وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الانتقادات التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد لحكومة بلاده بال "وهمية"، وقال إن بريطانيا تدرس تسليح الثوار السوريين. وقال هيج امس الأحد إن الأسد "يعيش في الأوهام" لأنه لا يستطيع أن يرى يديه وهما ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده، وأضاف معلقا على مقتل 70 ألف شخص بحسب إحصاءات الأممالمتحدة خلال الثورة "هذا الرجل يقود هذه المذبحة".
وكان الأسد قد اتهم بريطانيا بأنها "قوة ضحلة وغير ناضجة"، واتهمها بالسعي إلى تسليح من وصفهم بالإرهابيين في بلاده، وذلك في مقابلة تلفزيونية مع صحيفة "صنداي تايمز" بثت مساء السبت.
لكن هيج رد عليه في لقاء بثه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قائلا "الرسالة التي نوجهها له هي أننا نحن بريطانيا نرسل الطعام والمأوى والبطانيات لمساعدة الشعب الذي شرد عن منازله وأسره بسببه"، وتابع أن بلاده ترسل إمدادات طبية لرعاية من أصيبوا بجروح من قبل "جنود يعملون لحساب هذا الرجل".
وأضاف هيج أن الأسد يعتقد أن كل ما يحدث هو مؤامرة دولية وليس ثورة حقيقية من شعبه، واصفا المقابلة التي أجريت مع الأسد بأنها أكثر المقابلات الواهمة التي يدلي بها قائد وطني في هذا العصر.
في سياق متصل، قال هيج إنه سيعلن هذا الأسبوع عن تقديم مزيد من المساعدات للمعارضة السورية لمساعدتها في إنقاذ الأرواح على شكل معدات غير قتالية، وأوضح أنه لا يستبعد أي شيء في المستقبل إذا استمر الوضع في سوريا لأشهر أو سنوات، في إشارة إلى تسليح الثوار.
وشدد هيج على أن استمرار هذا الوضع سيزيد من خطر انتشار التطرف وزعزعة استقرار الدول المجاورة ويفاقم الأزمة الإنسانية، حيث لا يمكن للعالم البقاء على الحياد.
وتسعى بريطانيا إلى رفع الحظر عن إمداد الثوار السوريين بالأسلحة، لكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لم يوافقوا في اجتماعهم الشهر الماضي إلا على مد المسلحين بمساعدات "غير قتالية" و"مساعدات تقنية".