قال تشاك فريليش نائب مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي السابق، أنه بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين الدينية المتطرفة – حسب وصفه – إلى جانب الاستبدادي حسني مبارك، فإن مصر لديها فرصة ثانية للتطبيق الصحيح للديمقراطية، في إشارة إلى أن البلاد تعد محور السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والمحطة الأولى التي لا غنى عنها للدبلوماسية الأميركية الإقليمية، فعندما تدعم القاهرة سياسة واشنطن تستطيع الأخيرة تعزيز أهدافها الإقليمية. وفي مقالة نشرتها صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أوضح فريليش أن الديمقراطية ليست مجرد انتخابات وترتيبات مؤسسية، وفي دولة لا تزال الأصولية الدينية منتشرة على نطاق واسع، ويعاني معظم السكان من الفقر المدقع والأمية، فإنه من المشكوك فيه أن تترسخ آفاق ديمقراطية مستقرة، مؤكدًا أن الحقيقة الصعبة هي عدم وجود شخص لديه إجابة عن الفقر في مصر وأنه من المرجح استمرار فترة طويلة من عدم الاستقرار. أما بشأن ما حدث في مصر، فيؤمن النائب السابق، أنه كان انقلاب مستوحى ومدعوم من الشعب، ويحمل النظام الجديد المدعوم من القوات المسلحة في طياته الأمل الأفضل لوجود مصر المستقرة العلمانية المعتدلة والديمقراطية جزئيًا، مشيرًا إلى أنه في حالة التزام النظام العسكري بالانتقال إلى الحكم المدني كما يبدو أنه يحدث في مصر فمن الممكن أن يكون هذا النظام مصدر للتغير الإيجابي. ومن ثم، أكد فريليش أن قطع المعونة الأمريكية المقدمة لمصر، ويذهب أغلبها إلى القوات المسلحة المصرية، سوف يأتي بنتائج عكسية ويُضعف من القوة الأساسية للاستقرار والاعتدال في مصر، كما يحرم واشنطن من نفوذها. ومن هنا، يرى النائب السابق أنه طالما تتابع الحكومة الانتقالية تحقيق أهداف السيطرة المدنية ينبغي على واشنطن أن تمنحها الدعم الكامل والمعونة المالية وألا تمارس ضغوطًا من أجل إحداث تحول ديمقراطي سابق لأوانه، لأن صياغة الدستور واستعداد الأحزاب للانتخابات وإعادة سيادة القانون ومنع الانهيار الاقتصادي، كافة هذه الأمور سوف تتطلب وقتًا وينبغي على مصر أن تسير بطريقة صحيحة الآن فقد لا يكون هناك فرصة ثالثة. وأشار فريليش، إلى أن آفاق دولة متطرفة وفاشلة في مصر من الممكن أن تعمل على إلغاء السلام مع إسرائيل، والعودة إلى معسكر الحرب سيكون "كابوسًا"، ومن ثم ينبغي على واشنطن القيام بكل ما يمكنها لمساعدة القاهرة الآن، وذلك من أجل مصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط وقدرتها على التأثير على التطورات الإقليمية المختلفة. ويؤمن النائب السابق، أنه من غير الواضح إذا كان يوجد في مصر المتطلبات الأساسية للديمقراطية، ولكن الأمر استغرق عدة قرون من أجل تطور الديمقراطية في الغرب، ونقطة البداية في القاهرة أكثر صعوبة بكثير، والأهم أن تكون مصر دولة معتدلة ومستقرة وسلمية. أما بشأن إسرائيل، فأوضح فريليش أنه ينبغي عليها القيام بدورها، ولعجزها عن التأثير يشكل مباشر على الأحداث في مصر فيتطلب منها ضبط النفس في مواجهة الهجمات المستمرة من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة.