"دم عبده مش رخيص ..بعته بكام يا خسيس"، "أنا مش كافر أنا مش ملحد..يسقط يسقط حكم المرشد"، "دي أوامر من أمريكا..اقتل عبده وجندي وجيكا"..كانت هذه أبرز الهتافات التي رددها عدد من إعلاميي "ماسبيرو" في وقفتهم ظهر اليوم أمام المبنى تأبيناً لوفاة زميلهم الراحل الإعلامي مقدم البرامج الرياضية عبده عباس، والمشتبه في قتله بشكل جنائي نظراً لتنديده بحكم الإخوان وكشفه لعديد من ملفات الفساد داخل مبنى "ماسبيرو". "محيط" التقى بعدد من المشاركين في الوقفة، ومنهم الإعلامية هالة فهمي التي قالت في تصريحات خاصة أن الراحل كان أحد المناضلين والثوار القليلين داخل "ماسبيرو"، ونظراً لجرأته ورغبته في كشف ملفات الفساد كان مضطهداًً من قبل رؤسائه، طوال 12 عام مضت، ومنذ شهرين تم منعه من مستحقاته المالية كنوع من الضغط عليه، للصمت عن الفساد.
تواصل فهمي قائلة: هكذا يكون دوماً حال من يحاول كشف فساد المسئولين داخل ماسبيرو، يكون الحل هو الاضطهاد، لأنه يمثل خطر عليهم. لافتة إلى أن الراحل اختفى منذ 18 يناير الماضي، ثم أبلغ صاحب العقار الذي يقطن فيه الراحل عن اختفائه، وكان جثمانه يحمل علامات تدل على أن الوفاة لم تكن طبيعية وهو الآن يخضع للتشريح، وفي انتظار تقرير الطب الشرعي.
واستنكرت الإعلامية تصريح وزير الإعلام ومسئولي ماسبيرو عن أن وفاة الراحل كانت طبيعية، دون انتظارهم لتقرير الطبيب الشرعي، وهم الآن على حد قولها يتاجرون بدمائه ويقيمون له عزاء رغم اضطهادهم له، على حد وصفها.
من جانبها أكدت الإذاعية انتصار غريب منسق جبهة "ثوار الإعلام" أن الراحل كان معاقب من قبل وزير الإعلام الأسبق انس الفقي لكشفه ملفات للفساد المالي والإداري داخل المبنى، فكان محروماً من تقديم البرامج لمدة 12 سنة، بالإضافة إلى حرمانه من بعض مستحقاته المالية. وأكدت غريب أن جسد الراح كان به علامات تدل على أن الوفاة جنائية، فمثلاً ساقه من الركبة إلى القدم مسودة بشكل واضح، وهكذا كفوف يديه، مما يدل على أن كان مخطوفاً مربوطاً، كذلك في وقت شديد البردة كان يرتدي قميص خفيف "نص كم"، كذلك قدمه بها التواء، فضلاً عن كدمات الوجه. وتتابع: الجثة اختفت من 25 يناير الماضي إلى 12 فبراير الماضي، والطبيب اشرعي يقول أن عمر الجثة حوالي 11 يوم فقط، فأين كان الفترة المتبقية بينهم.
ورفع متظاهرو ماسبيرو عدة لافتات تندد بقيادات ماسبيرو، وتطالب بتطهير الإعلام منها: "قيادات ماسبيرو هم قتلة ثوار مصر"، "قتلة عبده عباس يتاجرون بدمه ويقيمون عزائه بماله"، "ماسبيرو ملك الشعب"، إعلام الشعب ضميره..انقذوه من الإخوان"، و"إعلام حر لشعب حر".
قالت نورا زياد متابعة برامج في ماسبيرو ل"محيط" أن الراحل كان منذ عام 2004 متابع لملفات الفساد داخل ماسبيرو، وفي الفترة الأخيرة وصلته ملفات تدين وزير الإعلام الحالي صلاح عبدالمقصود، لذلك تم حرمانه من مستحقاته المالية، مؤكدة أن تقرير الطب الشرعي المرتقب سيحسم الأمر ويظهر إذا ا كانت هناك شبهة جنائية وراء وفاته. وأثنت زياد على الراحل قائلة أنه كان دائم التواجد في ميدان التحرير، وكان احد الثوار الحقيقيين ضد فساد "ماسبيرو".
وفاة الإعلامي الراحل اجتذبت ليس فقط زملاؤه من داخل ماسبيرو، بل امتدت لخارج المبنى حيث تواجد بوقفة التأبين د.محمد نصر الذي يعمل في مجال التربية والتعليم، معتبراً أن الدفاع عن الراحل حق على المصريين جميعاًً.
يذكر أن جبهة "ثوار الإعلام" ومجموعة من الحركات الثورية قد أقامت أمس السبت عزاء لشهيد الإعلام المذيع عبده عباس بمسجد الرحمة بشارع صبرى أبو علم.
وأصدرت الجبهة بياناً تشرح فيه كيفية اختفاء الراحل، حصل "محيط" على نسخته جاء فيه أن الراحل اختفى منذ 18 يناير الماضي، وتم العثور على جثته عن طريق مباحث عابدين يوم 12 فبراير 2013.
يواصل بيان الجبهة: الشكوك ساورت زملائه، وكذلك النيابة أن الحادث جنائى فأمرت النيابة بتحويل الجثة للطب الشرعى للتشريح يوم 13 فبراير الماضي، وكان من دواعى شكوكنا أن الوفاة حدثت منذ ما يزيد عن عشرة أيام - طبقا لحالة الجثة - مع أنه أختفى لمدة 25 يوما فأين كان قبل أن يتوفى ؟.
وتتعجب الجبهة مما صدر عن قيادات التليفزيون من أن تقرير الطب الشرعى يقول أن الوفاة طبيعية!، رغم أن التقرير لم يصدر بعد.
وفي بيانها؛ أعلنت جبهة ثوار الإعلام رفضها التام لممارسات قيادات الإعلام و على رأسها رئيس التليفزيون شكرى أبو عميرة من محاولات الإتجار بدم الزميل الراحل عبده عباس بعد أن "قتلوه حياً" على حد تعبير البيان، وذلك بمنعه من تقديم البرامج لمدة 12 عاما كاملة، كذلك منعه رئيس التليفزيون من صرف حوافزه لمدة شهرين كاملين.
يذكر أن زملاء الراحل رفضوا أن ينقل جثمانه بسيارة إسعاف أرسلها "التليفزيون"، وقاموا هم باستئجار أخرى، لنقل جثمانه إلى مسقط رأسه فى بورسعيد حيث تم دفنه هناك .
وذكّر بيان الجبهة بشظف العيش الذي عانى منه الراحل نتيجة تعسف القيادات معه، فقد عاش في شقة بالإيجار لا أثاث بها، فقط لأنه وقف ضد الفساد، ورفض أن يكون ذيلا لأحد أو بوقا للنظام منذ أيام الرئيس المخلوع مبارك و حتى عصر الإخوان.
والراحل كان أحد ثوار يناير وشارك في اعتصام بهو التليفزيون عام 2011، وشهد للمرة الأخيرة في "الاتحادية" قبل اختفائه مباشرة .