قال الكاتب الأمريكي بول فرحي أنه منذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي, لم تتراجع قناة الجزيرة في تسمية ما حدث ، بالانقلاب ، بينما امتنعت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن ستخدام ذلك المسمى. ونقل فرحي عن النقاد في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الاثنين أن هذا الإعلان حول الجزيرة إلى عدو ظاهري لمصر ، حيث تم مضايقة وحظر صحفييها وحجز 5 منهم بما فيهم ثلاثة تم القبض عليهم الأسبوع الماضي بتهمة الإضرار بالأمن القومي. وأكد فرحي أن حالة الشبكة المنبوذة في مصر الآن ، يظهر حال الانعكاس المفاجئ ، حيث انه منذ ثلاث سنوات تم الاحتفال بقناة الجزيرة لدورها في إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك كما شاهد الحشود في ميدان التحرير في القاهرة تغطيتها لانتفاضة الربيع العربي في مصر على شاشات تلفزيونية عملاقة. وقال الكاتب الأمريكي أن السلطات المصرية ونقاد الجزيرة ، يتهمهوا بأنها لسان حال للرئيس السابق مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وقال هيو مايلز، وهو صحفي مستقل في القاهرة, انه لا شك في أن الجزيرة أعطت الكثير من الدعم لجماعة الإخوان. فيما أوضح ايغال كرمون، رئيس معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط وهي منظمة مقرها واشنطن وتتعقب وسائل الإعلام العربية, أن الشبكة تبالغ "بانتظام" في قوة الاحتجاجات المؤيدة للإخوان عن طريق تقريب العدسة على حشود صغيرة لجعلها تبدو أكبر، أو عن طريق تقسيم الشاشة لتشير إلى أن حدوث احتجاجات كبيرة متعددة في وقت واحد. وأضاف كرمون أنها تهاجم الجيش بكل وسيلة ممكنة وتدافع عن الإخوان بكل وسيلة ممكنة. نوه فرحي أن 22 موظفا من الشبكة استقالوا بشكل جماعي بعد الإطاحة بمرسي مشيرا إلى أن العديد اتهموها بالميل في تغطيتها تجاه مرسي والإخوان حتى قبل الإطاحة بالجماعة ولكن الجزيرة نفت هذه الفكرة قائلة في بيان أمس الأحد, أن الأفراد الذين يعملون لحسابهم الخاص استقالوا من منصبهم بسبب "المخاوف الأمنية والسلامة" وسط حملة منظمة لتقويض مصداقية "الشبكة" من قبل السلطات المصرية. تأثير قطر قال فرحي أن الجزيرة حاربت مرارا وتكرار الانتقادات بأنها أداة لراعيها "قطر" كما مول أمير قطر القناة وتوسعها في الولاياتالمتحدة ولكن تذمر الدبلوماسيين الأمريكيين من القطاع الخاص حول تأثير قطر على القناة في الكابلات التي تم الكشف عنها في عام 2010 من قبل ويكيليكس. وعلى الرغم من أن الحكومة القطرية قد أيدت صراحة جماعة الإخوان وتعهدت بالأموال لحكومة مرسي، زعمت الجزيرة انه ليس هناك اتصال بينها وبين حكومة قطر وأنها مستقلة تماما. وقالت القناة في بريد الكتروني أمس أن السلطات المصرية لجأت إلى تلفيق القصص حول الروابط بين الجزيرة وجماعة الإخوان ولكن ليس لدينا أي صلة على الإطلاق وكل ما قيل عن هذا غير صحيح وكما هو الحال دائما، تقارير قناة الجزيرة عن الأحداث في مصر تأتي من وجهات نظر مختلفة تماما كما تفعل أي وسيلة إعلامية مهنية. وبالرغم من ذلك إلا أن بعض المراقبين الغربيين أكدوا غير ذلك حيث نوه النواوي أن الشبكة تبنت خط واضح للغاية منذ الإطاحة بمرسي وهو أن حكومته كانت منتخبة ديمقراطيا ولم يجب تدخل الجيش, مضيفا "عندما يكون لديك بلد مستقطب للغاية على أسس أيديولوجية مثل ذاك، فهذا هو الجانب المثير للجدل للغاية". التركيز على المتظاهرين قال مايلز انه بدلا من تغطية جميع جوانب القصة سعت الجزيرة إلى تغطية المظاهرات المعارضة للحكومة الحالية مشيرا إلى انه نظرا لحملة القمع التي تفرضها الحكومة الحالية تلجأ الشبكة لنهج الارتجال حيث تبرمج أخبارها إلى حد كبير من لقطات مشوشة من الاحتجاجات التي قد تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك بثت الشبكة لقاءات مع الناجين مما حدث في رابعة العدوية ومع القادة الإسلاميين الذين لم يتم القبض عليهم. وقال مايلز ان ذلك بالتأكيد يجعلها مختلفة عن كل القنوات الأخرى لأنها القناة الوحيدة التي ترسل وجهة النظر الأخرى.