وصل أسرى الضفة الغربية المفرج عنهم ضمن الدفعة الثالثة من قدامى الأسرى الفلسطينيين منذ دقائق إلى مبنى الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، واستقبلهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على رأس مجموعة من قيادات الفصائل الوطنية الفلسطينية وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح. واستقبل عباس والمسئولين الفلسطينيين الأسرى ال18 من الضفة الغربية من أصل 26 أسيرا هم إجمالي عدد المفرج عنهم ضمن هذه الدفعة في حين توجه خمسة من الأسرى المحررين إلى القدس وثلاثة آخرين وصلوا قطاع غزة. ووضع الأسرى بمشاركة أبو مازن والمسئولين إكليلا من الزهور على قبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في لحظة وفاء وتقدير الى رمز الثورة الفلسطينية. واحتشد مئات المواطنين الفلسطينيين بمقر الرئاسة في رام الله للاحتفال بالأسرى الذين عانقوا الحرية بعد سنوات طويلة خلف القضبان بالسجون الإسرائيلية. ومن بين الأسرى المفرج عنهم في هذه الدفعة الأسير نعيم شوامرة المصاب بضمور العضلات ووجهت الكثير من النداءات للإفراج عنه نظرا لخطورة حالته الصحية، ومن المتوقع أن يذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد أن يشارك مع زملائه في الاحتفال الرسمي والشعبي الحاشد بالإفراج عنهم. ويأتي الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى ضمن التفاهمات التي أبرمت بين السلطة الوطنية الفلسطينية والولاياتالمتحدة وإسرائيل عشية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في يوليو الماضي. وكانت إسرائيل قد أفرجت خلال الأشهر الماضية عن دفعتين من الأسرى من أصل 104 أسرى معتقلين لديها منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993. ويتوقع مراقبون أن يكون إقرار الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى، بعد ثلاثة أشهر، الأكثر إشكالا إذ يفترض أن تشمل الأسرى من فلسطينيي العام 1948. وأجلت إسرائيل إطلاق أسرى عرب 1948 إلى الدفعة الأخيرة، بينما قالت مصادر إنها ستطالب بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثن بولارد المحتجز لدى الولاياتالمتحدة، رغم أن سفير الولاياتالمتحدة لدى إسرائيل دان شابيرو نفى وجود علاقة بين إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا قبل أوسلو والجاسوس الإسرائيلي. وكان من المفترض أن تفرح إسرائيل عن هذه الدفعة من قدامى الأسرى مساء الأحد، وقال وزير شئون الأسرى والمحررين عيسى قراع أنها تنصلت من الالتزام بموعد الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى وأجلت هذا الموعد بطريقة تلاعبت فيها بأعصاب المعتقلين والشعب الفلسطيني.