احتفالا بالذكرى الخامسة لغزو العراق بوش يقر بثمن باهظ للحرب ويشيد بانتصار استراتيجي واشنطن - وكالات في الذكرى الخامسة لغزو العراق ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات بأغلب عواصم العالم تعبيرا عن رفض استمرار هذه الحرب التي اتت على الاخضر واليابس وجعلته رمادا بعدما اشعلت النار والفتن بين نسيج الشعب الواحد.احتفل الرئيس الامريكي جورج بوش بهذا الحدث على طريقته الخاصة داخل وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون"، وسط جموع من الساسة والعسكريين جادل بوش ليبرهن على صواب قرار غزو العراق وإزاحة صدام حسين باعتباره الطريق الاوحد لتحرير العراقيين من الطغيان زعما ان تكلفة الحرب باهظة ولكنها ضرورية إذا ما قورنت بالثمن" الانتصار" الاستراتيجي . وركز في خطابه على ان قراره لغزو العراق كان القرار الصحيح وان الولاياتالمتحدة بهذا الغزو أزاحت طاغية وحررت بلدا وأنقذت الملايين من رعب لا يمكن وصفه وأغلقت للأبد غرفاً كانت تغتصب فيها النساء أمام ذويهم، كما اكتفشت مقابر جماعية. امريكا اكثر امنا وادعى بوش أن الولاياتالمتحدة اصبحت اكثر أمناً بعد غزو العراق لأن نظام صدام حسين لم تعد قواته تهاجم القوات الامريكية في اماكن حظر الطيران بشمال العراق، ولم تعد قوات صدام تغزو جيران العراق وتهاجمهم بالأسلحة الكيماوية والصواريخ البالستية. وأعلن بوش في خطابه اعتزام المواجهة مع من وصفهم بالإرهابيين الذين اصبحوا الآن يتجمعون داخل وحول مدينة الموصل. وأضاف ان عناصر النظام السابق اختفت في أنحاء العراق لمناهضة اقامة نظام حر، وانضم اليهم الإرهابيون الذين وجدوا ملاذا آمنا، وأضاف بوش “ان هزيمة العدو في العراق سيقلل من هزيمتنا في الوطن"، فيما أشاد “بالصحوة" في الأنبار والتي ألهمت العراقيين “السنة" وبدأت انتفاضات اخرى بالبلاد ضد الإرهابيين والمتطرفين. وأشار الى جماعات عراقية أخرى "شيعية" تتحصل على الدعم من ايران وأصبحت عزلة هذه الجماعات في اطراد.، وأكد بشكل غير مباشر استمرار الوجود الامريكي في العراق حين أعاد التأكيد على أنه لا يزال هناك عمل شاق لم ينجز بعد في العراق، زاعماً ان مستوى العنف ضد المدنيين والقوات الامريكية قد انخفض منذ حدوث التصعيد.
احتجاجات على استمرار الحرب ووفقا لما اوردته صحيفة الخليج انطلقت في شوارع العاصمة الأمريكية، وكثير من المدن الامريكية وعلى رأسها نيويورك ولويسفيل وشيكاجو ودالاس وميامي ولوس انجلوس وسان فرانسيسكو، مظاهرات ضد الحرب، ضمت كل منها المئات من المحتجين على الحرب. إصرار بوش على التأكيد أن هناك نصرا ما قد أحرز في العراق لم تعكسه ملامح وجهه "المنهزمة" حسب معلقون في واشنطن العاصمة التي شهدت أمس تدفق المئات الى حدائقها وشوارعها الرئيسية احتجاجا على الحرب. ولكن هذه السنة اتخذت الاحتجاجات شكلا جديدا على الرغم من قلة أعداد المتظاهرين مقارنة بالأعوام السابقة، حيث أحاط متظاهرون بمباني شركات وقطاعات حكومية لها صلة بالحرب، وناشدوا موظفيها صباح أمس مغادرة المكان بل حاولوا منع آخرين من الوصول الى أماكن عملهم. وقد فضل متظاهرون آخرون التظاهر أمام وسائل الإعلام الكبرى ومن بينها صحيفة "الواشنطن بوست" متهمين وسائل الإعلام الامريكية بالتواطؤ في الحرب.كذلك قام متظاهررون آخرون بتظاهرة احتجاج اخرى سموها "زحف الموت"، وذلك باتجاه المقبرة الوطنية بأرليختون والملاصقة لوزارة الدفاع "البنتاجون".