قام الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان، بتحليل المشهد السياسي الحالي في مصر، محللا ما سماه ب "ثورات مصر الثلاث"، مضيفا أنه إذا قمنا بتحليل العامين و النصف الماضيين يمكننا التوصل لما يبحث عنه أغلبية المصريين. وأضاف فريدمان، في مقاله المنشور بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن الثورة الأولى قام بها الشعب المصري بالاشتراك مع الجيش من أجل الإطاحة بمبارك، و تعيين القائد "العجوز" المشير حسين طنطاوي، مؤكدا أن طنطاوي و أعوانه أثبتوا عدم كفاءتهم في إدارة البلاد. وأشار الكاتب إلى أن مرسي سرعان ما حاول توطيد سلطته ، عن طريق قطع جذور سلطة الجيش وتعيين المنتمين للإخوان في مناصب هامة، لتثبيت حكمه الاستبدادي . ولخص الكاتب الأمريكي الثلاث ثورات كالآتي: الثورة الأولى كانت تهدف إلى التخلص من الأيدي الميتة و حالة الركود التي تعاني منها البلاد، والثورة الثانية كانت ضد الفشل الرؤوس الميتة، و الثالثة فكانت ضد الطريق الميت. ويرى فريدمان أن الثورة الأولى قامت عندما شعر عدد كبير من الشباب المصري معظمهم من غير الإسلاميين بالقمع و الركود خلال عهد مبارك، قائلا " رئيس لا يملك أي رؤية، فبعد حوالي 30 عاما، ونحو 30 مليار دولار من المساعدات الأمريكية، ما يقرب من ثلث المصريين لا يزالوا "أميين". وأضاف أن القيادات العسكرية التي جاءت بعد مبارك كانوا فاشلين لدرجة جعلت الكثير من الليبراليين في مصر يصوتون لمرسي مرشح "الإخوان" في الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن مرسي أثبت أن اهتمامه بهيمنة "الإخوان" على الحكم أهم من أي شيء ، مما دفع مصر إلى طريق مسدود، أدى في النهاية لخروج المصريين في الشارع يتوسلون للجيش بالتدخل لإطاحة مرسي. أما بالنسبة لفترة حكم مرسي، قال فريدمان إن الاقتصاد والأمن تدهورا ، فضلا عن عدم شعور المصريين بالأمن لدرجة القيام بشراء كلاب بوليسية، بالإضافة إلى فقد الكثير من المرشدين السياحيين وظائفهم، مشيرا إلى الاستطلاع الذي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام والذي أوضح أن 71 % من المصريين غير راضين عن الاحتجاجات المؤيدة لمرسي. ويرى فريدمان أن الولاياتالمتحدة عليها أن تحسن التعامل مع الوضع الحالي قائلا: كان من الأفضل الإطاحة مرسي عن طريق انتخابات، ولكن ما حدث حدث، ويجب علينا استغلاله بأفضل طريقة، مطالبا الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم تجاهل المطالبات بقطع المساعدات الاقتصادية لمصر على أساس أن الإطاحة بمرسي كانت "انقلاب عسكري". وأعرب فريدمان عن قلقه الحالي من قدرة المصريين على تحديد الطريق الصحيح، موضحا أن الحكومة الجديدة تتسم باختيارات موفقة في مناصب مهمة كالاقتصاد والعلاقات الخارجية ، مضيفا أن مهمتها ستصبح أسهل إذا تم إشراك "الإخوان" في العملية السياسية وتوقفت حربهم مع الجيش. ولكن يجب على الإخوان أيضا أن يعترفوا بفشلهم. واختتم فريدمان مقاله بقوله :" هذا ليس الوقت المناسب لتعاقب واشنطن المصريين أو تطالب بانتخابات سريعة، مطالبا إياها بمساعدة الحكومة الجديدة على اتخاذ أكبر قدر ممكن من القرارات الاقتصادية الصحيحة.