قال الأديب والروائي علاء الأسواني، إنه حتى نهاية السبعينيات كانت العديد من النساء المصريات لا يرتدين الحجاب واعتدن على ارتداء الثوب الحديث على النمط الغربي، وبالرغم من ذلك كانت حوادث التحرش الجنسي نادرة، مستعجبا من أنه مع انتشار الحجاب أصبحت حوادث التحرش وبائي. وأشار الأسواني، في مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى دراسة المركز المصري لحقوق المرأة عام 2008 التي كشفت أن 83 في المائة من النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي وأن 50 في المائة يتعرضن له يوميا. وفسر الإسلامي الأسواني ذلك بأنه عندما يعمل المذهب المحافظ على تجريد المرأة من صفاتها ويقلل من مكانتها إلى كونها أشياء فإن ذلك يضفي الشرعية على أعمال العدوان الجنسي ضدها. وقال الأسواني إنه بالرغم من خلافات نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك مع أتباع الإسلام السياسي، إلا أنه توافق معهم في ازدراء النساء وعلى الرغم من بعض الإصلاحات الرسمية التي قامت بها سوزان مبارك، التي أرادت أن تظهر السيدة الأولى المستنيرة، إلا أن عهد مبارك شهد تدهورا في حقوق المرأة. وتابع الأسواني أن أجهزة الأمن دفعت البلطجية، لتكون عصابة ضد المرأة التي قامت بالاشتراك في المظاهرات وخاصة المعارضة لمبارك، للانتقام منها عن طريق تمزيق ملابسها والتحرش بها، منوها إلى أن هذا الشكل الجنسي من العقاب استمر خلال فترة حكم النظام العسكري والإخوان. وأكد الأسواني أن الملايين من المصريات خرجوا في ثورة 2011 ووقفوا بشجاعة في وجه القناصة ولكن كانت تعمل السلطات على التقليل من تلك الشجاعة لتهميشهم، منوها إلى أنهم بعد انتخابات 2012 الرئاسية التي جلبت نظام الإخوان المسلمين إلى الحكم كان هناك 10 نساء فقط يشاركن في البرلمان من أصل 508 كما أن مرسي حاول أن يعزل القاضية الوحيدة في المحكمة الدستورية العليا, وقد فسر الإسلامي ذلك لأنه سعى من الإسلاميين للقضاء على مكاسب المرأة المصرية، حسب قوله. وأوضح أن الثوار يقاتلون من أجل المساواة، في حين أن القوى الرجعية من كل من الإخوان ونظام مبارك تحاول تجريد المرأة من حقوقها السياسية والاجتماعية وجعلها خاضعة لسلطة الرجال. وأشار الأسواني إلى أنه في عام 1933 عقد سباق بالطيارات من الإسكندرية إلى القاهرة وكانت أول طائرة تعبر الخط وتحصل على المركز الأول تقودها امرأة تبلغ من العمر 26 عاما وتدعى لطفية النادي وهي أول طيارة في مصر مارست المهنة بالرغم من رفض والدها إلا أنها لم تيأس وقالت مؤخرا "تعلمت أن أطير لأنني أحب أن أكون حرة". ووصف الأسواني، لطفية بالبطلة والكنز الوطني في عيون المصريين حيث تراها نساء مصر مصدر إلهام لهن في نضالهن من أجل المساواة في الحقوق، ويتخذ منها الكثير من الفتيات قدوة ليتعلموا دروس الطيران. وأوضح الأسواني أن المرأة المصرية حققت تقدما في المساواة خلال فترة الحكم الملكي، والتي انتهت في عام 1953 وبعد قيام الجمهورية في مصر، في ظل جمال عبد الناصر، واصلت النساء النهوض، وتحقيق المناصب في الجامعات والبرلمان والسلطة القضائية العليا. ويرى الأسواني أن النهوض التاريخي للمرأة المصرية يتناقض بشكل حاد مع نتائج دراسة جديدة من مؤسسة تومسون رويترز التي وجدت أن مصر تحتل المكانة الأسوأ بين 22 دولة عربية للتمييز في القانون والتحرش الجنسي وقلة التمثيل السياسي للإناث وقد تساءل الأسواني متعجبا من سبب معاناة حفيدات لطفية من مشاكل اليوم بالرغم من أنها تمكنت من التغلب عليها منذ 80 عاما. وقال الأسواني إن بعد حرب عام 1973 في الشرق الأوسط، ارتفع سعر النفط كما فازت دول الخليج بقوة لم يسبق لها مثيل، في حين أجبرت الصدمة الاقتصادية الملايين من المصريين على الهجرة للعمل هناك ثم عادوا بعد أن استوعبوا القيم الوهابية المتشددة موضحا أن تقاليد مصر من الإسلام المعتدل تعترف بحقوق المرأة وتشجعها على الدراسة والعمل على النقيض من الوهابين حيث تتمثل وظيفة المرأة في إرضاء زوجها وتربية النشأ، حسب قوله. وأشار الأسواني إلى تأثير الوهابية في جميع المجتمعات والحركات الإسلامية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، منوها إلى أن هذا الفكر لم يخلق مجتمع فاضل إنما العكس. واختتم الأسواني، بأنه في نهاية المطاف سيكون حل الصراع لصالح المرأة لأن الثورة تمثل المستقبل الذي لا يمكن لأحد إنكاره.