بغداد : جدد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عزم بلاده المضي قدما في مطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة بتشكيل محكمة دولية لمنفذي تفجيرات "الأربعاء الأسود" التي شهدتها الأسبوع قبل الماضي. وجاءت هذه تصريحات زيباري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايراني منوشهر متكي، الذي زار بغداد أمس السبت بشكل مفاجئ، والتي ركزت على ملف العلاقات العراقية السورية والتوتر الذي اعترى العلاقة بين الطرفين على خلفية تفجيرات بغداد في 19 أغسطس/آب الجاري . وقال زيباري: " العراق سيستمر بمسعاه في مجلس الأمن لتشكيل محكمة دولية لمحاسبة منفذي تلك التفجيرات". وأوضح وزير الخارجية العراقي في إطار الحديث عن التوتر بين بغداد ودمشق "نحن مع معالجة الأزمة واحتوائها ومنع أي تصعيد أو توتر اكبر". وتتزامن دعوة بغداد مع نشاط دبلوماسي من قبل إيران وتركيا لمحاولة احتواء التوترات بين العراق وسوريا وبحث الوضع الأمني في العراق ، فيما سيكون هذا الملف حاضرا بقوة على طاولة الوزراء العرب الشهر المقبل ، حسبما أعلن أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى. ويقوم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو، غداً الاثنين، بزياره كلا من العراق وسوريا المجاورين لتركيا في محاولة لمصالحة الدولتين. وحسب مصادر واسعة الاطلاع في العاصمة السورية دمشق سيكرس البحث في الزيارة حول تدهور العلاقات السورية العراقية، والدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا لحل الخلافات الناشبة بين البلدين. وكان الرئيس الأسد قد تلقى يوم أمس مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بحثا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين، والخلاف السوري العراقي، وتم خلال المكالمة الاتفاق على زيارة أوغلو إلى دمشق. وفي سياق متصل على صعيد الخلاف السوري العراقي، قللت مصادر دبلوماسية عراقية في العاصمة السورية دمشق من حدة الخلاف، واعتبرت أن العلاقات بين البلدين أعمق من أن تتأثر بأزمة عابرة. وأضافت المصادر في تصريح خاص لجريدة "الخليج" الاماراتية أن الخلاف هو خلاف بين بلدين شقيقين، وحكومتا البلدين قادرتان على وضع آليات لتجاوز الخلاف الحاصل، وليس من مصلحة البلدين أن تكون العلاقات بينهما عرضة للتضخيم الإعلامي، والخلافات يجب حلها بالقنوات الرسمية المعتمدة بين البلدين، مهما بلغت هذه الخلافات.