يتحدد اليوم الأربعاء مصير حكومة الائتلاف الإيطالية بقيادة "إنريكو ليتًا"، الذى ينتظر التأكد من صلابة الدعم البرلماني لحكومته عبر اقتراع ثقة يحسم الجدل المتواصل، بعد سحب بيرلسكوني خمسة وزراء من الحكومة في إطار سعيه لإسقاط الحكومة "الهشة". وعلى الجانب الآخر، اجتمع سيلفيو بيرلسكوني مع كبار الشخصيات من حزبه -حزب شعب الحرية- وسط تقارير بأحتمال حدوث انشقاق بعد أن تسبب زعيم الحزب في وضع حكومة إنريكو ليتا فى أزمة كبيرة بسحب وزرائه من التشكيل الحكومي. وكان بيرلوسكوني قد دفع بالتحالف الكبير للحكومة إلي شفا الانهيار خلال عطلة الأسبوع الماضي بعد نحو شهرين من التوتر الناجم عن قرار المحكمة العليا بتأييد الحكم باتهام رئيس وزراء إيطاليا لثلاث مرات بالتحايل الضريبي. وكان عدد من أعضاء حزب شعب الحرية بمن فيهم عدد من الوزراء المستقيلين قد عبروا عن تحفظهم بخصوص الحكمة من التسبب في أزمة في الوقت الذي تظهر فيه أيطاليا علامات علي خروجها من أطول فترة كساد منذ اكثر من عقدين. وكان أنجيلينو الفانو نائب رئيس الوزراء وأمين حزب شعب الحرية قد قال يوم الأحد الماضى أنه قد يصير هناك نوع مختلف من البرلوسكونية إذا ما أصبح الحزب متطرفا. وهناك شائعات بأن الحمائم في الحزب مثل الفانو قد ينشقون عنه ويقومون بالتصويت علي الاقتراع بالثقة بالحكومة والذي من المتوقع أن يدعو إليه ليتا بعد أن يتحدث في البرلمان اليوم الأربعاء. ووفقا لبعض التقارير فإن ليتا سوف يبلغ المشرعين بأنه سوف يواصل عمله إذا ما كان هؤلاء الذين يدعمون الحكومة سوف يفصلون ما بين المشكلات القانونية عن أعمال الحكومة. يذكر أن الفانو كان قد تحدث إلي بيرلوسكوني في وقت متأخر معربا عن استعداده لمغادرة حزب شعب الحرية مع عدد آخر من الوزراء المستقلين لأنه غير راض عن قرار التصويت ضد طرح الثقة عن حكومة ليتا الهشة , والتي تألفت في أبريل الماضي لتنهي نحو شهرين من الجمود السياسي في أعقاب الأنتخابات العامة التي فشلت في الخروج بفائز واضح. ومن ناحية اخري قال فابريزيو تشيكيتو أحد الأعضاء البارزين في حزب شعب الحرية و رئيس المجموعة البرلمانية السابق للحزب بمجلس النواب أن قرار إنسحاب وزراء الحزب من الحكومة كان خطأ. وقال "بعد كل ما حدث بالأمس مع رجال الأعمال في العالم وحزب الشعب الأوروبي والنقابات التجارية والعمالية التي تطالبنا بالبقاء في الحكومة، فإنني آمل أن نصحح الخطأ السياسي الذي ارتكبناه بسحب الوزراء". يذكر أن بيرلوسكوني -الذي بلغ السابعة والسبعين- يعتبر أن تجربة الحكومة قد انتهت وذلك خلال اجتماع مع المشرعين من حزب شعب الحرية وهو الإجتماع الذي تحدث فيه منفردا ولم يسمح خلاله بالحوار. وقال عدد من أعضاء حزب شعب الحرية إنهم لن ينضموا إلى الحزب بعد تغيير اسمه، وهو الاسم المأخوذ من اسم الحزب القديم "فورزا إيطاليا" والذي سيحل محل اسم حزب شعب الحرية.