آسفين يا ريس بتوع مرسي ، احتشدوا في كاندهار ، رابعة العدوية سابقاً ،أنشأوا 12 مرحاضاً ، بالضبط كما سبق أن فعلوا عندما حاصروا المحكمة الدستورية العليا أو مدينة الإعلام . 12 مرحاضاً لا تكفي ، وهو ما دفع بالمعتقلين هناك إلى قضاء الحاجة على الإسفلت أو في الحدائق . تلك على مايبدو هي طبيعتهم . لا يستطيعون الحياة بعيداً عن الفضلات . بديل أن كل ما صدر عن المرشد وجماعته ومرسيه لا يختلف بالمرة عن هذه النوعية من المواد .إلى درجة التوحد معها . وعلى فكرة : الأخ مرسي قال إنه متخصص في المواد . وقد بات من الواضح أنه على قدر عال من البلادة ، فيما يتعلق بالتعامل مع البشر . الناس لا ينتمون إلى قوائم الفلزات يا أخ مرسي . لولا أن الموضوعية تفرض علينا أن نقر بأن آسفين يا ريس بتوع حسني ، أقل غلطة أو توحشاً أو ظلامية . الظاهر أن المحتشدين في كاندهار رابعة العدوية سابقاً ، ينتمون إلى نوع آخر غير البشر والفلزات .مصر استحمت . أخذت دش المساءالمنعش . وغيرت ثيابها المبقعة بقطرات الدم لترتدي فستان السهرة المطرز بالقصب وفصوص الشوق إلى الحرية قبل أن تتعطر من جبهتها المرفوعة حتى إخمس القدم .مصر لم تثر فقط في 30 يونيو ، مصر استحمت ، لتتخلص من الأوحال التي التصقت بجلدها على مدى 365 يوماً ، أسود من تاريخها كله منذ مينا موحد القطرين . مصر استحمت من الأفكار التي التقطها الإخوان أو مستخرجات الإخوان ، على وزن مستخرجات الألبان ، من صفائح قمامة العصور الهمجية ، كاضطهاد المرأة أو الأقباط أو الشيعة أو الحالمين بمستقبل أفضل أو الإبداع أو حتى العقل . مصر استحمت من المتاجرة بالدين وفجعنة التسلط والمال ، فضلاً عن الهوس بالتعذيب والتعطش الهيستيري إلى الدم . مصر استحمت من مجلس الشورى العفن وجميع القوانين .الموبوءة التي أفرزها ، ومن الدستور الشاذ الذي يبدو كمؤخرة النسناس المقطوش الذنب ، ومن الرئيس الذي لا أمان له ، كسائر الهاربين من السجون . مصر استحمت من الأكاذيب التي ظلوا يرددونها حتى الملل . نعيماً يا مصر ! وعلى سطح الماء الآسن في مستنقع الأكاذيب ، تطفوا كواحد من أخطر الطحائب السامة حكاية الأحزاب المدنية ذات المرجعية الدينية تلك . هل رأى أحد من قبل طائر بطريق ، طائر البطريق مرجعيته بالضرورة طائر بطريق ، والبطيخة مرجعيتها بالحتم بطيخة . وهناك احتمالان لا ثالث لهما : إما أن يكون كل من يسعى إلى الترويج لهذه الأكذوبة الصريحة عامداً متعمداً يقصد من ورائها الغش السياسي مع سبق الإصرار والترصد أو أن السبب هو جهله التام بعلم المنطق أو بنظرية المعرفة أو قواعد التدقيق في المصطلحات أو المفاهيم ، ولا أدل على ذلك من مراحيض كاندهار ، رابعة العدوية سابقا . ما لا يعرفه أحبار تلك الجماعات أن تصرفا يتسم بالرعونة كهذا ، ياتي بمثابة التطعيم المتكرر لشعب مصر ضد أمراض التطرف الإرهابي . وعلى الجميع أن يتعلموا أن الأحزاب تقاس بمرجعياتها ، لا بالفتارين حيث تتكدس البضاعة التي تموج بالألوان الفاقعة لجذب انتباه المارة . الحزب الديني هو الذي يستند إلى مرجعية دينية ، والحزب المدني مرجعيته لابد أن تكون مدنية . الباقي كله مجرد تلاعب سمج بالألفاظ .لابد أيضا لمصر أن تستحم من إحدى افظع الخرافات التي تروج لها عصابات القتلة بكل الوسائل ، والتي تزعجني أنا على المستوى الشخصي كثيراً هي تلك التي مؤداها أننا جميعاً مصريون : الجناة والمجني عليهم ، وأننا في مركب واحدة . خطأ شائع أو أكذوبة لا يسأمون من ترديدها . طبعاً كلنا مصريون : القاتل مصري والضحية مصري ، اللص مصري والمنهوب مصري ، الدجال مصري ، والمضحوك عليه مصري ، الدكتاتور مصري والمهدرة كرامتة مصري . لكننا لسنا في مركب واحدة . إحنا في مركب تانية . مش ممكن نركب مع القاتل واللص والسفاح والدكتاتور والدجال ومصاص الدماء نفس المركب ، ولا حنسمح ليهم معانا . ثورة 30 يونيو عملت مركبها الخاص . لا حنركب معاهم ، ولا حنسيبهم يركبوا معانا . هم بيغرقوا المراكب السايرة ، واحنا من طول العمر مراكبية . إحنا سكتنا مش واحدة . مركب 30 يونيو رايحة المستقبل ، ومركبهم مالهاش إلا طريق واحد : الاسترخاء على ظهورهم كالبغال التي خرجت من الخدمة في خرابات التاريخ .سيأتي يوم قريب نتذكر فيه كل هذا بقرف . لابد أن يأتي .