أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن العالم العربي يشهد مرحلة صعبة من المعاناة الناجمة عن نقص الموارد المائية، متوقعاً أنه "سيعاني دون شك مزيداً من نقص المياه خلال القرن الحالي وذلك لأسباب عدة، أهمها الظروف الطبيعية التي تتمثل في الموقع، والمناخ اللذين جعلا من هذه المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، كما أن النمو السكاني المضطرد والتوسع في التجمعات العمرانية على حساب الرقعة الزراعية والتوسع أيضاً في المراكز الصناعية إضافة إلى الهدر وسوء الاستخدام أضافا بعدا آخر للمشكلة". وأوضح الأمين العام في كلمته اليوم أمام ملتقى الشباب العربي الأفريقي البيئي الخامس أن أكثر من 65% من الموارد المائية العذبة تنبع من خارج الوطن العربي وتتحكم فيها دول غير عربية، وهذا أمر يبعث على القلق بسبب قيام بعض دول المنابع بتنفيذ مشاريع مائية ضخمة قد تؤثر سلباً على الحصص المشروعة للدول العربية، وتكمن الصعوبة أيضاً في غياب الاتفاقيات التي تنظم التقاسم العادل لهذه المصادر بين الدول المتشاركة. وشدد الدكتور نبيل العربي على أن اغتصاب إسرائيل وسيطرتها على الموارد المائية في الأراضي العربية المحتلة من أكبر التحديات المائية، إذ تسيطر إسرائيل على كافة الموارد السطحية والجوفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تقوم باستغلال الثروات المائية والزراعية في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. وأكد الأمين العام أن موضوع الأمن المائي العربي في مقدمة أولويات جامعة الدول العربية، ولذلك "أنشأت الجامعة المجلس الوزاري العربي للمياه والذي بادر باعتماد استراتيجية الأمن المائي العربي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة، والمجلس الوزاري يعكف حالياً على إعداد الخطة التنفيذية اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية المعنية وصناديق التمويل والجهات المانحة". وأوضح أن "الموارد المائية المشتركة بين الدول العربية من جهة وجيرانها من جهة أخرى تشكل أهمية استراتيجية تتطلب إرادة سياسية وتعاوناً إقليمياً يعتمد على مبدأ الفائدة للجميع واحترام الحقوق التاريخية واحترام مبادئ القانون الدولي واحترام الاتفاقيات التي سبق أن ووقع عليها".