أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، ان استخدام القوة لن يؤدي إلى تسوية الأزمة السورية، حيث يزداد إدراك ضرورة تسويتها عن طريق الحوار. ونقل موقع "روسيا اليوم" عن لافروف في افتتاح منتدى روسيا والجامعة العربية في موسكو اليوم الأربعاء قوله "أما مايخص النزاع في سورية، فيمكن ان نستنتج بان الرهان على تسويته باستخدام القوة من اي جانب كان، لن يؤدي الى النتيجة المرجوة".
واضاف لافروف: "وبدأ الادراك بضرورة بداية الحوار بين الحكومة والمعارضة يشق طريقه اكثر فاكثر. اننا لانكتفي فقط بدعمه، بل ونساعد على خلق ظروف ملائمة على اساس الاتفاقيات المثبتة في جنيف والتي يقترحها الاخضر الابراهيمي الموفد الدولي – العربي".
وأشار لافروف إلى أن من مصلحة موسكو أن يلعب الشرق الاوسط الحديث دورا نشيطا في المحافل الدولية.
وقال "لا يمكن ان نعتبر الاوضاع في المنطقة مقبولة، اننا نتألم لما يجري، لان ما يجري في المنطقة يهمنا، وخاصة النزاعات التي طال امدها وعملية التحولات الجارية".
وحسب قوله، فان روسيا رحبت منذ البداية بسعي شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى حياة افضل واحترمنا حقها الديمقراطي في التعبير، اذ قال: "ان من مصلحتنا أن تلعب المنطقة المحدثة، دورا نشيطا في المحافل الدولية".
وقال لافروف مشيرا الى ظهور مخاطر وتهديدات جديدة في منظومة الامن الاقليمية، وخاصة ارتفاع نسبة التطرف والارهاب وانتشار الاسلحة وتنقل المقاتلين دون رقيب: "فقط من خلال بذل جهود جماعية، يمكن الوقوف بوجه هذه الامور".
واضاف أن المقصود هنا هو ظهور بؤر لنزاعات مسلحة في المنطقة، وارتفاع نسبة التطرف والارهاب وانتشار الاسلحة دون رقيب.
وقال: "نعتقد بان الجامعة العربية مدعوة الى لعب الدور الرئيسي في تسوية النزاعات التي تحدث في العالم العربي، ومن ضمنها بذل الجهود اللازمة لتسوية النزاعات الداخلية وخلق الظروف للمباشرة بحوار وطني شامل تشارك فيه كافة القوى السياسية مع ضمان حقوق كافة الطوائف والاقليات. وطبعا رفض اي تدخل خارجي من دون تفويض واضح من جانب مجلس الامن الدولي".
واشار لافروف في خطابه إلى أن موسكو "لن تسمح بنسيان قرار الدعوة الى عقد مؤتمر بشأن خلق منطقة في الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل". واضاف: "سوف نبذل جهودنا من اجل تحقيق هذا القرار".
وترى الخارجية الروسية ان هذا المؤتمر يجب ان يعقد قبل نهاية شهر ابريل/نيسان المقبل. وتؤكد الوزارة ان تأجيله يجب ان يتم بموافقة دول منطقة الشرق الاوسط.
أما بخصوص النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فقد اشار لافروف مرة اخرى الى ضرورة العمل من اجل توحيد جهود "الرباعية" الدولية وجامعة الدول العربية. وقال: "نقترح دائما أن يكون عمل "الرباعية" الدولية وجامعة الدول العربية مع بعض".
اجلاء الرعايا
من جهة اخرى ، اعلنت وزارة الاحوال الطارئة في موسكو ان طائرتي ايليوشين 62 وايليوشين 76 تنقلان 46 طنا من المساعدات اقلعتا قبل الظهر في اتجاه مطار اللاذقية في شمال غرب سوريا وسوف تقومان باجلاء اي مواطن روسي او من مجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي سابقا باستثناء دول البلطيق الثلاث وجورجيا) يرغب في مغادرة البلاد.
وذكرت مصادر روسية في سوريا لوكالة انباء "انترفاكس" الروسية ان حوالى 150 شخصا قد يغادرون على متن الطائرتين.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية من جهتها انها سترسل اربع سفن حربية اضافية الى المتوسط وستتخذ اجراءات من اجل اجلاء محتمل لرعاياها من سوريا.
دبلوماسيا، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان وزير الخارجية السوري سيزور موسكو في 25 شباط/فبراير، وان المحادثات معه ستتناول النزاع في سوريا والاجراءات الواجب اتخاذها لبدء حوار.
وكانت الخارجية السورية اعلنت الاسبوع الماضي ان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد الخطيب سيزور قريبا العاصمة الروسية. وعلقت على الاثر وزارة الخارجية السورية بان المعلم لن يلتقي الخطيب في موسكو.