قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد "يعيش في الأوهام"؛ لأنه لا يستطيع أن يرى يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده. وقال هيغ إنه سيعلن هذا الأسبوع تقديم مزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، رافضا استبعاد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل. واتهم الأسد بريطانيا، في مقابلة مع صحيفة "صاندي تايمز"، بأنها تريد تسليح "الإرهابيين" في بلاده. وسعت بريطانيا إلى رفع الحظر عن إمداد مسلحي المعارضة السورية بالأسلحة، لكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لم يوافقوا، في اجتماع الشهر الماضي، سوى على تزويد المسلحين مساعدات "غير قتالية" و"مساعدات تقنية". وقال الأسد، في المقابلة، "بصراحة، بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون". وتابع: "كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين، ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟". وتقدر الأممالمتحدة عدد قتلى النزاع في سوريا المستمر منذ 23 شهرا ب"70 ألف شخص" على الأقل. وقال هيغ في مقابلة مع تلفزيون "بي بي سي": "هذا الرجل يقود هذه المذبحة". وأضاف: "الرسالة التي نوجهها إليه هي أننا بريطانيا، نرسل الطعام والمأوى والبطانيات؛ لمساعدة الشعب الذي شُرد عن منازله وأسره بسببه". وتابع: "نحن من يرسل إمدادات طبية لمحاولة رعاية من أصيبوا بجروح وتعرضوا لإساءات من قبل الجنود العاملين لحساب هذا الرجل". وقال أيضا: "الأسد يعتقد، والدائرة المحيطة به تبلغه، أن كل ما يحدث هو مؤامرة دولية، وليس ثورة وتمردا حقيقيين من شعبه". واعتبر أن "مقابلة الأسد" ستصنف أنها أكثر المقابلات الواهمة التي يُدلي بها قيادي وطني في هذا العصر". واتهم الأسد في المقابلة كلا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ب"دعم الإرهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر"، عسكريا أو سياسيا". وقال هيغ إنه سيعلن أمام البرلمان هذا الأسبوع تفاصيل عن تقديم مزيد من المساعدات على شكل معدات مباشرة إلى المعارضة السورية، مؤكدا أن بريطانيا لا يمكنها أن تبقى "مكتوفة اليدين" حيال النزاع. وأضاف: "كلما طال النزاع زاد خطر ترسخ التطرف، وزاد خطر زعزعة استقرار الدول المجاورة، وزادت المعاناة الإنسانية، ولذلك لا يمكننا أن نجلس على الهامش ونكتفي بمراقبة ما يحدث". ورأى أن الوضع في سوريا الآن خطير جدا على سلام وأمن المنطقة بكاملها والعالم، وبالتالي لا يمكن تجاهله". وردا على سؤال حول تسليح المعارضة السورية، قال هيغ "لا أعتقد أننا يمكن أن نستبعد ذلك في المستقبل، ويجب تقدير المخاطر في هذه الأمور". وأضاف "قد نصل إلى مرحلة في النهاية تصبح فيها الحاجة الإنسانية وفقدان الأرواح كبيرة جدا؛ لدرجة تدفع إلى فعل شيء جديد من أجل إنقاذ الأرواح".