- جمال الدين ل"محيط": الثورة حدث هام سأخصص لها عملي القادم - ناديت فى كتابى " الإصلاح المؤسسى " بضرورة التغيير - تمنيت الخروج من الوزارة لإنهاء روايتى لماذا " فتاة هيدلبرج الأمريكية ؟ " هكذا سئل د. أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم و التعليم العالى الأسبق عن عنوان روايته الأولى الصادرة عن دار نهضة مصر خلال حفل توقيعها مساء أمس ، فى حضور لفيف من الوزراء و الأدباء . و أجاب جمال الدين أن "هيدلبرج " مدينة المانية مشهورة بجمالها لم يقضى بها إلا يوما واحد و منذ ذلك الوقت انطبعت فى مخيلته ، فاختارها لتكون المكان الذى يقع به أحداث روايته لسببان ، لأن بها أكبر جامعات أوروبا ، و لنشأة الحركة الرومانسية بها . فاختارها لتعكس العلاقة الرومانسية بين الشاب المصرى و البطلة الامريكية التى تمثل الضمير الغربى الغائب . و تابع أنه اختار أن يسمى بطل الرواية " أسامة " قصدا ، ليقول أنه ليس كل أسامة هو أسامة بن لادن فالبطل نقيضه فى الفكر و الثقافة . ووصف أن ما فعلته الحكومات و المخابرات مع العرب المبعوثون لبلادهم عقب 11 سبتمبر يعد إرهابا ، فليس معنى أن بعض الإرهابيين فجروا المبنى و قتلوا أبرياء ، أن يعمموا ذلك ، و أن يأخذوا أبرياء بخطأ بعض الإرهابيين . و ردا على تساؤل " محيط " عن سبب إلقاء الضوء على حدث 11 سبتمبر فى روايته فى ذلك التوقيت بالذات ، أجاب أن القارئ سيكتشف ذلك بنفسه عند قراءاته الرواية ، كما قال لشبكتنا : أن الثورة حدث هام و بالتأكيد ستكون فى عملى الروائى القادم . و تحدث الوزير السابق أنه نشر له سابقا عن دار نهضة مصر كتب مثل الخصخصة ، و كتاب الاصلاح المؤسسى الذى نادى فيه بضرورة التغيير ، و لم يتدارك أحد الامر فكانت الثورة ، و تمنى جمال الدين أن تسود الرؤية العقلانية لننهض بالبلد . و ذكر جمال الدين أنه كتب أول ثلاثة فصول من الرواية قبل الثورة ، و عبر أنه لم يكن راغبا فى الوزارة و قبل بعد ضغط سواء فى وزارة احمد شفيق ، أو عصام شرف ، و كان خلال ذلك الوقت يتمنى خروجه من الوزارة للعودة و الإنتهاء من روايته . و بالفعل قال أنه عندما خرج من الوزارة عاد إليها متشوقا ، و أنهاها فى 4 أشهر ، و أن معظم الانتقادات التى وجهت للرواية عندما عرضها على عدد من الوزراء و النقاد كانت إيجابية مع بعض التحفظات بالتطوير أو الحذف ، و لكنه لم يرد أن يعدل فيها أى حرف و بدأ فى طباعتها كما هى . كما عبر جمال الدين أنه أبدا لم يندم على دخوله الوزارة ، و أن شعاره عدم النظر للماضى ، و أن القادم هو الأجمل ، و صرح أنه يكتب حاليا روايته الجديدة ووصل إلى منتصفها . و من جانبه هنأ د. عمرو عزت سلامة ، جمال الدين ، و قال أنه قرأ الرواية قبل طباعتها ، و لكن لأنه رجل هندسة فلم يستطع أن يبدى رأيه بها . و قال " محسن النعمانى " وزير التنمية المحلية الأسبق لسابق أنها لا تبدو كأول رواية ، فمن أسلوبها توحى بأن كاتبها متمرس ، و أن هناك روايات أخرى فى طريقها إلى النور . أما عن د رضا مسعد وكيل أول وزارة التربية والتعليم ، فقال أن " أول الغيث قطرة و فتاة هيدلبرغ هى نقطة فى محيط جمال الدين " . و عبر د. حسن القلا أنه لم يتعجب من التقنيات العالية التى كتبت بها الرواية ، و لكن تعجب من قدرة جمال الدين على إيجاد وقت وسط إنشغالاته لكتابة الرواية ، و أنه يشعر أنها ليست الرواية الأخيرة ، و أننا نشهد حاليا ميلاد كاتب جديد . و تحدث الأديب أبو المعاطى أبو النجا صاحب رواية " العودة إلى المنفى " ، أن الرواية على الرغم من كونها الأولى لجمال الدين ، و لكنها تعبر عن فكر عميق لصاحبها ، و قد تناولها فى مقال نقدى ، أحب أن يضيف إليه بعض الملاحظات بالندوة . تناولت هذة الملاحظات طريقة تقديم الرواية التى رأى أبو المعاطى انها قدمت بشكل راقى و متقدم ، بإعطاء شخصيات الرواية الحرية فى التعبير عن أنفسهم ، و كذلك القارئ له حرية التفسير . و أن جمال الدين تناول فى روايته شخصيات منفردة و مجموعات ، فجمع الأفراد بشكل الحوار ، فى حين أعطى خلفيات عن تلك المجموعات و الدول التى جائوا منها . أما فى المنتصف انقسمت الرواية الى نصفين عندما تناول 11 سبتمبر و تأثيرها على الشخصيات و المجموعات ، و أن المبالغات فى تصوير الشخصيات أصبحت مبررة فى الجزء الثانى من الرواية ، لتعد اكتشاف لأمريكا فى أرض غير أمريكية . و أن الرواية تمثل ثقافتان مختلفتان لدى الغرب يتمثلان فى الفتاة الأمريكية التى تمثل الوجه المتحضر للثقافة الأمريكية ، أما رجل المخابرات فهو الرجل المستعد أن يتخلى عن جميع القيم و المبادئ فى سبيل عمله ، و أن الرواية تطرح رؤية قابلة للنقاش . أما عن الأديب أحمد صبرى أبو الفتوح ، فقال أن بينه و بين جمال الدين تاريخ طويل من الصداقة ، جعله لا يتفاجأ كالآخرين من إصدار جمال لروايته الأولى ، فهو يتعاطى الأدب مما جعل منه هذا الانسان الذى هو عليه لا الوزارة أو الدكتوراه فتمتع بالاخلاق الحميدة و الرؤية الثاقبة . و قال صبرى أنه أطلع على الرواية قبل طباعتها ، فذهب عنه النوم حتى أتمها فى نفس ليلتها . عبر صبرى عن إعجابه بالرواية رغم تحفظاته عليها ، و أن القضية الأولى فى الرواية هى الموضوع فلم يتفلسف المؤلف فى السرد ، بل اختار الأسلوب البلزاكى المحكم للسرد . و استخدم ضمير الغائب و قسم الرواية لفصول انتقل بها بالقارئ بطريقة سلسة ، و اتخذت الرواية اتجاه معاكس لروايات مثل " قنديل أم هاشم "، و " عصفور من الشرق " ، و " الهجرة للشمال " التى مثلت صدمة الشرقى فى التطور الغربى الهائل . أما " فتاة هيدلبرج الأمريكية " فمثلت صدمة الغرب فى أن يكون الشرق له احلام للتطور ، و أن يكونوا باحثين حقيقين عن العلم ، و منهم مفكرين و علماء ، فتعد من روايات الصدمة الحضارية .