قال محمد فهمي الدماطي، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ووكيل أول مجلس النقابة العامة للمحامين، ورئيس لجنة الحريات بالنقابة، أن المرحلة الراهنة التي تشهدها مصر جعلت مصر غير مهيئة لتنظيم العصيان المدني الذي تشهده محافظاتي بورسعيد والغردقة وغيرها. وأكد في حوار لشبكة الإعلام العربية «محيط»، أن العصيان المدني يعرقل النمو الاقتصادي في البلاد لاسيما مع تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية, متهما فلول النظام البائد وجبهة الإنقاذ الوطني بأنهم يسعون لنشر الفوضى والخراب في البلاد.
ما موقفكم من العصيان المدني الذي تشهده محافظة بورسعيد وبعض محافظات مصر؟ العصيان المدني وسيلة وشكل من أشكال الاحتجاج المشروعة ولكن مصر ليست مهيئة لمثل هذه الاحتجاجات لأنها تمر بأزمة اقتصادية شديدة , كما أن العصيان المدني يعرقل عملية النمو الاقتصادية ويؤدي إلى هروب المستثمرين من البلاد خاصة أن المستثمر يخشي من الاستثمار في مصر حينما يري طفلا يرشق الشرطة بالحجارة .
وما الهدف من العصيان المدني في مصر الآن ؟ الحقيقة أن الهدف منه " إسقاط النظام " وليس ناتج عن عوامل اجتماعية تدعو لذلك.
من وجهة نظرك.. من هم وراء أحداث العنف والأوضاع السيئة التي تمر بها البلاد في المرحلة الحالية ؟ فلول النظام السابق يبعثون بأمن الوطن ويسعون إلى نشر الفوضى والتخريب والاعتداء علي ممتلكات ومؤسسات الدولة سواء كانت العامة الخاصة وتنظيم تظاهرات تعقبها عمليات رشق بالمولوتوف والحجارة إلى عمليات كر وفر بين عناصر الشرطة والمتظاهرين .
هل تتوقع أن يمتد العصيان المدني إلى محافظات مصر عامة والصعيد خاصة ؟ نرجو ألا يمتد إلى أي مدينة أو محافظة أخرى؛ لاسيما في ظل عدم وجود أي مبررات على وجه الإطلاق تدعو لذلك.
لماذا تفاقمت الأزمة في بورسعيد حتى وصل الأمر إلى ذلك ؟ علينا العلم بأن أساس المشكلة هي مباراة كرة القدم التي تم إقامتها مسبقا في استاد بورسعيد بين فريقي الأهلي، والمصري البورسعيدي، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من أبناء الشعب المصري, ثم تفاقمت الأزمة إلى بداية العصيان المدني نتيجة قرارات الحكومة ومؤسسة الرئاسة المتأخرة .
وماذا كان يجب فعله من قبل حكومة هشام قنديل والرئاسة المصرية ؟ كان من المتعين علي جميع مؤسسات الدولة التدخل سريعا لإنهاء الأزمة ولو كان الرئيس محمد مرسي أصدر قراره الخاص بإعادة بورسعيد منطقة حرة مبكرا لم يكن هناك ما يسمي بالعصيان المدني ويصل إلى هذا الحد ولكن للأسف أغلبية قرارات الوزارية والرئاسية جاءت متأخرة وفي وقت غير ملائم .
وما رأيك في دعوة بعض القوي السياسية الشعب المصري بتعميم العصيان المدني في جميع محافظات مصر , وما رأيك أيضا في تأييد جبهة الإنقاذ الوطني للعصيان ؟ هذه دعوات لتخريب الوطن، تصدر من قوى سياسية معارضة لم تبلغ سن "الرشد " وإذا كانت قلوبهم مع مصر وشعبها لن يكن من المفترض أن يدعوا إلى ذلك وكان عليهم تحسين وضعهم و صورة البلاد أمام العالم العربي والغربي من خلال المعارضة السياسية القوية البناء حتى وان صدرت أخطاء من الحزب الحاكم, ولذلك فعلي المعارضة أن تقيم وتقوم النظام ولا تهدم المؤسسات الوطنية.
هل متفائل لمستقبل مصر مع تصاعد حدة الصراعات السياسية في البلاد وتزايد أعمال العنف في بعض المحافظات بجانب العاصمة المصرية ؟ متفائل جدا لمستقبل مصر؛ خاصة أن المرحلة الراهنة ليست أسوة بالفترة الحرجة والصعبة التي شهدتها البلاد بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، وتولي الرئيس محمد أنور السادات الحكم حينذاك.
وبما تصف المرحلة الحالية ؟ هذه الفترة ناتجة عن زلازل قوي شهدته مصر نابع من ثورة 25 يناير التي حققت بعض الانجازات وأخلف سلبيات اقل بكثير من المساوئ التي أعقبت الثورات في دول العالم ولكن ما يحدث في مصر اليوم هزات خفيفة وليس قوية علي عكس ما تشهده دول المنطقة مثل سوريا وليبيا والعراق .
وما دور مؤسسة الرئاسة لتهدئة الأوضاع الحالية ؟ على الرئاسة أن تصدر القرارات في موعدها المناسب والملائم؛ شرط أن تكون مدروسة بشكل دقيق تعود بثمارها علي المواطن المصري.
ما صحة ما يقال في وسائل الإعلام عن تدخل مكتب الإرشاد في قرارات الرئيس ؟ هذا غير صحيحا، وليس عيبا أن يستعين الرئيس بآراء ومقترحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كما يلجأ أي رئيس إلى حزبه لمعاونته ودعمه كما يحدث في أنحاء العالم, ويحق للرئيس أن يتشاور ويستعين بأي شخص لخدمة الوطن.