يقوم الرئيس محمد مرسى بزيارة إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد غداً الاثنين تلبية لدعوة من الرئيس الباكستاني آصف على زردارى يبحث الرئيسان العلاقات الثنائية بين البلدين وأفاق التعاون في جميع المجالات وبخاصة الجانب الاقتصادي والتجاري والاستثمارات التي تحقق المصالح المشتركة. تعد زيارة الرئيس محمد مرسى لباكستان زيارة تاريخية بكل المقاييس باعتبارها أول زيارة لرئيس مصرى إلى اسلام أباد منذ عام 1974 كما تمثل تحركا إيجابيا واضحا على الساحة الدولية فجمهورية باكستان الإسلامية تقع في جنوب آسيا، و انفصلت عن الهند عام 1947علي أساس قيام وطن مستقل لمسلمي شبه القارة الهندية وقد مرت باكستان منذ استقلالها بعدة مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة ما بعد الاستقلال مباشرة ودخول الهند وباكستان في حرب على إقليم جامو وكشمير وقرار الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار وتقع تلك الفترة ما بين عام 1949 حتى عام 1956 واتسمت بانحياز باكستان للغرب وتحالفها معه نظراً لحاجتها إلى دعم دفاعها.
المرحلة الثانية: من 1965 إلى 1971 خاضت فيها باكستان حرباً ثانية مع الهند حول إقليم جامو وكشمير عام 1965 واتسمت بانخفاض المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تتلقاها من الغرب.
المرحلة الثالثة: تمتد من 1971 إلى 1989 عقب هزيمة باكستان في حربها مع الهند عام 1971 وانفصال باكستانالشرقية، حيث انكبت الدولة بكل مؤسساتها لإعادة البناء ومواجهة آثار انفصال الشطر الشرقي من البلاد، وفي عام 1979 وقع الغزو السوفيتي لأفغانستان وكانت باكستان هي نقطة الانطلاق "للجهاد" في أفغانستان ومقاومة الاحتلال الروسي ووقف التقدم الشيوعي.
المرحلة الرابعة: في الفترة من 1990 حتى 1998 وتزامنت مع انتهاء الحرب الباردة وانسحاب الإتحاد السوفيتي من أفغانستان وانهياره مما أدى لتراجع سياسة الولاياتالمتحدة إزاء باكستان، كما شهدت تلك الفترة زيادة عمليات المقاومة الكشميرية وحركات التحرير التي تتخذ من باكستان مقراً لها، لذلك فرضت الولاياتالمتحدة والدول الصناعية عقوبات اقتصادية صارمة عليها، وخلال تلك المرحلة قامت باكستان بإجراء أول تجاربها النووية في مايو 1998رداً علي التجارب الهندية، وبدأ سباق التسلح النووي في شبه القارة الهندية.
المرحلة الخامسة: في أكتوبر عام 1999 قام رئيس الأركان الجنرال بيرفيز مشرف بانقلاب على الحكومة المنتخبة ديمقراطياً بقيادة نواز شريف، وعقب الهجمات الإرهابية على الولاياتالمتحدة فى نيويورك وواشنطن فى11 سبتمبر 2001 قرر الرئيس مشرف انضمام بلاده لأمريكا فيما أسمته ب " الحرب على الإرهاب " وانقلبت على طالبان وشاركت فى إسقاطها فى الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2002.
المرحلة السادسة: مرحلة حكم زردارى التى بدأت فى سبتمبر 2008 بعد انتخابه رئيساً للجمهورية وقد كافحت الحكومة الباكستانية والقادة العسكريون للسيطرة على الأوضاع الداخلية المضطربة والثوار الذين يقطنون في المناطق ذات النزاع الثوري على الحدود مع أفغانستان، وفى يناير 2012 احتلت باكستان مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي من 2012 إلى 2013.
العلاقات المصرية – الباكستانية بالنسبة للعلاقات السياسة تعد السفارة الباكستانية بالقاهرة أول سفارة يتم إقامتها في الشرق الأوسط بعد حصول باكستان على الاستقلال بينما ساندت باكستان ثورة يوليو1952، كما كان لمصر دور بارز في وقف الحرب الهندية – الباكستانية في عام 1965 حيث أرسل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 8 سبتمبر من نفس العام طلباّ لحكومتي البلدين بوقف فوري لإطلاق النار، وأعرب عن استعداده لبذل المساعي الحميدة لدى الحكومتين.
