تحت عنوان "الخوف والكراهية في مصر"، سعت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية للتحذير من أن الآمال التي وضعها المصريون على الثورة أصبحت في خطر مع تزايد الاعتداءات الجنسية على المتظاهرات في ميدان التحرير. وقالت الصحيفة في أواخر شهر يناير الماضي: حثت الأممالمتحدة الحكومة المصرية على العمل للقضاء على ظاهرة التحرش التي انتشرت في ميدان التحرير، حيث قالت إنها تلقت 25 تقريرا من الاعتداءات على النساء في الميدان خلال أسبوع واحد - 19 منهم في يوم واحد، ويؤكد تقرير لمنظمة العفو الدولية أن فشل الحكومة في متابعة مرتكبي التحرش شجع هؤلاء على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم. وأضافت: عندما بدأت الثورة توقع الجميع أن المجتمع سيكون أكثر انفتاحا على النهوض بالمرأة ومناقشة جذور العنف ضدها، ولكننا مازلنا بعيدين عن هذه النقطة، وأن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت، ولكن لابد من كسر حاجز الخوف لإفساح المجال. وتابعت: منذ تولي الرئيس محمد مرسي السلطة في يونيو الماضي، وبدأت العديد من النساء يشعرن أن حريتهن الأساسية يمكن أن تهدد، وهو ما دفع النساء العاملات والأمهات العازبات والناشطات والفنانات لكسر المحرمات، والقيام باحتجاجات متزايدة في مختلف أنحاء البلاد. وأوضحت أن المرأة المصرية تعرضت للكثير من المشاكل ففي ديسمبر عام 2012 تم تجريد فتاة من حجابها وملابسها حتى ظهرت حمالة صدرها الزرقاء في منتصف ميدان التحرير، وقد تم ذلك ليس من قبل الأشرار ولكن من الجنود المصريين خلال احتجاج للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري بعد الإطاحة بحسني مبارك. وقد استغرق العالم وقتا حتى يدرك أن هذا النوع من الهجمات ليست نادرة الحدوث، خاصة أن قيادة البلاد تدعم جميع أنواع القوانين الغامضة التي تحرم المرأة من المساواة الكاملة، لأن الرئيس مرسي -الذي هو جزء من جماعة الإخوان المسلمين- يجب عليه استرضاء قاعدة المحافظين التي لن ترحب بتحسين الظروف بالنسبة للنساء. وشددت الصحيفة على أنه رغم حرمان النساء من حقوقهن في مصر الجديدة إلا أنه لا يمكن إغفال حقيقة واحدة وهي أن تقريبا 40٪ من النساء المصريات هن العائل الوحيد لأسرهن، وإذا كانت الثورات العربية قد علمتنا شيئا، فهو أن النساء لن يتم حرمانهن من حرياتهن، وهذا وقع في مصر فبدلا من الرضوخ للترهيب، واصلت النساء تحركاتهن في الشوارع للاحتجاج والمطالبة بحقوقهن، ويوما ما تلك المكالمات من المحتمل أن تكون مسموعة.