ميخائيل نعيمة يعزف بحكمة على أوتار النفس غلاف الكتاب محيط – سميرة سليمان حياة متلاحقة الأحداث تحيط بنا يسودها قيم التخوين والعداء، ولكن في كتاب "كرم على درب" للمفكر اللبناني ميخائيل نعيمة استراحة فكرية وفلسفية ممتعة، فهو كتاب غني بالأقوال والأمثال الصافية والمعاني المرهفة. يقول نعيمة في بداية كتابه: كرمي على درب/ فيه العنب وفيه الحصرم/ فلا تلمني يا عابر السبيل إن أنت/ أكلت منه فضرست. من عبارات الكتاب نقتبس السطور التالية .. - من قال إنه يعطي ولا يأخذ فقد أخذ فوق ما يستحق. - من أطاع عصاك فقد عصاك. - قويت نظرك بالمجهر والمرقب. فهل قويت فهمك لما أنت ناظر؟. - محراثك من حديد، ومحراثي من قصب .. وحقلك من تراب وحقلي من ورق. فكلانا مزارع. وما الفرق إلا في أنك تبذر من كفك وأبذر من قلبي. فتستغل لتأكل وأستغل لأؤكل. - ما من نقد متداول في سوق المعرفة إلا الألم. - من مشى وظهره إلى الشمس مشى مقوداً بظله. - كم صوت مر في أذني وما سمعته. وكم صوت سمعته وما مر في أذني قط. - للأب قلب وللأم قلبان. - ما غصصت بلقمة قط إلا لأن غيري كان أحق بها مني. - عجبت لمن يغسل وجهه مرات في النهار ولا يغسل قلبه ولو مرة في السنة. - كل ما يعطيه الناس يسترده الناس. كل ما تعطيه الأرض تسترده الأرض. فتشوا عن عطايا لا تسترد لأنها مقدمة منكم إليكم. - لا تغرب الشمس إلا عن الذين يغربون عنها. - بعضهم يشتري الشهرة .. وبعضهم تشتريه. - كيف تسألني من أنا وأنت تجهل من أنت ! - جارك من جاورت قلبه. - ما تفهمه من كلامي هو لك .. وما لا تفهمه فهو لغيرك !. - تتطلع أبداً إلى الغيب لتعرف بماذا سيأتيك الغد .. ألعلك استهلكت كل ما جاءتك به الساعة التي أنت فيها من هدايا لا تثمن؟. - إن لم تكن بئراً فكن دلواً .. إن لم تكن دلواً فكن حبلاً .. إن لم تكن حبلاً فكن بكرة على الأقل. . ولا تكن حجراً يطرحه العابثون في البئر ليسمعوا ضجة الماء فيها. - نام الثعلب في عرين الأسد ثم استفاق فإذا به ما يزال ثعلباً ! - الغضب رغوة تثيرها نار الجهل. - بعض الناس كالسلم: يصعد عليهم الصاعدون وينزل النازلون. أما هم فلا يصعدون ولا ينزلون. - ما عرفت أسخف من الذين يحفرون أسماءهم في الصخور ليخلدوا. - يا لوحدة من إذا نادى "يا أخي" ما أجابه إلا الذين ولدتهم أمه. - توقع المصيبة أشد هولاً من وقوعها. - ما دمت تنعت الصخر بالبكم والصمم دامت حجارة بيتك تفشي أسرارك لمن هم أرهف سمعاً منك. - تاه من لا دليل له من نفسه. - للأسد هيبة في موته ليست للكلب في حياته. - نصف النهار عندك نصف الليل عند غيرك. فلا تسوقنّ الزمان بعقرب ساعتك. - كل لاعن ملعون بلعنته. - من كان لا يبصر غير محاسنه ومساوئ الغير فالضرير خير منه. - في اليوم الذي تدين فيه جارك فلساً فتشعر أنه الدائن وأنك المديون، في ذلك اليوم تبدأ حياتك كإنسان. - بدأت أتعلم يوم نسيت كل ما تعلمت. - عناصر الكون أربعة: م.ح.ب.ة، يجمعها العنصر الفرد "أنا". - كن إلى الغفران أسبق من المستغفر إلى الاستغفار، فإنما أنت غافر ذنبك قبل ذنبه. - متى أصبح صديقك منك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة. - أحلامك في الليل يقظة ما نام منك في النهار. - من أحسن حكم نفسه هان لديه حكم أي حاكم. - الناس على سفر، والمسافر الحكيم من أحسن اختيار رفاق الطريق. - من شأن السعادة المدبرة عنا أن تعمينا عن السعادة المقبلة علينا. - ما أفسح الأثير! ففيه لكل حلم من أحلام البشرية النائمة طريق. - عظة الفم دون الفعل استخفاف بالموعوظ وشماتة بالواعظ. - الإنسان مجموعة عجائب. وأعجبها النفس. - أقل الناس انتفاعاً بنور المنارة حارسها. - أرض عطشى وغيث مدرار، ما أوثق التعاون بين السماء والأرض!. - لعل الذئب لا يعرف وسيلة يعبر بها عن محبته للحمل أفضل من أكله وجعله لحماً من لحمه وعظماً من عظمه ! - حبذا النسيان لو أن ما ننساه ينسانا. - لا تقل إن الحياة تعب قبل أن تتيقن من أن الموت راحة. وإلا خسرت صداقة الاثنين.