كما أعربت مصر عن قلقها إزاء الحرب الهندية – الباكستانية عام 1971 وأبدت تخوفها من المخاطر التي قد تهدد وحدة باكستان، بعد انفصال باكستانالشرقية ( بنجلاديش) عن دولة باكستان.
ووقفت باكستان إلى جانب مصر في حرب أكتوبر 1973 وقام الرئيس السادات بزيارة باكستان عام 1974 ولعب دوراً رئيسياً في إجراء المصالحة بين باكستان وبنجلاديش، وكان لباكستان دور بارز في دعم الموقف المصري فيما يتعلق بعودة مصر لمنظمة المؤتمر الإسلامي خلال مؤتمر القمة الذي عقد في المملكة المغربية عام 1984.
شهد النصف الأول من عام 2012 زيارات رفيعة المستوى بين البلدين أبرزها زيارة وزيرة الدولة لشئون البحث العلمي ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، كما شارك وزير الدولة الباكستاني للشئون الخارجية في الاجتماع الوزاري لمنظمة عدم الانحياز الذي عقد في مايو 2012 في شرم الشيخ، وفى نوفمبر 2012 قامت وزيرة خارجية باكستان بزيارة رسمية لمصر وقدمت للرئيس محمد مرسى دعوة رسمية لحضور قمة مجموعة الثماني الإسلامية في إسلام أباد.
المشاركة المصرية فى قمة الثمانى الاسلامية
قام المستشار محمود مكى نائب رئيس الجمهورية برئاسة وفد مصر فى قمة الثمانى الاسلامية والتى عقدت فى إسلام اباد خلال العدوان الاسرائيلى على غزة والذى منع الرئيس مرسى من المشاركة فى القمة وألقى مكى كلمة نيابة عن الرئيس محمد مرسى أكد فيها على التكاتف وتوحيد الرؤى لصياغة مواقف جماعية فيما يتعلق بالتحديات العالمية التى تنعكس آثارها بصورة أكبر علينا كدول نامية ،وترسخ مكانة المنظمة كمنبر تنموى يضم عدداً مهماً من الدول النامية ،يجعل لها صوتا مسموعا خاصة فيما يتعلق بإدارة الاقتصاد الدولى والحوكمة الاقتصادية وإصلاح المؤسسات المالية والنقدية العالمية والحصول على حصص تصويتية عادلة للدول النامية عند اتخاذ القرارات الدولية ،فى إطار المؤسسات الاقتصادية الدولية لبناء رؤية تهدف إلى إرساء مبادئ العدالة فى اتخاذ القرارات الدولية.
العلاقات الاقتصادية تعد مصر من أكبر الدول المستثمرة في باكستان ومعظم هذه الاستثمارات في مجال التليفون المحمول، حيث تمتلك شركة أوراسكوم استثماراً قيمته حوالي 2.5 مليار دولار يتمثل في شركة "موبيلينك" التابعة لها، كما تقوم أوراسكوم للإنشاءات باستثمارات في مجال المقاولات عن طريق شركةُElite ، إضافة إلى وجود شركات مصرية أصغر حجماً.
وتزايد عدد الخبراء المصريين العاملين لدى شركات أجنبية في باكستان مثل شركة آلكتل وإيريكسون وIBM في مجال الاتصالات، ولافارج في مجال الأسمنت، وENI الإيطالية وSchlumberger الفرنسية في مجال الطاقة وإعمار الإماراتية، وشركة الاتحاد للسبائك الحديدية في مجال التشييد والبناء فضلاً عن العدد الكبير نسبياً للخبراء المصريين في شركة أوراسكوم المالكة لشركة Mobilink للتليفون المحمول.
كما ازدادت الاستثمارات الباكستانية في مصر خاصة في مجال صناعة النسيج بغرض التصدير إلى الولاياتالمتحدة، وأبرزها مجموعة سيف جروب فى برج العرب باجمالى استثمارات يبلغ حوالي 40 مليون دولار،كما يشارك بعض رجال الأعمال الباكستانيين فى مشروعات مصرية أخرى بينها فندق سوفيتيل الجزيرة، هذا بالإضافة إلى وجود فرع البنك الأهلي الباكستاني في مصر.
