذه القاعة على أول لوحة اقتنتها مدام إميلين, وهي ذات رابطة العنق للفنان رينوار "أوجست".