قال الكاتب الصحفي «محمد حسنين هيكل» أن مهمة أوباما هي التحريك وليس حل مشكلة السلام، و تابع أن العجز التجاري بالاقتصاد الأمريكي وصل إلى 20 تريليون دولار، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي يركز على الشأن الداخلي لبلادة بجولته الرئاسية الثانية ومشكلات الشرق الأوسط ليست على رأس أولويات.. و أضاف في لقاء تلفزيوني لبرنامج «مصر إلى أين» الذي تبثه قناة cbc انه فات الزمان الذي يمكن أن تضغط فيه الولاياتالمتحدة على النظام وأوروبا لم تعد كما كانت في يد الأمريكان، و تابع أن وضع المرأة والأقليات أكثر ما يزعج الأوروبيين من نظام الإخوان، مشيرا إلى أن أوروبا تصورت أن نظام الإخوان سينجح في ملف الأمن وخاب أملهم.
و أوضح أن مصر ترتبط بدول البحر المتوسط حضاريا، و تابع أن الأوروبيون أكثر استيعابا لخيبة الأمل في نظام الإخوان، والاتحاد الاوروبى كان أسرع من أمريكا في التعامل مع تجاوزات النظام ضد المرأة.
و بالنسبة لقبض قوات الأمن المصرية على أحمد قذاف الدم و ما تردد عن وجود صفقة بين مصر وليبيا في هذا الإطار، قال هيكل أن قيمة مصر وهيبتها لا يجب أن تقبل بالصفقات، و تابع أن قذاف الدم طلب الخروج ولكن النظام أعطاه صفة اللاجئ السياسي، فللجوء السياسي تعهد من الدولة اتجاه هذا اللاجئ وكان يجب على النظام المصري احترام هذا التعهد، متسائلا «كيف امنع لاجئا سياسيا من الخروج من مصر؟»، مشيرا إلى أن قذاف الدم اخبره منذ شهر أنه ممنوع من مغادرة مصر، مؤكدا أن ذلك احزنة، لان اللاجئ السياسي العربي دائما ما يشعر أنه مصري في مصر، متحدثا عن أن اللاجئين في مصر من سوريا ولبنان أسسوا الصحافة المصرية.
وتابع أن مصر كانت ملاذاً للاجئين العرب منذ «الخديوي إسماعيل»، مشيرا إلى أن قذاف الدم طلب خروجه من مصر أيام «المجلس العسكري» حتى لا يتسبب في إحراج النظام المصري في ذلك الوقت، ولكن المجلس تمسك به لأنه كان تقريبا لاجئ سياسي، مؤكدا أن قذاف الدم كان مسئولا عن دعم الجيش المصري خلال حرب 73 بمليار دولار، فلا يجوز القبض علية في مصر مهما كانت الأسباب بهذه الطريقة.
وبالحديث عن المؤامرات التي تحاك في مصر بعد الثورة، أكد «هيكل» أن شبهات المؤامرة قد تكون موجودة على مصر وقد تكون جماعة الإخوان جزء من هذه المؤامرات، مشيرا إلى أن «حماس» في حقيقتها جزء من جماعة الإخوان، و «حماس» تدرك أنها لا تستطيع تجاوز حدودها في مصر، و تعلم قوة الجيش المصري ولا تريد استفزازه، مشيرا إلى أن هناك مبالغة في ملف حماس.
و تحدث عن أن قطاع غزة مرتبط تاريخيا بمصر، و القاهرة يمكن أن تلعب دور "المسهل" لعملية السلام ولو بالصمت، مشيرا إلى أن «بن جوريون» رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق رفض تحديد دولة إسرائيل، لأنه لا يريد تحديد حدودها أو هويتها، مؤكدا أن اوباما لم يزور «مصر» في زيارته الأخيرة للشرق الأوسط و التي شملت «تل أبيب و رام الله» لأن القاهرة لم تعد طرفا في تسوية السلام.
وأشار «محمد حسنين هيكل» في الدستور الأمريكي كلمة «بسم الله» "خطأ"، لكونه اجتهاد بشرى، مشيرا إلى انه اعتذر عن تأليف كتاب عن الإسلام السياسي بسبب الالتباس بين تياراته و«الدين الاسلامى»، و «النظام الحالي» يتصرف بعنف ليس له مبرر، مؤكدا أن قلقة على «الإخوان» يتمثل في أن حاضر مصر بين أيديهم، موضحا أن الإخوان المسلمين لم يتخيلوا الوصول للسلطة بهذه السرعة رغم مرور أكثر من 80 عام على إنشاء الجماعة، و تابع انه خائف على الإخوان وليس منهم، والظروف دفعت بهم إلى حيث لم يتوقعوا.