يذكر الاميركيون الأربعاء بداية العملية العسكرية في العراق قبل خمس سنوات التي تراجعت في سلم أولوياتهم على حساب الوضع الاقتصادي، وذلك رغم مقتل ما يزيد عن أربعة ألاف جندي أمريكي في هذه الحرب. ورغم إن موضوع الحرب في العراق هو احد أهم المواضيع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى في وقت لاحق من هذا العام لكن تردي الاقتصاد الأمريكي هو الآن على رأس اهتمامات الناخب الأمريكي. إلا أن النزاع العراقي لا يزال مادة دسمة للنقاش في الولاياتالمتحدة بعد خمس سنوات على استهداف بغداد بأول دفعة من القصف في 20 مارس عند الساعة 05:30 (19مارس 21:50 في الولاياتالمتحدة)، وتغذي الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في نوفمبر هذا النقاش. وثمة اختلافات بين المرشحين الجمهوريين والديموقراطيين وحتى بين الديموقراطيين أنفسهم، حول طريقة إنهاء عملية "حرية العراق"، ابرز إنجازات رئاسة جورج بوش التي تنتهي في كانون الثاني/يناير 2009. وقام نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في المناسبة بزيارة إلى العراق، بينما دافع الرئيس الاميركي جورج بوش عن قراراته حول العراق التي أثارت جدلا كبيرا، مؤكدا ان "انتصارا استراتيجيا كبيرا" على الإرهاب يلوح في الافق. مظاهرات بواشنطن في هذا الوقت، يأمل معارضو الحرب بمشاركة اعداد كبيرة من الناس في تظاهرات تنظم في المدن الاميركية الكبرى مثل واشنطن ونيويورك وميامي وشيكاغو ولوس انجليس وسان فرنسيسكو. إلا أن العديد من الاميركيين لديهم مصادر قلق أخرى في ظل تتابع الأخبار الاقتصادية السيئة، ومنها الخوف على وظائفهم وارتفاع أسعار المحروقات والقسط الشهري لمنازلهم. وأشار استطلاع للرأي أجراه معهد "غالوب" ونشرته صحيفة "يو اس ايه توداي" أن أكثر من ثلاثة أرباع الاميركيين يعتبرون ان الولاياتالمتحدة تعاني من انكماش اقتصادي. ومنذ اشهر عدة، لم تعد الحرب التي تشكل محور خلافات عميقة، تحتل الأولوية بالنسبة إلى الاميركيين. وحظيت الحرب في بدايتها بتأييد غالبية الاميركيين، إلا أن الغالبية تعتبر اليوم أن الحرب كانت خطأ. بوش يدافع ولم يتراجع بوش عن جهوده من اجل إقناع الرأي العام بالعكس. فقد ألقى الرئيس الأمريكي كلمة اليوم في وزراة الدفاع الأمريكية البنتاجون بمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الأمريكي للعراق دافع فيها عن استراتيجيته الحالية في العراق محذرا من ان الانسحاب المبكر من العراق سيكون بمثابة انتصار لتنظيم القاعدة. وجاء في خطاب بوش الذي نشرت مقتطفات منه "انه يقر بالكلفة الكبيرة لهذه الحرب" لكنه أكد على ان زيادة عدد القوات الامريكية في العراق منذ أواسط العام الماضي قد فتح الباب امام انتصار كبير في إطار الحرب على الإرهاب وهو انتصار يجب ترسيخه لا التخلي عنه حسب قوله. وأعرب بوش عن تفهمه تساؤل الناس عن مدى صواب قرار شن هذه الحرب وهل قيمة الانتصار فيها يستحق كل الجهد وهل يمكننا الانتصار في هذه الحرب. وقال بوش ردا على مثل هذه التساؤلات بالقول " الجواب بالنسبة لي واضح وهو أن إزاحة صدام حسين عن الحكم كان قرارا صائبا والانتصار في هذه الحرب لا غنى عنه". وأشار إلى أن منتقدي هذه الحرب كانوا يقولون سابقا إن الولاياتالمتحدة تخسرها لكنهم الآن يقولون ان كلفة الحرب عالية جدا بعدما سقطت هذه الحجة. وبالنسبة لكلفة الحرب قال بوش ان الارقام التي يتم تداولها مبالغة فيها. ويقول معارضوا الحرب من الحزب الديمقراطي الأمريكي ان الحرب في العراق قد احتلت رأس اولويات الإدارة الأمريكية بدلا من أفغانستان التي هي أكثر أهمية للولايات المتحدة حسب رأيهم. يذكر إن كلفة الحرب حتى الآن بلغت أكثر من 500 مليار دولار كما أدت إلى مقتل أربعة آلاف جندي أمريكي وعشرات آلاف العراقيين إضافة إلى نزوح وتهجير عدة ملايين من العراقيين داخل وخارج العراق.