واصلت صحيفة "الواشنطن تايمز" الأمريكية اهتمامها بالتحديات التي تواجهها مصر حاليا في ضوء التقارير التي تتحدث عن مرض الرئيس مبارك واحتمال غيابه في المستقبل القريب ، وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن التقارير التي انتشرت في الآونة الأخيرة حول صحة الرئيس مبارك كانت أمراً متوقعاً منذ فترة بالرغم من قيام المصادر الرسمية بنفيها، إلا أن مصر بدون مبارك قد تصبح كابوساً. و قال تشاك فريليش نائب مستشار الأمن القومي في إسرائيل سابقاً في مقاله الذي نشرته الصحيفة أنه لا توجد دولة أخرى يمكنها أن تحل محل مصر في تحقيق الاستقرار في المنطقة، فلا تستطيع السعودية أن تحل محلها، و ذلك لعجزها عن ترجمة ثروتها النفطية إلى نفوذ سياسي، و كذلك تركيا التي تفتقر النفوذ اللازم و التي تتجه بشكل متزايد نحو المتطرفين، على حد قوله. و تابع فريليش قائلاً أنه الآن أو في المستقبل غير البعيد ستطرح مسألة نهج مصر في عصر ما بعد مبارك، متسائلاً عما إذا كان جمال مبارك أو شخصية عسكرية بإمكانها أن تنجح في الحصول على السلطة و الاحتفاظ بها، و في هذه الحالة يمكن أن تستمر سياسيات مصر على النحو المعروف، أو سيكون هناك صراع على السلطة مع جماعة الإخوان المسلمين، المعارضة الوحيدة التي بإمكانها الفوز. و يرى فريليش أن استيلاء الإخوان المسلمين على السلطة سيكون كابوساً لمصر أولاً و أيضاً بالنسبة للولايات المتحدة و إسرائيل، حيث يجعلها ذلك متحكمة في أكبر دولة في المنطقة من حيث عدد السكان و التي تمتلك أكبر و أفضل جيش عربي في المنطقة. و تساءل عما إذا كانت مصر ستظل قوة الاستقرار في المنطقة في حال حدوث ذلك، أم ستقوم بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل و تعود للصراع مرة أخرى، و هل سيكون بإمكان مصر أن تمنع حرب أخرى مستقبلية بين حزب الله و إسرائيل، و كيف سيكون ردها على هجوم إسرائيلي أو أمريكي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. و أضاف قائلاً أن عدد سكان مصر سيصل إلى 95 مليون نسمة بحلول عام 2025، و هو ما ينذر بخطر واضح في أن تصبح دولة فقيرة بلا أمل بغض النظر عمن سيتولى السلطة. و أضاف المقال قائلاً أنه من النادر أن تكون هناك قضية إقليمية على هذه الدرجة من الأهمية لإسرائيل و الولاياتالمتحدة و لا يمكنهم عمل الكثير، معتبراً أن كلا الدولتين لا تملكان سجلاً ناجحاً من التدخل في السياسة العربية، حيث يرى فريليش أن أي محاولات علنية للتأثير على الأحداث قد تضعف من فرص جمال مبارك، مشيراً إلى أن النظام بالفعل ملوّث بعلاقاته مع الولاياتالمتحدة و إسرائيل. و قال فريليش أنه يمكن القيام بعمليات سرية تهدف لإضعاف المعارضة، و لكنه يرى أنه من غير المرجح للغاية أن يستطيع أي لاعب خارجي أن يفعل أكثر مما يفعله جهاز الأمن المصري، كما أشار إلى أنه لا يوجد أي خيار عسكري خارجي واقعي. و اختتم قائلاً أنه عندما يتمكن جمال مبارك أو أي شخص معتدل آخر من تولي السلطة، سيكون من المهم للولايات المتحدة و إسرائيل المساعدة في ترسيخ حكمه من خلال توفير بعض النجاحات المبكرة له، و استدرك قائلاً أن قدرتهما على فعل ذلك ستكون مقيدة للغاية، فلا يمكنهما عمل الكثير من أجل صياغة الأحداث.