منح مجلس الشيوخ الإيطالي الأربعاء الثقة لحكومة الائتلاف التي يترأسها القيادي في الحزب الديموقراطي إنريكو ليتا، وذلك إثر تراجع زعيم حزب شعب الحرية سيلفيو بيرلسكوني عن الدعوة لحجب الثقة تفادياً لإنقسام مؤكد داخل الحزب. وذكرت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن 235 عضواً في الشيوخ صوّتوا لصالح الثقة مقابل حجبها من جانب 70 برلمانياً وعدم تصويت عضو واحد وغياب 14 عن الجلسة. ونفى برلسكوني في تصريح للصحافيين أن تكون دعوته للثقة بعد إعلانه في وقت سابق عن سحب خمس من وزراء حزبه من الحكومة، تشكل تراجعاً خطوة إلى الوراء من جانبه. وأعلن قادة في الحزب الديموقراطي، أنه من المؤكد أن تصوت لجنة بمجلس الشيوخ تلتئم بعد غد الجمعة لصالح إسقاط عضوية بيرلسكوني البرلمانية بعد تثبيت حكم قضائي بإدانته في قضية تهرب ضريبي تختص بإمبراطوريته الإعلامية. وسبق التصويت خطوة مفاجئة من جانب بيرلسكوني حيث تعهد بأن يصوّت نواب حزبه في "شعب الحرية" بالثقة لصالح حكومة الإئتلاف بقيادة رئيس الوزراء إنريكو ليتا. وقال بيرلسكوني، الذي ستنظر لجنة بمجلس الشيوخ بعد غد الجمعة في إسقاط عضويته البرلمانية بعد تثبيت حكم قضائي بإدانته في قضية التهرب الضريبي، أمام مجلس الشيوخ "لقد قررنا، وليس بدون مخاض داخلي، التصويت بالثقة في الحكومة". ويبدو أن خطوة بيرلسكوني المفاجئة تأتي لتجنّب حدوث انشقاق في حزب "شعب الحرية"، يقودها أمين عام الحزب ونائب رئيس الوزراء انجيلينو ألفانو الذي يرى أن سقوط الحكومة سيؤثر سلباً على جهود البلاد في تخطي الأزمة المالية. وكان سيلفيو بيرلوسكوني أثار أزمة في ايطاليا، بعدما أمر وزراء ممثلّين لحزبه بالاستقالة من الحكومة، إثر فشل زعيم يمين الوسط في إجبار الحكومة والبرلمان على تجاهل قرار محكمة النقض الإيطالية القاضي بسجنه أربع سنوات ومنعه من تولي مناصب رسمية. وأتى ذلك قبل أيام من اجتماع للجنة الحصانة البرلمانية، ستُسقط عضوية بيرلوسكوني في مجلس الشيوخ وتتيح للقضاء والشرطة تنفيذ الحكم القضائي في حقه.