أكد «تسيفي مازائيل» السفير الإسرائيلي السابق لدي مصر، أن القاهرة لم تكن على مقربة من «اندلاع حرب أهلية»، كما تعيشها مثل الآن، مؤكداً على أن «الجيش فقط»، هو الذي يمكن أن يحول دون وقوع مثل هذه الكارثة. وقال «مازائيل» أن المعارضة و جماعة «الإخوان المسلمين» التي تحكم الآن، يعملون على تقريب الجيش إلى جانبهم -على حد سواء-، دون نجاح يذكر حتى الآن، منوهاً أن وزير الدفاع الفريق أول «عبد الفتاح السيسي»، لم يضيع أي فرصة لإثبات أن الجيش لا يتدخل في الصراع السياسي القائم، بل يكرس طاقته لحماية البلاد فقط، في حين أنه لن يسمح للجيش ب «الغرق في فوضى المعارضة»، كما أكد «السيسي» على أن الجيش يستطيع أن يعيد «النظام» إلى مؤسسات الدولة «على طريقته».
وتحدث السفير في مقالته بصحيفة «جيرزاليم بوست» عن «المشاعر المتناقضة» التي شعر بها «الإخوان» والرئيس محمد مرسي خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أصبحوا يدركون بشكل مؤلم، أن الجيش لن يتدخل ل «حماية النظام»، الذي يجب أن يعترف ب «فقدانه لشرعيته» والذي بدأ أن يلجأ إلى القوة للبقاء في السلطة، ضارباً بالمثل الإشاعة التي أطلقها «مرسي» الأسبوع الماضي بإقالة وزير الدفاع، والتي انتشرت في النار كالهشيم - علي حد وصفه -.، موضحاً أن هذه الإشاعة، قد تكون بمثابة «بالون اختبار» أطلقها الإخوان، الذين أرادوا قياس «رد الفعل» على هذا التصرف «المتطرف»، ومع ذلك من الممكن أيضا النظر إلى هذا الحدث، على أنه «أوسع سلسلة من الاشتباكات» بين «الجيش وجماعة الإخوان».
وأستكمل «مازائيل» مقالته بالإشارة إلى رد الفعل المفاجئ للجيش، والذي بدأ أن يتصرف كقوة مستقلة عن النظام، مؤكدا على أن «الشرعية» تكمن في الشعب و ليس في الحكام، على الرغم من إنها حكومة منتخبة ديمقراطياً، منوهاً إلي أن الإخوان لن ينسوا أن الجيش «لم يعترف» بشرعية الرئيس المنتخب، مؤكدا أن هذا الخطاب قد تأكد بعد أحداث الشغب التي حدثت في بورسعيد «المحافظة المطلة علي قناة السويس» الشهر الماضي، حينما قال «السيسي»: "أنه على استعداد أن يتدخل ليمنع انهيار الدولة التي لا يمكن العثور على حل سياسي بها"، زاعماً أن الجيش لن يسمح للإخوان المسلمين وللرئيس بتجاوز الخطوط الحمراء.
وعلق «مازائيل» علي قرار «السيسي» بحظر تملك الأراضي في سيناء، حيث قال: " كان القرار سيناء بناء على رغبة «السيسي» في إحكام قبضته على المنطقة الحدودية، حيث يحاول الجيش منع تسلل عناصر «جهادية» إلى مصر من قطاع غزة"، قائلاً أن «السيسي» قد أغفل التشاور مع الرئيس حين أصدر مرسومه - بعدم تملك الأراضي هناك-، حيث اعتبر القرار شيئا جيدا داخل صلاحياته الوزارية.
وتابع السفير مقالته بالإشارة إلى أن الجيش منذ ذلك الحين، بدأ في القيام بمقابلات دورية لمناقشة الأوضاع في البلاد، دون إبلاغ الرئيس، الذي يعتبر رسميا، «الرئيس الأعلى للقوات المسلحة».
وتعجب الكاتب أن الإخوان المسلمين لم يدركوا حتى هذه اللحظة، أن الجيش كان دائم المعارضة لحركتهم منذ عهد الرئيس «جمال عبد الناصر» مرورا ب «السادات» ثم الرئيس السابق «حسني مبارك»، كما أدعى الجيش كونهم حركات «إرهابية إسلامية» متهمة باغتيال السادات - حسب ما ورد في مقاله- .
وزعم السفير في نهاية مقاله، أن هناك أقاويل منتشرة في الأوساط المصرية تفيد، بأن جماعة الإخوان تعمل على تشكيل «ميلشيات سرية»، بالإضافة إلى إعداد مراكز تصنت ل «مراقبة الجيش»، حيث تستعد أن تواجه الجيش إذا تطلب الأمر.