ويوجد مشروع مشترك بين شركة "القلعة" المصرية للاستثمار ومجموعة "هاشو" الباكستانية للتنقيب عن البترول في السودان بقيمة مليار دولار، كما يجري تنفيذ مشروع آخر مشترك بين القطاع الخاص في البلدين فى مجال الألياف الضوئية لمد خط كابلات للاتصالات والانترنت تحت مياه البحر يسمى مشروع TWA ، يمتد من باكستان إلى إمارة الشارقة وسلطنة عمان، والشريك المصري هو شركة أوراسكوم.
العلاقات التعليمية والاعلامية استأنفت جامعة الأزهر في فبراير 2009 إرسال أساتذة مصريين للتدريس في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، وتمنح مصر سنوياً 30 منحة دراسية لباكستانيين للدراسة بجامعة الأزهر، بالإضافة لخمس منح سنوياً لأئمة باكستانيين لحضور الدورة التدريبية للأئمة والوعاظ من العالم الإسلامي.
ويوجد بين باكستان و مصر بروتوكول تعاون إعلامي ويشمل التعاون في مجالات: تبادل البرامج الإذاعية والتليفزيونية، التبادل الإعلامي التجاري والإنتاج المشترك التدريب الإعلامي، زيارات الوفود الإعلامية، بجانب تعاون وكالات الأنباء الرسمية في البلدين.
توجهات السياسة الخارجية لباكستان تركز السياسة الخارجية الباكستانية علي ثلاث دوائر هي: دائرة الدول الإسلامية، ودائرة الدول العظمي، ودائرة دول الجوار، وتحتل مسألة الصراع التاريخي الذي يواجه باكستان وهو قضية جامو وكشمير مكانة رئيسية في هذا الصدد أمام المجتمع الدولي.
في السنوات الأخيرة توسعت السياسة الخارجية الباكستانية من أجل تطوير العلاقات مع كثير من دول العالم مثل الصين وإيران ووسط آسيا وروسيا، وتوسيع دائرة علاقاتها لتحقيق مصالحها الإستراتيجية وتأمين حاجاتها من الطاقة وفتح أسواق جديدة لمنتجاتها وللأيدي العاملة المتوفرة لديها، ومن جهة أخرى لقطع الطريق أمام استئثار الهند بالعلاقات مع تلك الدول، فبالاضافة لكشمير كأزمة مزمنة في العلاقات مع الهند فإن هناك صراعاً بينهما علي تقسيم الثروات المائية.
تتخذ باكستان موقفاً ثابتاً من القضية الفلسطينية يتمثل في تأييد حق الفلسطينيين في العودة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية.
الصادرات والواردات الباكستانية وفقاً لإحصاءات وزارة الاقتصاد الباكستانية للعام المالي 2011/2012 بلغت صادرات باكستان 24.66 مليار دولار وقيمة الواردات حوالي 40.82 بليون دولار، وأهم الصادرات: الأرز، المنسوجات، المصنوعات الجلدية والاسمنت، الأخشاب السجاد، الرخام، الفواكه، بينما يمثل البترول ومنتجاته والمعدات الثقيلة والبلاستيك أهم الواردات، بالإضافة إلى تحويلات العمالة الباكستانية والتي بلغت ما يقرب من 7 مليار دولار.
الاستثمارات الأجنبية يمثل قطاع الاتصالات المركز الأول في الاستثمارات الأجنبية حيث يعتبر احد القطاعات الواعدة، كما يأتي الاستثمار الأجنبي في توليد الطاقة في مرتبة متقدمة خاصة أن البلاد تعانى أزمة طاقة وهناك جهود لمضاعفة إنتاج الطاقة سواء الهيدروليكية أو طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية.
حجم الإحتياطى النقدي الباكستانى بلغ 60.68 بليون دولار في ديسمبر2012. وارتفع معدل الدين الخارجي لباكستان إلى 7. 65 مليار دولار طبقا لأخر إحصاءات وزارة الاقتصاد الباكستانية للعام المالي 2011/2012.
وبلغ الدخل القومي: 514.6 بليون دولار في 2012. وانخفض معدل النمو الاقتصادي خلال العام المالي 2011/2012 بنسبة 7. 3% بعد أن كان 4% في العام المالي السابق وبلغ معدل البطالة: 5.6% في 2012 ووصلت نسبة حجم التضخم إلى معدلات قياسية خلال عام 2012 ، حيث بلغ نسبته 14% الأمر الذي دفع البنك المركزي لرفع سعر الفائدة إلى 12% لمواجهة هذه الاثار التضخمية.