انتقادات حقوقية لغلق صحيفة "رأي الشعب" السودانية محيط هبه عسكر ذكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، أن السلطات السودانية أصبحت تقوم بالاعتداء علي الصحفيين والصحف بشكل شبه يومي، وذلك بعد أن قامت قوات الأمن السودانية صباح يوم الأحد الماضي 16 مايو 2010 بإغلاق صحيفة "رأي الشعب" الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي المعارض. وكان جهاز الأمن السوداني قد اعتقل حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض مساء السبت الماضي، وفي صباح الأحد تم استدعاء ثلاثة من محرري جريدة "رأي الشعب" وهم أباذر الأمين ، وناجي دهب ، واشرف عبد العزيز, واقتحام المطبعة التي تطبع فيها الجريدة ومصادرة جميع نسخ عدد الأحد، والاستيلاء علي مكاتب الصحيفة في الخرطوم، وحتى الآن مازال الصحفيون معتقلون دون الإعلان عن مصيرهم او حتى توجيه أي اتهامات لهم. واستنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تستنكر هذا الاعتداء الأمني علي صحيفة "رأي الشعب" واعتقال ثلاثة من محرريها ، كما تعرب عن قلقها الشديد من تزايد الانتهاكات ضد حرية التعبير وحرية الصحافة السودانية، بحيث أصبح الاعتداء علي حرية التعبير هو خبز السودانيين اليومي إذ تأتي هذه الواقعة بعد ايام قليلة من التحقيق مع الصحفيان وراق والسليك وإحالتهم للمحاكمة علي خلفية مقال لهم في صحيفة "أجراس الحرية" التي تعاني من التضييق الأمني الشديد فضلا عن صدور قرارمجحف بتوقيف صحيفتي “الحرة" و"الأهرام اليوم" لمدة ثلاثة أيام في بداية مايو الجاري. وبالرغم من أن الشبكة لم تكن تنتظر من الحكومة السودانية التي أتت بانتخابات ، معيبة أن تتخذ أي خطوات ايجابية لتحسين سجلها في مجال حرية التعبير أو أن تكف عن مضايقة الصحافة والصحفيين إلا أن الأمر بات خطيراً للغاية فالأمر لم يتوقف عند اختطاف محرري الجريدة ورئيس الحزب الذي تصدر عنه فحسب وإنما امتد ليشمل الاستيلاء علي مكاتب الصحيفة في الخرطوم وهو ما يعد انتهاك صارخ لحرية الصحافة ولكافة القوانين والمعاهدات الدولية. وتناشد الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان كل المهتمين بحرية الرأي والتعبير ومنظمات حقوق الإنسان التضامن مع الصحفيين السودانيين ودعمهم وفضح ممارسات الحكومة السودانية التي أوشكت أن تحرم الشعب السوداني من وجود صحافة مستقلة أو معارضة ليظل فقط صحافة حكومية تجامل وتهادن حكومة تفتقر لأدنى مقومات الديمقراطية.