يسعى حاليا عدد من الأحزاب المصرية إلى بلورة مبادرة "جامعة" لحل الأزمة السياسية في البلاد تعتزم الحصول على موافقة جبهة الإنقاذ المعارضة عليها قبل عرضها على مؤسسة الرئاسة. وكشفت هذه المصادر أنه في أعقاب حكم قضائي الخميس الماضي بوقف عملية الانتخابات البرلمانية، عقدت اجتماعات مغلقة بين أحزاب "البناء والتنمية" و"غد الثورة" و"الوسط" للتشاور حول المبادرات التي طرحتها عدة أحزاب خلال الفترة الماضية بهدف توحيدها وتحويلها لمبادرة جامعة يسعون لإقناع كل من الرئاسة وجبهة الإنقاذ بقبولها.
وأشارت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها - مفضلة انتظار بلورة المبادرة بشكل نهائي – إلى أن الأحزاب الثلاثة تجري حاليا مشاورات مع حزب "النور" للتشاور حول الأمر ودعوته لضم مبادرته الخاصة لحل الأزمة السياسية إلي المبادرة "الجامعة" المقترحة.
وأوضحت أن الهدف من تلك المبادرة الجامعة هو وضع أسس يمكن التوافق حولها لإطلاق عملية حوار وطني بين جميع الأحزاب والقوى – بما فيها أحزاب جبهة الإنقاذ - تخرج عنها وثيقة باسم الأحزاب المشاركة ترفع إلي مؤسسة الرئاسة.
يذكر أن جبهة الإنقاذ التي تضم 11 حزبا معارضا رفضت دعوات مؤسسة الرئاسة للمشاركة في جلسات حوار دعت إليها الأخيرة بدعوى "غياب أجندة واضحة للحوار وعدم توافر ضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه".
وكانت كل من أحزاب "الوسط" و"النور" و"البناء والتنمية" بجانب "غد الثورة" قد طرحت بشكل منفصل مبادرات علي مدار الشهر الماضي تدعو كلها تقريبا لتشكيل حكومة توافقية، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية بما يضمن نزاهة الانتخابات بشكل كامل، وكذلك إلى عدم تحديد موعد انتخابات مجلس النواب الا بعد توافق وطني، بجانب فتح حوار وطني جاد بين مؤسسة الرئاسة والقوي الوطنية.
من جانبه، لم يستبعد صفوت عبد الغني، عضو مجلس الشورى والقيادي بحزب البناء والتنمية، التوافق بين حزبه وأحزاب أخرى بهدف "الوصول لصيغة مشتركة إنقاذا للوطن"،علي حد قوله.
وأوضح عبد الغني أن هناك العديد من المشتركات بين مبادرة حزب وحزب الوسط بشكل خاص، داعيا مؤسسة الرئاسة للسعي نحو التوافق مع كافة القوي الوطنية.
وفي سياق متصل طالب يونس مخيون، رئيس حزب النور مؤسسة الرئاسة بتفعيل مبادرة الحزب الخاصة بوقف العنف ووضع حلول للأزمة السياسية، قائلا،" أن الأوان لتفعيل مبادرة حزب النور، وأدعو الرئاسة أن تستجيب لهذه المبادرة استجابة سريعة قبل أن تغرق السفينة بنا جميعا".
وطالب فى تصريحات صحفية له اليوم السبت، جميع القوى الوطنية والأحزاب بكافة انتماءاتها وتوجهاتها، بأن تصطف صفا واحدا في هذه اللحظات العصيبة للخروج من هذه الأزمة، مؤكداً أن الجميع في خطر، وأن "مبادرة النور لاقت قبولا من جبهة الإنقاذ" المعارضة .
ولم يتسن حتى عصر اليوم معرفة رد فعل الرئاسة على "المبادرة الجامعة".