المقاومة العراقية تتوحد لطرد الاحتلال الأمريكي محيط وكالات في الوقت الذي تسعي فيه واشنطن إلى تطبيق مشروع تمزيق العراق إلى ثلاثة مناطق سنية وشيعية وكردية ، اتحدت فصائل المقاومة العراقية تحت راية واحدة لطرد الاحتلال الأمريكي من العراق ، حيث أعلن 22 فصيلا مسلحا من المقاومة العراقية عن تشكيل "قيادة مشتركة" بزعامة عزة إبراهيم الدوري، نائب الرئيس الراحل صدام حسين، والذي تطارده القوات الأمريكية منذ احتلال العراق قبل أكثر من أربعة أعوام. وأعلنت الفصائل أنها دخلت في حوار موسع ومعمق لتوحيد المنطلقات الفكرية العامة ولتوحيد المناهج الجهادية، والتي استمرت لمدة عام من المداولات استعداداً لمرحلة التوحد والحسم النهائي لتحقيق النصر الشامل على العدو المحتل وعملائه".
وقالت الفصائل في بيان تأسيس الجبهة الجديدة التي أُطلق عليها اسم "القيادة العليا لتحرير والجهاد : " إن الذي سيحكم العراق بعد التحرير هو شعب العراق العظيم الذي قدم أغلى ألاثمان لحريته واستقلاله ولمستقبل أجياله من خلال طلائعه المؤمنة المجاهدة بكل فصائلها وأشكالها وألوانها على أساس الديمقراطية الشعبية العميقة والواسعة التي تتيح لهذا الشعب العظيم اختيار قياداته وحكوماته وأولياء أمره في كل ما يخص المسيرة والحياة معا". مراحل متقدمة وأشار البيان إلى إنجازات المقاومة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق والتي وصلت إلى مراحل متقدمة ووصفها البيان بأنها أعظم الانتصارات في تاريخ الشعوب والأمم على الإطلاق،وأنه جاء الوقت للتوحد بين فصائل المقاومة . وأكدت الجبهة بحسب بيانها إلى اختيار عزة إبراهيم الدوري، نائب الرئيس الراحل صدام حسين قائداً أعلى للجهاد والتحرير، ثم انتخب نائباًً أول للقائد الأعلى ونائباً ثانياً للشؤون العسكرية. كما تم تعيين الفريق عامر محمد أمين نائباً للقائد الأعلى، وتعيين الشيخ علي عبد الله العبيدي، عن هيئة الإفتاء الشرعي، نائبا أول للقائد الأعلى ورئيساً لهيئة الإفتاء الشرعي للجبهة الجديدة. وجرى تعيين الفريق أول الركن خالد سليمان خلف رئيساً لهيئة الأمن الوطني، والفريق محمد صالح علوان رئيساً للهيئة الإدارية والمالية، والفريق صلاح الدين أحمد رئيساً لهيئة الإعلام والتعبئة، في حين عُيِّن الدكتور كنعان أمين ناطقاً رسمياً باسم الجبهة. مطالب الجبهة وحددت الجبهة عدة شروط ل"وقف الجهاد"، منها الاعتراف بالمقاومة العراقية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب العراقي، وأن تقرِّر قوات الاحتلال الانسحاب من العراق، ووقف المداهمات وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين، وإعادة الجيش العراقي السابق، وإلغاء كافة القوانين والتشريعات التي صدرت عقب احتلال العراق، والتفاوض بشكل مباشر مع قوى المقاومة العراقية
والفصائل المتحدة بحسب البيان هي: جيش رجال الطريقة النقشبندية, جيش الصحابة, جيش المرابطين, جيش الحمزة, جيش الرسالة, جيش ابن الوليد, القيادة الموحدة للمجاهدين (العراق), كتائب التحرير, جيش المصطفى, جيش تحرير العراق, سرايا الشهداء, جيش الصابرين, كتائب الجهاد على ارض الرافدين, جيش الفارس لتحرير منطقة الحكم الذاتي, سرايا الجهاد في البصرة, سرايا الفلوجة الجهادية, الجبهة الشعبية الوطنية لتحرير العراق, سرايا ثورة الطف الحسينية, سرايا تحرير الجنوب, جيش حنين, سرايا ديالى للجهاد والتحرير وسرايا المجد لتحرير العراق. تمزيق العراق ومن جهة أخرى أثار مشروع تقسيم العراق الذي تبناه مؤخرا مجلس الشيوخ الأميركي جدلا بين الفئات السياسية في بلاد الرافدين وفرق بينها قبل أن يقسم البلاد إلى فدراليات كما يقترح واضعوه. فالقرار استقبله أكراد العراق بالترحيب ووصفوه ب"الملائم"، بل واعتبروا رفضه عودة إلى ما يسمونه "الدكتاتورية والفاشية". وصرح البرلماني الكردي عارف طيفور النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي قائلا إن "الحل الفدرالي هو تقسيم السلطة والثروة بين مكونات الشعب العراقي"، مؤكدا أن القرار الأمريكي أشار إلى ذلك, مضيفاًُ: "إن المشروع لا يعني تقسيم العراق بل سيؤدي إلى بقاء البلد موحدا والذين يرفضون المشروع يريدون العودة إلى أساليب الحزب الواحد والدكتاتورية والفاشية". وقال حسن الزيادي القيادي في حزب الدعوة الذي يترأسه رئيس الوزراء نوري المالكي:" لم نكن نتوقع أن يطلق الإخوة الأكراد مثل هذه التصريحات المرحبة بتقسيم البلاد". مؤكداً أن بعض بنود الدستور العراقي تنص على مبدأ الفدرالية الذي يعني منح الأقاليم بعض السلطات اللامركزية لتسهيل العمل الإداري، لكن ذلك بالنسبة إليه "لا يعني أن تتحول هذه النصوص إلى ذريعة للانفصال وتقسيم البلاد". أما العضو في الحزب الإسلامي العراقي الشيخ منير السامرائي فيؤكد رفض حزبه واستنكاره المشروع الأميركي الذي يقترح تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط، ويرى أنه كان على الأكراد بدورهم أن يستنكروه. ودعا رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان نصار الربيعي مكونات الشعب العراقي إلى الاتحاد حال رحيل القوات الأميركية "لأن هذا المشروع يمثل خيارا إستراتيجيا للإدارة الأميركية بعدما فشلت في إشعال حرب أهلية في البلاد".وفي رأي الربيعي فإنه ليس من مصلحة أحد أن يؤيد هذا المشروع الذي شبهه بوعد بلفور، والذي يرى فيه بديلا للأمريكيين عما فشلوا في تحقيقه بالعراق. وبلهجة الواثق من النصر يؤكد الربيعي "سنقاوم بضراوة تقسيم البلاد مثلما قاومنا الذي احتلها".