أكد روبيرت ماردينى مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى الشرق الأوسط والأدنى أن الصليب الأحمر لايملك أي أدلة أو معلومات عن استخدام أى من الأطراف للأسلحة الكيماوية فى سوريا، كما أن اللجنة الدولية لن تقوم بأي تحقيقات على الأرض فى هذا الخصوص ولكن فى حال حصولها على أية معلومات سوف تتشاركها مع أطراف النزاع السورى وبشكل سرى. وقال ماردينى فى مؤتمر صحفى اليوم الاثنين فى جنيف إن الوضع الإنسانى فى سوريا وتداعياته على البلدان المجاورة قد تحول وأصبح كارثة إنسانية كبرى خاصة فى ظل تصاعد القتال وانتشاره فى المناطق السكنية وكذلك الاستهداف واسع النطاق للمرافق الصحية والذى يثير قلقا بالغا لدى اللجنة إضافة إلى المستوى الاستئنائى الذى وصل إليه حجم الاحتياجات الإنسانية فى سوريا وحيث يتوقع أن يصل عدد من هم بحاجة للمساعدة فى سوريا إلى أكثر من 6 ملايين شخص منهم حوالى 5ر4 مليون نازح داخل البلاد . وأشار إلى تزايد اتساع الفجوة بين احتياجات السوريين والاستجابة الإنسانية على أرض الواقع والتى لاتكفى للاستجابة لاحتياجات الملايين فى سوريا . وأضاف أنه وإلى جانب مشكلة التمويل فإن هناك عوائق كثيرة تواجه عمليات المساعدات الإنسانية فى سوريا وفى مقدمتها القيود الأمنية والضوابط البيروقراطية والعسكرية المفرطة فى النزاع وفى مختلف مناطق البلاد . وأوضح ماردينى أنه فى وقت تعانى الأسر السورية بقوة من أجل الحياة يوما بيوم فإن حوالى ربع جميع السوريين قد فقدوا وظائفهم منذ بداية النزاع، كما استمر الإنتاج الزراعى فى التراجع بعد أن أصبح آلاف المزارعين غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم بأمان إضافة إلى التضخم الذى استشرى وبما وصل إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأكثر من 50% منذ مارس 2011 . ولفت روبيرت ماردينى مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى الشرق الأوسط والأدنى إلى أن فرق اللجنة الدولية وشريكها الرئيسى الهلال الأحمر العربى السورى نجحوا فى الوصول إلى مناطق فى سوريا تعد الأكثر معاناة من النزاع وتشهد قتالا عنيفا مثل حلب وادلب وحمص وحماة وريف دمشق ودير الزور وذلك بعد اتصالات ناجحة مع السلطات والمعارضة . وأضاف أن اللجنة الدولية توجه نداء اليوم إلى الجهات المانحة لتوفير مبلغ 3ر62 مليون فرنك سويسرى (2ر65 مليون دولار) من أجل الاستجابة لاحتياجات السوريين الذين يعانون من النزاع سواء داخل البلاد أو ممن لجأوا إلى البلدان المجاورة وذلك حتى نهاية العام الجارى . وأوضح ماردينى أنه وبالإضافة إلى ماتقدمه اللجنة الدولية من مساعدات تشمل الجانب الصحى وغيره فى سوريا فإن إحدى الأولويات هى ضمان وصول مياه الشرب إلى كافة مناطق وسكان سوريا وبما يصل إلى حوالى 5ر12 مليون شخص . وأكد أنه لايوجد أى تقدم فيما يخص ملف المعتقلين والمختفين فى سوريا بالرغم من الجهود التى يقوم بها الصليب الأحمر من أجل السماح بزيارة مراكز الاعتقال والسجون ، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية قد تلقت عددا من الوعود من بعض فصائل المعارضة المسلحة لزيارة المحتجزين لديها وسوف تتم تلك الزيارات حال سماح الوضع الأمنى . وأعرب ماردينى عن قلق اللجنة الدولية البالغ بشأن الاشتباكات التى تشهدها منطقة القصير على الحدود اللبنانية . وردا على سؤال لوكالة أنباء «الشرق الأوسط» حول اتصالات للجنة الدولية مع حزب الله بخصوص هذا الموضوع، أكد ماردينى أن بعثة الصليب الأحمر فى بيروت تقوم باتصالات مستمرة مع حزب الله لمناقشة مايتعلق بالمسألة السورية والأوضاع مع الحدود اللبنانية وليس فيما يتعلق بالقصير فقط .
