في مقال بعنوان «انحراف مصر الخطير»، قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إن مصر تواجه "أياما صعبة" من نفاد عملتها الصعبة، وعجزها عن شراء كميات بنزين وديزل كافية لمحطات الوقود، إلى تفاقم أزمة الاختناق المروري في القاهرة، وانقطاعات التيار الكهربي. وتابع أن هذا «مصغر مصر» الآن؛ الكثير جدا من المشكلات المتراكمة منذ سنوات عديدة على وشك أن تمتد إلى الشوارع. أضاف فريدمان أنه لا يمكن أن يتفق أحد على ما يمكن القيام به حيال هذه المشكلات. فريدمان أشار أن المناخ والمياه والغذاء والضغوط السكانية تتداخل حاليا مع الضغوط السياسية والاقتصادية بطريقة تتحدى حتى أفضل القادة، وأن مصر اليوم لديها من هو بعيد تماما عن القائد الأفضل، على حد قوله. وتطرق الكاتب الأمريكي إلى أزمة سد النهضة الإثيوبي، قائلا إن غزو إثيوبيا ربما يكون الخيار الصريح الوحيد أمام مرسي. مضيفا أن نظام مرسي كان خيبة أمل هائلة لكثير من المصريين. لافتا أن الكثير من غير الإسلاميين صوتوا لمرسي لأنهم رفضوا التصويت إلى مرشح يؤيده مؤيدي الديكتاتور السابق حسني مبارك، ولأنهم صدقوا أن وعده سيكون شاملا. وأوضح فريدمان أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي جعلته يفوز في الانتخابات. وأشار الكاتب إلى أنه عندما تتحدث مع أحد عاصري الليمون والفقراء هؤلاء، على حد وصفه، ستشعر بالكراهية الواضحة للإخوان المسلمين وبالإحساس القوي بخداع الجماعة لهم. فريدمان لفت إلى أنه أثناء زيارته هذه إلى مصر، لم يتحدث إلى أي من السياسيين وركز بدلا من ذلك على الجماعة الصغيرة المؤثرة في مصر من نشطاء بيئة وكثيرين من هؤلاء الذين شاركوا في ثورة يناير 2011. موضحا: «ركزت عليهم لأنني اعتقد أنه في الوقت الذي ربما يكونوا على غير دراية بما هو مناسب لإصلاح مصر، يعرفون بالفعل ما هو ضروري». مضى فريدمان قائلا: «مصر تحتاج إلى ثورة»، مضيفا أن ما حدث منذ عامين لم يكن ثورة في واقع الأمر، وكان مجرد لعبة كراسي موسيقية، كما يتضح الآن. وأوضح: «في البداية أطاح الجيش بمبارك مستخدما طاقة المحتجين الشباب في ميدان التحرير، ثم أطاح الإخوان بالجيش، والآن تحاول المعارضة الإطاحة بالإخوان». متابعا أن كلا منهم يستخدم سياسة الأكثرية القديمة؛ الفائزون يحصلون على كل شئ، والخاسرون لا يحصلون على شئ. فريدمان أوضح أن الحقيقة تكمن في أن أي فصيل -الشباب أو الجيش أو الإخوان- يعتقد أنه يمكنه حكم مصر وحده وإخفاء الآخرين، يضحك على نفسه. وأضاف أن مصر في حفرة عميقة وفي حاجة ماسة إلى إصلاحات يمكن تحقيقها فقط إلى تشارك الجميع في المسؤولية وملكية المرحلة الانتقالية عبر ائتلاف وحدة وطني. متابعا: «المصريون يحتاجون اليوم إلى عملية سلام ليس مع إسرائيل، لكن مع بعضهم بعض». أوضح الكاتب أن هذه هي الثورة الثقافية الحقيقية التي ينبغي أن تحدث لإحياء مصر. اختتم فريدمان مقاله بأن حماية البيئة هي الطريقة الوحيدة لمصر ودول الربيع العربي الأخرى لتحقيق ديمقراطيات مستدامة ذات اقتصاديات مستدامة ترتقي بالأخلاقيات البيئية إلى مركز التفكير السياسي. مضيفا: «بدون ذلك، الأمر برمته مجرد كراسي موسيقية».