أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية الاجتماع الوزاري العربي الطاريء بعد غد "السبت" والذي يأتي بناء على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبمشاركته لبحث الموقف من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية . وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن القضية الفلسطينية تعد القضية المركزية والمحورية للعرب موضحا أن الشعب الفلسطيني عانى وقاسى من احتلال بغيض وحرم من حقوقه الأساسية لأكثر من ستة عقود وتدور حالياً مفاوضات تحت إشراف أمريكي الهدف منها إقرار سلام دائم وعادل في الأيام القادمة موضحا أن المفاوضات قامت على أساس ما اتفق عليه الوزراء العرب في السابع عشر من نوفمبر من العام الماضي بأنه يكفي إضاعة الوقت، ولا يكفي إدارة النزاع، بل ان المطلوب هو انهائه، كما تم الاتصال بالدول الكبرى جميعا وتعهدت الولاياتالمتحدة في تنفيذ ذلك بأن تسعى في فترة زمنية لإنهاء النزاع وهذا هو الأساس التي قامت عليه المفاوضات. بالإضافة إلى أن الجامعة عن طريق وفد وزاري شكلته قمة الدوحة ، يقوم بمتابعة ما يدور في هذه المفاوضات عن كثب وهناك اتصالات مستمرة في هذا الإطار وفقا لما نقلتة وكالة أنباء الشرق الأوسط. جاء ذلك في كلمة د.نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام أعمال ملتقى الشباب العربي الأفريقي البيئي الخامس الذي عقدت فعالياته اليوم بالجامعة العربية بالتعاون مع الاتحاد العربي للشباب والبيئة بحضور عدد كبير من المسئولين من الدول العربية والإفريقية . وشدد العربي على ضرورة مواصلة الجهود من اجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، مطالبا بضرورة وقف إطلاق النار وشلالات الدم التي حصدت أرواح ألاف السوريين والعمل على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية ، موضحا أهمية أن يسهم مؤتمر جنيف 2 الخاص بسوريا والمقرر عقده في 22 يناير المقبل في التوصل إلى الأهداف المرجوة وفقا لما نتج عن جنيف 1 في يونيو 2012. وقال العربي إن سوريا تشهد مأساة كبرى منذ ما يقرب من 3 أعوام، أدت إلى وفاة أكثر من مائة ألف وتشريد ستة ملايين سوري مابين نازح و لاجئ ودمار شديد لحق بالبلاد منوها بمؤتمر جنيف 2 المرتقب مشيرا الى أهمية الاجتماع التحضيري لهذا المؤتمر يوم غد"الجمعة" والذي ستشارك فيه جامعة الدول العربية. ونبه العربي إلى أن الوقت المتبقي حتى انعقاد المؤتمر يسقط فيه العديد من الشهداء كل يوم ، وهناك دمار يحدق بالبلاد، ولذلك من الضرورة وقف القتال، وحقن الدماء، والجامعة تطالب بوقف القتال منذ أول ابريل 2012، وتطالب مجلس الأمن، والدول الكبرى بالعمل على تحقيق ذلك ولابد أن تركز كل الجهود في هذا الاتجاه، موضحا أن اجتماع جنيف الهدف منه هو تنفيذ ما اتفق عليه في جنيف العام الماضي وهو بدء مرحلة انتقالية، وتشكيل حكومة بصلاحيات كبيرة يتفق على تشكيلها بين الحكومة والمعارضة وتكون لها صلاحيات كبيرة داعيا إلى ضرورة أن يتم ذلك في أسرع وقت للتمكين من إدخال المساعدات الإنسانية وإدخال المساعدات الدوائية وإنقاذ الشعب السوري. وأكد العربي أهمية الموضوع الرئيسي لهذا المنتدى باعتبار الشباب هم المستقبل معتبرا أن مشاركة الشباب العربي والأفريقي معاً في هذا المنتدى من أجل دعم التعاون والتفاهم وتعزيز أواصر التكامل على جميع الأصعدة يبشر بمستقبل مفعم بالتفاؤل لإيجاد الحلول الكفيلة بمحو كل أسباب التوتر والنزاع