غياب دوريات الشرطة وزيادة الحمولة السر في غرق المراكب في المعادي وحلوان. كثير من أصحاب المراكب لا يجرون الصيانة الدورية للمركب لذا تتكرر الحوادث. الدورات التدريبية شرط للحصول على الرخصة. الرحلات النيلية عند البعض من أساسيات الاحتفال بالعيد، لكن كل فترة نسمع عن غرق مركب هنا وآخر هناك، وعلى الرغم من تلك الحوادث إلا أن الإقبال على هذه الرحلات لا يتوقف ولا تكاد تنقطع المراكب التي تحمل الشباب والكبار والصغار للاستماع بجولة في النيل. من جهتها قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" بجولة في منطقة الكورنيش، لمتابعة حالة المراكب التي ستعمل في العيد، وهل يمكنها تحمل التكدس والازدحام الذي يصاحب أيام الأعياد، كما تعرفت على الأسباب التي تسبب غرق المراكب، بجانب حياة المراكبية ومكسبهم.. بداية اليوم بداية يقول الريس جمال السيد أحمد، استعداداتنا بدأت من اليوم، وعادة الاستعدادات تكون عبارة عن تزيين المراكب، ووضع عدد من أطواق النجاة حتى تساعدنا في عمليات الإنقاذ لو حدث أي شيء غير طبيعي -لا قدر الله- وعدد الأطواق يتراوح بين 5 إلي 12 طوق. وأضاف لتلافي الحوادث، نلتزم بالحمولة المقررة علينا، فهناك مركب حمولتها 10 أو 25 أو 30 أو أكثر من ذلك، لأنه توجد لنشات للشرطة توقف المركب وتقوم بالتفتيش. وعن أماكن الغرق أوضح، أن أغلب المراكب التي تغرق تكون في منطقة المعادي وحلوان، لخلوهما من دوريات الشرطة، وهنا يقوم ريس المركب بتخطي الحمولة المقررة للمركب، فنجد مركب حمولته 20 ولكنه محمّل ب30 فرداً، بجانب أنه لا يوجد أطواق نجاة في المراكب التي تتواجد في هذه المناطق، فالدنيا هناك سمك لبن تمر هندي، بحسب تعبيره. إهمال الصيانة ويقول الريس رجب مصطفي، هناك مراكب تصنع من الحديد وأخرى من الخشب، لكن الحديد أفضل، ولكن لو المركب تعرض للغرق فالمراكب الحديد تكون كارثية، لأنها تغرق في مكانها، أما الخشب فيعوم، وكل ثمانية أشهر نذهب للورشة لعمل صيانة على الحديد الموجود بالمركب، ولو كان هناك عيب نغيره، ولكن المشكلة أن هناك الكثير لا يفعل ذلك، ولذلك تغرق المراكب تغرق. رزقنا من النيل ويضيف الريس أحمد السيد، كل مركب لها رخصة، وهناك درجات للرخصة، فهناك رخصة بحري، وبعد ثلاث سنوات تجدد لتصبح بحري ماهر، وبعدها ريس بحري، وهناك ريس بحري ممتاز، والرخصة يتم تجديدها كل ثلاثة سنوات، وقبل الحصول على الرخصة يجب التأكد من شروط معينة في المركب من حيث الطول والعرض والحمولة، ومع كل تجديد يكون هناك معاينة من المهندسين في الملاحة النيلية. وأوضح السيد، أنهم يحصلون على دورات تدريبية أثناء تجديد الرخصة، وعدم الحصول على هذه الدورات يترتب عليه عدم الحصول على الرخصة، وبالتالي عدم قيادة المركب. ابن النيل أمّا محمد صلاح، فيقول "أعمل مراكبي، وربما أكون قد ولدت في النيل على مركب، فقد فتحت عيني على الدنيا وجدت نفسي في المراكب مع والدي وأمي، وورثت المهنة، وأصبحت مثل السمك لا يستطيع أن يعيش خارج البحر، لذلك لا أستطيع أن أعيش بعيداً عن النيل". وأضاف، نحاول إرضاء زبائننا ليستمتعوا بجولة في النيل بعيدا عن المطاعم العائمة الغالية، ومع الأغاني الشعبية والرقص يكون قضى فسحة هو وزوجته وأولاده، مؤكداً نسعد غيرنا ونحن نحمل هموم الدنيا من أجل لقمة عيشنا.