القدس المحتلة: تبدأ دولة الاحتلال الإسرائيلي حملة دولية قوية لاحتواء آثار تقرير الأممالمتحدة الذي أدانها بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة خلال عملية "الرصاص المصبوب" . وقالت صحيفة "القدس" الفلسطينية أن تل أبيب بدأت أمس الثلاثاء خوض معركة دبلوماسية لمنع عرض تقرير "لجنة جولدستون" التابعة للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي ومن هناك إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث قد توجه الاتهامات الى مسئولين اسرائيليين ضالعين في الحملة العسكرية بارتكاب جرائم حرب. واستشهد نحو 1400 فلسطيني جراء العملية الإسرائيلي فيما أصيب آلاف آخرون ، ومعظم الضحايا كانوا من المدنيين والأطفال والنساء. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية ان التقرير الذي جمعته لجنة برئاسة مدعي جرائم الحرب السابق ريتشارد جولدستون يتهم كلا من اسرائيل والمقاومين الفلسطينيين بارتكاب أفعال تعادل جرائم حرب خلال الحرب التي امتدت من 27 ديسمبر/ كانون الأول وحتى 18 يناير/ كانون الثاني في قطاع غزة الذي تحكمه "حماس". وقدم فريق بقيادة المستشار القانوني في وزارة الخارجية الإسرائيلية إيهود كينان وشمل ممثلين عن وزارة العدل ومكتب المدعي العسكري، تحليلا أوليًا لتقرير لجنة جولدستون الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيجدور ليبرمان. وعقد نتنياهو ايضا مشاورات ليلة امس حول نتائج التقرير. وقال موظف اسرائيلي كبير: "ان الهدف هو تجنب منحدر زلق يمكن ان يوصل اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي". وفي اليوم التالي لعيد الغفران اليهودي، سيلتئم مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة – والذي عيّن جولدستون- بجنيف في جلسة خاصة لبحث التقرير. وقالت مصادر في وزارة الخارجية امس انها تتوقع ان تبدأ دول عربية مسودة قرار يدعو الى نقل التقرير الى مجلس الامن الدولي. وفي أسوأ السيناريوهات، فان مجلس الامن قد يقرر تحويل المسألة الى المحكمة الجنائية الدولية. وفي ظروف كهذه، فان المحكمة الجنائية الدولية قد تصدر مذكرات اعتقال دولية بحق مسئولين إسرائيليين بارزين شاركوا في عملية "الرصاص المصبوب". وعلى الجبهة الدبلوماسية، في اعقاب نشر التقرير، فان نتنياهو وليبرمان والرئيس شيمون بيريز ووزير الحرب ايهود باراك سيجرون اتصالات هاتفية مع الكثير من نظرائهم في انحاء العالم، وسيزعمون على ان تقرير جولدستون هو احادي الجانب، وأنه يكافىء "الارهاب" ويشكل سابقة ستجعل من الصعب على اية دولة في العالم ان تدافع عن نفسها ضد "الارهاب". وستركز الجهود الدبلوماسية الاسرائيلية على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن- الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين- ولكنها ستعطي الاولوية ايضا لأعضاء الاتحاد الاوروبي، بسبب تأثيرهم على مجلس حقوق الانسان في جنيف. وسيطلب قادة اسرائيليون بارزون من نظرائهم التعبير عن عدم رضاهم عن التقرير ومعارضة استخدامه كأساس لقرارات مناهضة لاسرائيل في مؤسسات دولية اخرى. وقال موظف اسرائيلي رفيع المستوى: "انها ستكون حملة دبلوماسية وقانونية طويلة. ونحن سنشرك اصدقاءنا في انحاء العالم، وخاصة الولاياتالمتحدة، في منع عزل اسرائيل". ويحتوي التقرير، المؤلف من 574 صفحات والذي نشر امس خلال مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة في نيويورك بحضور جولدستون، على انتقادات شديدة لاسرائيل على نطاق وطبيعة فاجئت دبلوماسيين بارزين، من بينهم اسرائيليون، ممن توقعوا ادانة لاسرائيل ولكنهم عجبوا من الطبيعة الواسعة للانتقادات. وصرحت السفير الاسرائيلية الى الأممالمتحدة جابريئيلا شاليف، لصحيفة "هاآرتس" امس بقولها: "ما خشينا منه تحديدا حدث. ان تفويض لجنة جولدستون كان احادي الجانب منذ البداية وجاءت المبادرة الى تشكيل اللجنة من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، والمعروف بأنه يدين اسرائيل بشكل روتيني ومنتظم". واضافت: "لقد توقعنا ان يكون محتوى التقرير مائلا واحادي الجانب، ولكننا لم نتخيل انه سيكون قاسيا وفظا بهذا القدر". ورفض الجيش الاسرائيلي امس الرد على تقرير لجنة جولدستون. وقرر الجيش ان وزارة الدفاع سترد على الانتقاد الدولي لسلوك الجيش الاسرائيلي خلال عملية "الرصاص المصبوب".