بشأن المياه المشتركة في المنطقة. منوها بأهمية انعقاد القمة العربية الأفريقية الثالثة التي عقدت الشهر الماضي في الكويت وخرجت بمشروعات هامة محددة لتوطيد العلاقات العربية الأفريقية في كافة المجالات. ولفت العربي إلى أن الاتحادات الشبابية تعتبر شريكا رئيسيا في تحمل المسؤولية في مواجهة التحديات والدفاع عن الحقوق المائية بحكم تواجد الشباب في كثير من المواقع واحتلالهم في المستقبل لمواقع العمل ومواقع اتخاذ القرار. وأوضح العربي أن موضوع المياه وخاصة المياه المشتركة العابرة للحدود السطحية والجوفية في المنطقة العربية أصبح من أهم القضايا التي تشغل العالم العربي، وذلك لارتباطه بتحقيق الأمن المائي العربي والتنمية المستدامة تماشياً مع الأهداف العالمية للتنمية وقرارات القمم العربية والمجالس الوزارية المتخصصة. ونبه العربي إلى أن العالم العربي يشهد مرحلة صعبة من المعاناة الناجمة عن نقص الموارد المائية ودون شك سيعاني مزيداً من نقص المياه خلال القرن الحالي وذلك لأسباب عدة، أهمها الظروف الطبيعية التي تتمثل في الموقع، التي تتمثل في المناخ اللذين جعلا من هذه المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، كما أن النمو السكاني المضطرد والتوسع في التجمعات العمرانية على حساب الرقعة الزراعية والتوسع أيضاً في المراكز الصناعية إضافة إلى الهدر وسوء الاستخدام أضافا بعدا آخر للمشكلة. وأوضح انه بالإضافة إلى ذلك فأن أكثر من 65 بالمائة من الموارد المائية العذبة تنبع من خارج الوطن العربي وتتحكم فيها دول غير عربية، وهذا أمر يبعث على القلق بسبب قيام بعض دول المنابع بتنفيذ مشاريع مائية ضخمة قد تؤثر سلباً على الحصص المشروعة للدول العربية، وتكمن الصعوبة أيضاً في غياب الاتفاقيات التي تنظم التقاسم العادل لهذه المصادر بين الدول المتشاركة. وأكد العربي أهمية وجود إستراتيجية وفق إرادة سياسية وتعاون إقليمي يعتمد على مبدأ الفائدة للجميع واحترام الحقوق التاريخية واحترام مبادئ القانون الدولي واحترام الاتفاقيات التي سبق أن ووقع عليها. وقال إن اغتصاب إسرائيل وسيطرتها على الموارد المائية في الأراضي العربية المحتلة من أكبر التحديات المائية حيث تسيطر إسرائيل على كافة الموارد السطحية والجوفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تقوم باستغلال الثروات المائية والزراعية في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. وأوضح العربي أن موضوع الأمن المائي العربي يأتي في مقدمة أولويات جامعة الدول العربية، ولذلك أنشأت الجامعة المجلس الوزاري العربي للمياه والذي بادر باعتماد إستراتيجية الأمن المائي العربي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة. من جانبه أكد محمد عبد المطلب وزير الوارد المائية والري المصري حرص مصر على تعميق التعاون مع محيطها العربي والإفريقي منوها بما تضمنته الوثيقة الدستورية المصرية الجديدة في هذا الإطار. وأوضح أهمية المنتدى الذي يشهد مشاركة واسعة من الشباب العربي والإفريقي ، معربا عن أمله في الخروج بنتائج وتوصيات لتفعيل التعاون المشترك بين الجانبين خاصة في مجال المياه وبما يجعل نهر النيل شريانا للربط بين دول الحوض . وناقش المشاركون بالملتقى عددا من الموضوعات الرامية الى توسيع المشاركة السياسية للشباب في المجتمع وبرامج التعاون العربي الإفريقي المشترك فيما يخص التعاون بين دول حوض نهر النيل وبرامج الأحزمة الخضراء بين الجانبين.